هو رجل جاد جداً فى مظهره وتعاملاته العملية، عقله لا يتوقف عن العمل والسعى للتجديد والابتكار، ورغم جديته ودقته فى العمل، يطلق عليه العالم لقب صانع الابتسامة والسعادة لكل الأطفال، بل للكبار أيضاً، لأنه يقف وراء تنفيذ أهم الأعمال الترفيهية من أفلام كرتونية، وألعاب وقصص وأساطير تسعد الجميع من خلال أكبر مدينة للملاهى فى العالم وهى «والت ديزنى»، إنه «روبرت إيجر» الرئيس التنفيذى لشركة «ديزنى». ولد إيجر فى عام 1951 فى بلدة «لونج أيلند» بولاية نيويورك، تخرج فى المدرسة الثانوية، ثم حصل على درجة البكالوريوس فى الإعلام، ثم على درجة الماجستير فى مجال الاتصالات، بدأ حياته المهنية موظفاً عادياً فى إحدى قنوات التلفزيون المحلية قبل انضمامه إلى شركة الإذاعة الأمريكية «إيه بى سى»، وفى عام 1996، اشترت شركة «ديزنى» الشبكة التلفزيونية «إيه بى سى» التى كان يعمل بها، وبالتبعية أصبح هو يعمل فى «ديزنى» وكان قد تحرر من قيود العمل الوظيفى الروتينى، وبدأ الانطلاق إلى عالم الابتكار والتقنية، حتى أصبح عام 1999 الرئيس التنفيذى لشركة «والت ديزنى إنترناشونال»، وهى وحدة الأعمال التابعة لشركة «ديزنى». ركز إيجر على استراتيجية متطورة لشركة «والت ديزنى» لتوليد أفضل محتوى إبداعى ممكن فى مدينة الملاهى الضخمة، وتعزيز ثقافة الابتكار والاستفادة من أحدث التقنيات فى هذا المجال الترفيهى، والتوسع فى أسواق جديدة فى جميع أنحاء العالم لخلق السعادة والإبتسامة على وجوه ملايين البشر، وبالفعل بنى «إيجر» الكثير ليضيف إلى تاريخ «ديزنى» الغنى بالقصص والأساطير التى لا تنسى، ووسع من وجود الشركة خارج أمريكا، وأشرف على افتتاح منتزه ومنتجع ديزنى الأول فى الصين، ومنتجع ديزنى شنغهاى، وكان من أكثر محبى التكنولوجيا الحديثة، فقام بإدخال الشركة فى صناعة التكنولوجيا الإبداعية والترفيهية بصورة متعددة، فحققت «ديزنى» تحت إشرافه إيرادات قياسية، وتم تصنيفها على أنها واحدة من أهم الشركات العالمية فى أمريكا والعالم من قبل مجلة فوربس وسجلت أيضًا كأكثر الشركات العالمية احترامًا والأفضل فى إطلاق أفكار أصحاب المواهب. وأصبح إيجر إضافة هامة لديزنى، والتى يعود تاريخها لعام 1923 بولاية ميسورى الأمريكية، عندما أنشأ رسام الكارتون والت ديزنى فيلماً قصيراً بعنوان أليس بلاد العجائب، والذى ظهرت فيه الممثلة الطفلة «فيرجينيا ديفيس» وهى تتفاعل مع شخصيات الرسوم المتحركة، ثم انتقل والت ديزنى، وشقيقه روى إلى لوس أنجليس حيث يقيم عمهما روبرت، واستأذناه فى استغلال جراج لديه لتحويله إلى استوديو ليعلنا من خلاله صناعة أفلام كارتون ديزنى، وخلال بضعة أشهر، نقلا الاستوديو والشركة إلى أحد المكاتب العقارية فى وسط مدينة لوس أنجليس، واستمرا فى إنتاج الأفلام الكوميدية الكرتونية، ثم توسعت الشركة لتنشئ مدينة ملاهى صغيرة توسعت مع مرور السنين لتصبح شركة تمتلك أكبر مدينة ترفيه فى العالم، ومن أشهر الأفلام التى صنعتها فى البدايات أوزوالد الأرنب المحظوظ، وأفلام ميكى ماوس، وسنو وايت، والأقزام السبعة. وعندما دخلت أمريكا الحرب بعد الهجوم على بيرل هاربور، وضعت شركة « ديزنى «الكثير من أفلام الرسوم المتحركة فى خدمة القوات المسلحة لإنتاج أفلام التدريب والدعاية، وبعد انتهاء الحرب عادت لإنتاج أفلام الأطفال والكوميديا وأيضاً الدراما، وكان منها فيلم سندريلا، وأليس فى بلاد العجائب، وكانت هذه الأفلام الانطلاقة لصناعة ملاهٍ كبرى تكون مكان استقبال للأطفال والآباء والأمهات معاً، وكانت الأفلام الكرتونية بجانب الألعاب الأخرى هى المادة الشيقة للأطفال والكبار والتى تدخل السعادة إلى نفوسهم، فكانت أفلام السيدة والصعلوك، الجمال النائم، الكلب الأشعث وغيرها الكثير، وعندما تولى «إيجر» مهمة المدير التنفيذى للشركة، نجح فى تطوير تقنية العروض التى تقدمها ديزنى، وحققت الشركة انتشاراً هائلاً فى العالم كله، وأطلقت والت ديزنى للرسوم المتحركة المزيد من الأفلام التى أسعدت الصغار والكبار أشهرها فيلم الدجاج الصغير، وكان الفيلم الأول للشركة باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد فى الرسوم المتحركة، ونجح «إيجر» فى إنشاء الاستوديو الأكبر فى العالم والأكثر تقنية والخاص بالشركة. حصل إيجر على العديد من الجوائز والتكريمات، وعلى مكافآت تجاوزت 29 مليون دولار، فيما كان راتبه يصل إلى 9.260 مليون دولار سنوياً، وتبلغ ثروته حالياً 85 مليون دولار وتم اختياره ضمن أقوى رجال الأعمال فى مجلة فورتشن بين عامى 2007 و2008، وأحد أهم المدراء التنفيذيين فى عام 2009.