جدد رئيس المجلس العسكرى الانتقالى بالسودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الدعوة للتفاوض مع قوى المعارضة وصولًا لتحقيق أهداف ثورة الشعب السودانى. وقال البرهان، فى بيان صدر عن المجلس العسكرى: «نمد أيدينا البيضاء للتفاوض لاستكمال تأسيس السلطة الشرعية»، مضيفاً: «ندعو الجميع للمرور فوق أخطاء ومرارات الماضى وصولًا لأهداف الثورة». وأعرب الاتحاد الأوروبى عن تأييده دعوة الاتحاد الإفريقى لتفادى أى تدخل خارجى فى شئون السودان. كما أيد الاتحاد الأوروبى الدعوة إلى وقف العنف فورًا وإجراء تحقيق ذى مصداقية فى أحداث الأيام الأخيرة. ونفت الشرطة السودانية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية ما تم تداولته مؤخرًا قناة العربية حول وجود محاولات لتهريب الرئيس السودانى المعزول عمر البشير ورموز النظام السابق من محبسهم. وأكدت الشرطة السودانية، فى بيان لها, أنها لم ترصد أى محاولة كهذه، وشددت على أن القوات المكلفة بحراسة وتأمين سجن كوبر تؤدى واجبها بكفاءة واحترافية ويقظة. من ناحية أخرى أكد السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، أن قرار الاتحاد الإفريقى بتعليق عضوية السودان كان مقررًا من قبل لكن بعد تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى تم تأجيله لمدة 3 أشهر، وكان من المفترض أن تنتهى المهلة فى أواخر الشهر الجارى لكن تطورات الأوضاع والمواجهات وفض الاعتصام منذ أيام قليلة وانفجار الموقف فى الخرطوم أدى إلى لجوء مجلس الأمن والسلم الإفريقى إلى القرار حتى يشكل ضغطًا على الحكومة السودانية والمجلس الانتقالى السودانى للإسراع فى فتح حوار وتحديد موعد الانتقال إلى الحكم المدنى. وقال «حجازى» فى تصريحات خاصة ل«الوفد»: إن الخطوة التى اتخذها الاتحاد الإفريقى خطوة تحذيرية لأن الوضع الراهن لن يسمح للسودان بممارسة دوره فى الاتحاد، خاصة أن المهلة التى منحها الاتحاد للسودان كانت قاربت على الانتهاء وكنا سنواجه نفس الموقف أيضاً، وأشار إلى أن الأمر انتهى إلى دعوة المجلس الانتقالى العسكرى إلى الدعوة لفتح حوار مجددًا مع المعارضة، وأوضح أن هذه الدعوة جاءت فى توقيتها، ولكنها لن تقود إلى انفراج الموقف إلا إذا استجابت أطياف المعارضة. وأكد أن الحكومة والحراك الوطنى السودانى فى حاجة إلى دعم ومساندة إقليمية كما حدث من جانب رئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد الذى وصل إلى الخرطوم فى محاولة للوساطة. ودعا مساعد وزير الخارجية الأسبق دول الجوار العربى إلى التدخل لمساعدة السودان، كما دعا إلى تدخل الجامعة العربية، وقال: إن الجامعة مهيأة ومؤهلة للقيام بدور بين المجلس العسكرى الانتقالى وبين الحراك الوطنى السودانى لأن الطرفين فى حاجة إلى إطار ينظم العلاقة فيما بينهما ويفتح المجال إلى نقاش هادئ فى القاهرة. ودعا «حجازى» الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إلى الانتقال إلى الخرطوم والالتقاء بطرفى المعادلة حتى يمكن للجامعة أن تستضيف حوارًا بناءً فى القاهرة تحت رعاية عربية، بما يقود إلى انفراجة فى الموقف وتحديد مسار لخريطة طريق لحل الأزمة. وأكد أن الدول العربية الفاعلة مثل مصر والسعودية والإمارات يمكن أن تساهم فى إنجاح جهود الجامعة العربية لكن ترك الموقف على حالة متاحًا لكل التدخلات الإقليمية والدولية والضغوط التى تمارس على الأطراف السودانية واختراقات الجماعات الأيديولوجية أدى إلى الانقسامات والتوتر الذى نراه الآن. وطالب «حجازى» المجلس العسكرى السودانى بضبط النفس والحفاظ على هدوء الشارع السودانى حتى ينجح الحوار، وقال: إن التحركات من جانب مصر والجامعة العربية هى التحركات الأهم التى يمكن أن تقود السودان إلى الهدوء، وربما تدعى المنظمات الإقليمية مثل «الإيجاد» وتدعى بعض الأطراف الفاعلة لحضور ما سيتم التوافق عليه ومراسم التوقيع على اتفاقية تقود السودان إلى المعادلة المنشودة للحكم وتضع خارطة طريق لمستقبل السودان. وأشار «حجازى» إلى أن الإعلان الذى أصدره المجلس العسكرى السودانى بدعوة المعارضة إلى مفاوضات مفتوحة دون شروط مسبقة هو الحل لأزمة السودان، لكن اللجوء للشارع للضغط على المجلس العسكرى سمح لمنظمات متطرفة ومنظمات صاحبة أيديولوجيات متطرفة وعناصر مشبوهة باختراق الصف فى الشارع السودانى.