تستضيف مصر يومي الأربعاء والخميس المقبلين، المنتدي الإفريقي الأول لمكافحة الفساد بمدينة شرم الشيخ، وذلك ضمن المبادرة المصرية برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي للتعاون ونقل الخبرات بين مختلف الدول الأفريقية من أجل العمل على اقتلاع جذور الفساد من كافة دول القارة. ويعد المنتدى ثمرة لمبادرة مصرية أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يناير 2018 أثناء رئاسته وفد مصر في مؤتمر قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقي، ويشارك فيه وزيرا العدل والداخلية ورؤساء أجهزة الرقابة الإدارية ومكافحة الفساد والكسب غير المشروع والمركزي للمحاسبات بالدول الإفريقية و200 مسئول رفيع المستوى. وفي هذا الصدد أكد عدد من الخبراء في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، على أهمية هذا المنتدى والذي من المقرر أن يشارك به عدد كبير من الدول الأفريقية، مشيرين إلى أن مصر قد استطاعت أن تحاصر الفساد وتقلل من نشاطه بدرجة ملموسة في الآونة الأخيرة. وفي هذا السياق، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الملتقى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد الذي سيعقد بشرم الشيخ، الأربعاء المقبل، يأتي في إطار اهتمام مصر بالأنشطة الأفريقية، وذلك في ضوء رئاستها للاتحاد الأفريقي لهذا العام، مشيرا إلى أن مصر تعد نموذجا يحتذى به في مجال مكافحة الفساد. وأشار فهمي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن المنتدى يهدف لتشجيع الدول الأفريقية على تبني خطط وبرامج عمل للقضاء على الفساد، والتركيز على الفعاليات الأفريقية فيما يعرف بالحوكمة والحكم الرشيد لمواجهة حالات الفساد، مؤكدا أن مصر لها تجربة ناجحة في مجال مكافحة الفساد، مستشهدا بذلك بالدور الذي تلعبه هيئات الرقابة الإدارية لمواجهة الفساد. وأكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن المشاركين في الملتقى الأفريقي لمكافحة الفساد، بما فيهم 51 دولة أفريقية سييحثوا في جلسات العمل كيفية مواجهة الفساد بالقارة لتحقيق التنمية المستدامة، وعمل نظم إدارية جديدة فيما يعرف بالأجهزة البيروقراطية، لمواجهة حالات التسيب والفساد الإداري. وعن دعوة الإمارات والكويت والسعودية، للمشاركة في المنتدى بشرم الشيخ، رأى فهمي، أن هذه الدول لديها خبرات كبيرة ونماذج ناجحة في مجال مكافحة الفساد، على حد تعبيره. وبدوره، أكد الدكتور عمرو هاشم، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على أهمية استضافة مصر للملتقى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد والذي سُيعقد بشرم الشيخ، الأربعاء المقبل، قائلًا:"لابد أن تتكاتف دول القارة الأفريقية من أجل وضع استراتيجيات وخطط واضحة للقضاء على الفساد بقدر الإمكان". وأوضح "هاشم"، أنه يجب العمل على جمع أسباب تفشي الفساد في مختلف الدول، بالإضافة إلى جمع اقتراحاتهم للحد من انتشار هذه الظاهرة وذلك من أجل وضع استراتيجية أفريقية تسير على نهجها دول القارة، مشيرًا إلى أن ذلك النظام مُتبع بالدول الأوروبية فيما يُعرف ب"سلم الشفافية". وأشار مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى صعوبة القضاء على الفساد نظرًا لأنه متأصل في كافة الدول المتقدمة والنامية على حدًا سواء، قائلًا:"في أي دولة يتواجد الفساد ولا يمكن التخلص منه بشكل كامل أي أن بكل دولة يوجد فساد لكنه يختلف من حيث الكم والكيف". ومن جانبه، أشار النائب عبد الفتاح محمد، عضو مجلس النواب، إلى أن الملتقى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد الذي سيعقد بشرم الشيخ، الأربعاء المقبل، يعكس الدور الريادي الذي تقوم به الدولة المصرية للأزدهار بالقارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت شريك أساسي في كافة المحافل العربية والأفريقية والدولية. وأوضح "محمد"، أن القيادة السياسية بالدولة تسعى لاقتلاع الفساد من جذوره، وذلك من خلال إحكام الرقابة والسيطرة على كافة المؤسسات التابعة للقطاعين العام والخاص، قائلًا:"مصر بوابة القارة الأفريقية لاقتلاع جذور الفساد". وأشار عضو مجلس النواب، إلى أهمية التكاتف والتعاون بين الدول المختلفة لتبادل الخبرات في مجال مكافحة الفساد من أجل العمل على دحره بكافة السبل الممكنة، قائلًا:"المنتدى الأفريقي الأول بشرم الشيخ خطوة فعالة للتخلص من الفساد وما يترتب عليه من كوارث وأزمات".