يتواصل فى سلطنة عمان اقبال كبير ومتزايد من جانب مجموعات كبيرة من المبدعين والمثقفين فى جميع الدول الخليجية والعربية على الترشح لجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب - 2019 التى تخصص هذا العام للمبدعين العرب فى مجالات ثلاثة: «علم الاجتماع، والطرب العربى، وأدب الرحلات». وقد تم الاعلان عن آخر موعد لتلقى الترشيحات للدورة الحالية وهو يوم 15 من شهر أغسطس المقبل. يتسلم الفائز وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب، بالإضافة إلى مبلغ مالى قدره مائة ألف ريال عُمانى «100 ألف ريال عُمانى». سيقام حفل الإعلان عن الفائزين بالجائزة قبل نهاية السنة الحالية. وفى اطار العلاقات المصرية العمانية الوثيقة احتضنت القاهرة فعالية ابداعية، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، تم خلالها عقد لقاء تعريفي للإعلان عن تفاصيل الدورة الثامنة من الجائزة. استضاف الفعالية مقر المجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة، حيث شهدها السفير الدكتور على بن أحمد العيسائى سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية. كما حضرها لفيف كبير ضم نخبة من قيادات الثقافة فى البلدين ومن المثقفين والادباء والمفكرين والمبدعين . وقد شهد اللقاء الذى نظمه مركز السلطان قابوس العالى للثقافة والعلوم: الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والأديب يوسف القعيد مقرر لجنة القصة بالمجلس، والدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة، ومقرر لجنة علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بالمجلس، والروائية هالة البدرى، عضوة لجنة القصة بالمجلس. وشهده أيضا الدكتور ناصر بن حمد الطائى عضو مجلس أمناء الجائزة، وراشد بن حميد الدغيشى مدير مكتب جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وأعضاء البعثة الدبلوماسية بسفارة السلطنة لدى مصر، بالإضافة الى كوكبة من المبدعين والإعلاميين العُمانيين والمصريين والعرب. فى تصريحات صحفية، أكد السفير الدكتور على بن أحمد العيسائى سفير سلطنة عمان لدى مصر على الأهمية البالغة للجائزة بالنسبة للثقافة العربية، وتأتى أهميتها من جانبين: أولهما: من الاسم الذى تحمله وهو اسم جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وبالتالى فإن هذا الاسم يمثل القائد الحكيم، سواء فى مجال الثقافة والآداب أو العلوم، بالإضافة أيضا إلى مجال القيادة السياسية. وأضاف السفير الدكتور على بن أحمد العيسائى: كما تأتى أهمية هذه الجائزة، ايضا لأنها تقدم فى مجال الثقافة العربية، لكل ما ينتج باللغة العربية سواء كان فى داخل الوطن العربى أو خارجه. وأشار إلى وجود جوائز متعددة فى العالم العربى تمنح فى الآداب، بينما تعد جائزة السلطان قابوس أشمل، فهى لا تقتصر على مجال الأدب وحده، وتضم مختلف مجالات الثقافة والفنون والآداب. وأعرب سفير سلطنة عمان، عن عميق الشكر للدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، حيث أثنى على حسن الاستضافة، وقدم اليه درعًا تذكاريًا، توثيقا لتلك الفعالية المهمة التى كشفت النقاب ووضحت تفاصيل الجائزة الثقافية العربية الكبرى، التى تستهدف تحقيق العديد من الاهداف، وفى مقدمتها دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية باعتبارها سبيلًا لتعزيز التقدم الحضارى الإنسانى والإسهام فى حركة التطور العلمى والإثراء الفكرى، وترسيخ عملية التراكم المعرفى. وتسهم الجائزة فى غرس قيم الأصالة والتجديد لدى الأجيال الصاعدة، من خلال توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفى والفكرى، مع فتح أبواب التنافس القائم على البحث والتجديد فى مجالات العلوم والمعرفة. وتهدف أيضا الى تكريم المثقفين والفنانين والأدباء وتشجيعهم على مواصلة إسهاماتهم الحضارية من أجل مواصلة الارتقاء بالوجدان الإنسانى، وتمثل الجائزة تأكيدا على المساهمة العُمانية الايجابية ماضيًا وحاضرًا ومستقبلا، فى رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات المادية والفكرية والمعرفية. تم عقد اللقاء فى إطار التعاون بين مصر والمؤسسات الثقافية بالسلطنة، و نظمه