اعلن رئيس لجنة التحقيق في حرب العراق جون تشيلكوت، اليوم الاثنين، تأجيل التقرير الذي كان من المقرر أن تصدره لجنته هذا العام حول مشاركة بريطانيا بالغزو وتداعياته إلى العام المقبل. وقال تشيلكوت إن التقرير لن يصدر قبل منتصف عام 2013 على أقرب تقدير، وسيحتوي على نحو مليون كلمة طويلة. واضاف أنه وجّه رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لإبلاغه بالتقدم الذي انجزته لجنة التحقيق وموعد انتهائها من عملها، وأنها تعكف حالياً على تحليل الأدلة الخطية والشفوية التي تلقتها من الشهود وصياغة تقريرها. واشار تشيلكوت إلى أنه نصح كاميرون بالرسالة أن لجنة التحقيق في حرب العراق ستكون بوضع يمكنها من البدء بعملية الكتابة إلى أي فرد وجّهت له انتقاداً في التقرير اعتباراً من منتصف العام المقبل، وستقوم بتزويده بنسخة من التقرير في أقرب وقت ممكن بعد اكتمال العملية ونشره بعد ذلك بالبرلمان. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون شكّل في يونيو 2009 لجنة مكونة من 5 أعضاء برئاسة جون تشيلكوت لإجراء تحقيق حول حرب العراق يغطي الفترة من صيف العام 2001 وحتى نهاية يوليو 2010، ومنح اللجنة حق الدخول إلى جميع المعلومات الحكومية ومن ضمنها الوثائق السرية ذات الصلة بحرب العراق وصلاحيات تخوّلها استدعاء أي شاهد بريطاني للمثول أمامها. وبدأت اللجنة جلساتها العلنية في نوفمبر 2009 بمراجعة السياسة التي تبنتها بريطانيا حول العراق وانهت تحقيقها في فبراير الماضي، واستمعت خلال هذه الفترة لافادات أكثر من 140 شاهداً من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين البريطانيين والأجانب كان على رأسهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بلير وخلفه براون. وطالب نواب بريطانيون الشهر الماضي عقد جلسة طارئة للجنة تشيلكوت، بعد الكشف عن أن بلير منع وزراء حكومته من الاطلاع على المشورة القانونية حول شرعية غزو العراق. وكان بلير مثل أمام اللجنة مرتين، في 29 يناير 2010 وفي 21 يناير الماضي، وابلغها أنه لا يشعر بأي ندم بشأن غزو العراق.