يسعى الإنجليز جاهدين لتفادى الأزمات والمشاكل التى من الممكن أن تهدد دورة الألعاب الأوليمبية التى ستنطلق فى لندن بعد عشرة أيام.. ومنها مواجهة خطر انتشار الأمراض المعدية فى ظل توافد عدد هائل من الزائرين لحضور الدورة إلى جانب العدد الضخم من اللاعبين والإداريين والحكام وغيرهم من المشاركين فى فعاليات الأوليمبياد.. حيث يتوقع المنظمون أن يصل إلى لندن نحو 660 ألف زائر دولى و70 ألف رياضى وإداري. وهناك مخاوف من أن يجلب زائر أحد الأمراض معه من وطنه وينشره بين الجماهير، ثم يقوم جمهور المشجعين الذين أصيبوا بالعدوى بنقل المرض إلى بلادهم عند عودتهم بحيث يمكن أن يستمر انتقال العدوى. وتعمل وكالة حماية الصحة فى بريطانيا والمركز الأوروبى للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها على متابعة الأمراض المعدية التى يمكن أن تعكر صفو الدورة الأوليمبية.. حيث تتولى وكالة حماية الصحة مراقبة وضع الصحة العامة فى بريطانيا، بينما يقوم المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها بمراقبة الأمراض التى تظهر فى جميع أنحاء العالم. والطريف أن وزارة الصحة البريطانية تجرى اتصالات مستمرة مع وزارة الصحة السعودية للاسترشاد ببرامجها فى مكافحة الأمراض ومنع انتشارها خلال موسم الحج الذى يشهد تواجد الملايين على الأراضى السعودية. ومن الأمور الأخرى التى تقلق بال الإنجليز كيفية مواجهة حدوث أى عمليات إرهابية أو أعمال شغب محتملة خلال الدورة التى تقام وسط تدابير أمنية مشددة وانتشار كثيف لعناصر الجيش والشرطة تحسبا لاحتجاجات من قبل نشطاء ومعارضين للرأسمالية أو لأعمال عنف محتملة تعطل الأوليمبياد. وينتظر أن تنشر الحكومة الإنجليزية 17 من عناصر الأمن، بالإضافة إلى دعم من الجيش لحماية الدورة للرد على أى تهديدات محتملة حيث كانت لندن هدفا لتفجيرات عام 2005. ومن المقرر أن تشارك فى العملية الأمنية لتأمين الأوليمبياد سفن وزوارق حربية وطائرات مقاتلة ومروحيات لحماية الرياضيين المشاركين بالأوليمبياد.. كما ستشارك شركات الحراسة الخاصة قوات الجيش والشرطة فى عمليات التأمين، وبصفة خاصة تأمين نهر التايمز خوفا من التسلل إلى الحديقة الأوليمبية من خلاله، إذ انتشرت عناصر الأمن والشرطة مزودة بقوارب لتأمين جميع المنافذ المؤدية إلى الحديقة الأوليمبية، كما أقاموا موانع صلبة لمواجهة احتمال شن هجمات بزوارق بحرية. ويتوقع أن يستخدم فى عملية التأمين هذه معدات التكنولوجيا الفائقة وأجهزة القيادة المتطورة وطائرات بلا طيار خفيفة الوزن، فى حين سيتم توزيع شرطة مكافحة «الإرهاب» والشرطة الخاصة مدعومين بالقناصة. وقدرت اللجنة المنظمة لأوليمبياد لندن تكاليف العملية الأمنية للدورة بأكثر من مليار جنيه استرليني. كما حذرت هيئة الأرصاد الجوية بإنجلترا من سوء الأحوال الجوية خلال الفترة المقبلة، حيث سيصحب الأمطار الغزيرة التى ستجتاح سماء إنجلترا عواصف رعدية وتتوقع هيئة الأرصاد أن يكون الطقس سيئا فى جنوب شرق إنجلترا وهى المنطقة التى تقع بها العاصمة البريطانية. وأعلن «سيب كو» رئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأوليمبية أن أكثر الألعاب التى ستتأثر بسوء الأحوال الجوية هى لعبة الفروسية، لاسيما أن أرضية السباقات تحتاج المزيد من الوقت لامتصاص الأمطار.