مركز السلطان قابوس العالى للثقافة والعلوم، بهدف التعريف بالجائزة وشروطها وفروعها وطريقة التقدم أو الترشيح لها والتعرف على الهيئة المنظمة وأعضائها. من جانبه، قال الدكتور هشام عزمى، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة: «إن إعلان تفاصيل الدورة الثامنة من جائزة السلطان قابوس يأتى دليلا على قوة ومتانة العلاقات المصرية - العمانية». ثم تابع كلمته مشيرًا إلى أن العام المنقضى 2018 يعدُّ عامًا ذهبيًا على مستوى العلاقات المصرية - العمانية، باعتباره قد شهد حراكًا ملحوظًا، فقد توج باستقبال جلالة السلطان قابوس بن سعيد لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وذلك خلال زيارته للسلطنة، وقد جاءت تلك الزيارة التاريخية ترسيخًا لعلاقات عميقة وممتدة بين البلدين الشقيقين، فمنذ القدم استخدم المصريون القدماء الصمغ والبخور، اللذين نُقل كلاهما عبر بحر العرب، بغرض استخدامهما فى معابدهم. وحول الجائزة أشار إلى أنه تم استحداثها بمرسوم سلطانى عام 2011، ليصبح من بين أهدافها دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية، باعتبارها سبيلًا لتعزيز التقدم الحضارى الإنسانى، وكذلك إسهامًا فى دفع حركة التطور العلمى والإثراء الفكرى، وترسيخ عملية التراكم المعرفى، وغرس قيم الأصالة والتجديد، وفتح أبواب التنافسية فى مجالات العلوم والمعرفة على أسس قائمة على البحث والتجديد، وتابع مفصحًا عن ظنه بأن هذا الهدف الأخير يمثل أهمية بالغة لأنه يحفز المفكرين والمبدعين على تقديم المزيد من الفكر والإبداع، ويفتح مجالًا لمنافسة شريفة يفوز فيها من تحصد أعماله المرتبة الأعلى، وفقًا لمعايير التقييم. وواصل كلمته قائلًا: «لعله من حسن الطالع أن يجيء لقاء اليوم قبل أسابيع قليلة من اجتماع المجلس الأعلى للثقافة، للإعلان عن جوائز الدولة - النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية - لكى يكرس للفكرة ذاتها، فلا شك أن الجوائز لها دورها الفاعل فى عملية التحفيز المستمر لولادة كل عمل إبداعى وأدبى، ومن شأن طرح هذه الجوائز الإعلاء من قيمة التنافس والجهود المبذولة، وهو ما يسهم بدوره فى مكافأة المتميز ودعم الفكر وإظهار المواهب الناجحة والمؤثرة، وهى الغاية التى تنشدها جميعا الهيئات الراعية والداعمة للمنظومة الثقافية فى مجتمعاتنا». فيما أعلن كل من الدكتور ناصر بن حمد الطائى، عضو مجلس أمناء الجائزة، وراشد بن حميد الدغيشى، مدير مكتب الجائزة، تفاصيل الدورة الثامنة، موضحين أن جائزة السلطان قابوس دورية، بحيث تمنح فى سنة للمبدعين العمانيين، ثم تكون فى الدورة التالية للمبدعين العرب، وتمنح كل عام فى مجال معين من مجالات الجائزة الثلاثة «الثقافة، والفنون، والآداب»، على أن تعلن ماهية المجالات لكل دورة فى حفل تسليم جوائز الدورة السابقة، حيث يقام الحفل سنويا فى شهر ديسمبر من كل عام، مشيرا إلى أن الدورة الحالية مخصصة للمبدع العربى. وقال راشد بن حميد الدغيشى: تقدم الجائزة للفائزين فى مجالات الثقافة والفنون والآداب، حيث يتم اختيار فرع من كل مجال فى كل دورة من دوراتها، ليصبح عدد الفائزين ثلاثة فى كل عام من المثقفين والفنانين والأدباء، بواقع فائز واحد فى كل مجال، وفى نهاية العام الجارى سيمنح الفائز خلال الدورة الجديدة وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب. وحول شروط الترشح قال: إن الجائزة التقديرية مخصصة للعرب، على أن يكون المترشح على قيد الحياة ما لم يكن قد توفى بعد تقدمه للترشح، ويكون للمترشح مؤلفات أو أعمال أو بحوث سبق نشرها أو عرضها أو تنفيذها، وأن تتميز أعمال المترشح بالأصالة والإجادة، وتتضمن إضافة نوعية تساهم فى إثراء الثقافة والفكر والفن. وتنظر الجائزة إلى مجمل أعمال المترشح سواء كانت أعمالا مستقلة أو أعمالًا مشتركة. ويجب أن تكون الأعمال مكتوبة باللغة العربية أصلًا، ويمكن النظر فى الأعمال الأخرى التى أنجزها المترشح بلغات أخرى غير العربية كمواد داعمة لترشحه، وألا يكون قد سبق للمترشح الفوز فى إحدى الجوائز الدولية التقديرية فى السنوات الأربع الماضية، وألا يتقدم المبدع إلا لمجال واحد، وفرع واحد محدد من الجائزة فى الدورة الواحدة.