إنفلات أمنى وإعلامى وفكرى وسلوكى ، فوضى فى كافة المؤسسات هذا هو حال مصر الآن كنا فى بداية الثورة نلقى اللوم على إنسحاب الشرطة وهروب المجرمين من الأقسام والسجون وانتشار السلاح بشكل غير مسبوق فى يد الجميع ، نقترب من العامين ومازال الوضع ينبئ بالخطر ، فهل يعقل أن يتهجم كل من له متهم تم حجزه فى قسم شرطة على الضباط بعد أن يحشد عشرات البلطجية فيقومون بحرق الأقسام والتعدى على الضباط والأفراد بالسلاح حتى يتم تهريبه ؟ هل يليق التعدى بالسب والضرب على الممرضات والأطباء والمرضى بجميع الأقسام حتى العناية الفائقة فى معظم المستشفيات وكان آخرها أول أمس بالقصر العينى لأن أهل المريض يطلبون تقريرا طبيا فى التو واللحظة وعندما لم يستجب لطلباتهم على الفور قاموا بطعن العاملين بالمستشفى ودخلوا الطوارئ ليكملوا تعديهم الوحشى على المرضى رجال ونساء ؟ مما إضطر الأطباء للتوقف عن العمل لحين تأمين المستشفى مما يعرض سلامة المرضى والحالات الحرجة للخطر ؟ هذا التردى فى الأخلاق والقيم سوف يستمر ولن يتوقف طالما لم يتم محاسبة ومعاقبة المخطئين ، طالما سيف القانون لم يكن باترا أمام كل من يعيث الفساد ، الدولة لاتطرق بيد من فولاذ على الخارجين عن القانون ، المجرمون باتوا لايخافون ، إن عملية إرضاء الجميع لن تنقلنا خطوة للأمام ، مستحيل إرضاء جميع الأطراف ، من كان يتصورأنه يصل الأمر بنا أن نحول قصر الرئاسة إلى ميدان نلتف حوله نشكو للرئيس غلو أسعار اللحم ، نتسلق الأسوار نطالبه بإخراج بعض من المحكوم عليهم بالإعدام لأنهم أقربائنا ، من يريد شقة ومن يطلب سلفة وكل مواطن من وجهة نظره طلباته مشروعة ، وقف بائع العرقسوس القادم من الشرقية لأن الريس بلدياته إلى جوار الكارو التى تحمل (البطيخ حمار وحلاوة ) أما على جدران القصر فكتبت بعض الشعارات التى تنادى بسقوط الرئيس ، دون أدنى إحترام وتقدير لمكانتة والعالم تبدلت نظرتة إلينا واختلفت كثيرا عن أيام التحرير الأولى لم نعد نميز بين الحرية والديمقراطية والتطاول على الكبير وفرض السطوة بالقوة والعنف خاصة فى الشوارع التى بها إشغالات واحتلال للأرصفة المخصصة للمشاة ليفرض البلطجية نفوذهم نظير دفع المعلوم ، فى ذات الوقت مازال مسلسل المليونيات يسير على قدم وساق كل جمعة مع إختلاف العناوين ، وانقسم الشعب إلى فسطاطين الأول مع مرسى وعودة مجلس الشعب والثانى أمام المنصة بمدينة نصر ضده وينطبق الحال على باقى المحافظات ، والخاسر الوحيد هو الشعب الذى أصبح معظمه يسير خلف الصوت العالى دون وعى او إدراك يردد الكلمات التى يسمعها من النخبة فى الفضائيات وأصبحت محفوظة كأسامينا، فى حرب أكتوبر المجيدة عبرنا بنجاح لأن الدولة لم تكن رخوة كانت هيبتها محل تقدير واحترام ، حددت الهدف ونفذته ، الدستور الآن مازال محل أخذ ورد تضاف كلمات وتشطب أخرى كل حسب ميوله وأهوائه وإهدار الوقت لم يعد يزعجنا ، أصبح لكل منا رأى فى الشأن المصرى حتى من لاخبرة له أو أى باع سياسى ن المصرى أ ، المهم إثبات وجوده ولم يعد هناك أسهل من جمع الأتباع لترديد الشعارات والتحريض على الإعتصامات وقطع الطرق ، وحولنا ليبيا خطت خطوات وثابة نحو الديمقراطية واستوعبت الدرس من الشقيقة الكبرى ، لم تنظر للوراء والآن بصدد إقامة الدولة الجديدة على أسس سليمة ، إن عدم توحيد كلمتنا يعطى الفرصة للمتربصين بنا التدخل فى مالايعنيهم خاصة أمريكا التى تحشر أنفها الآن أكثر من ذى قبل لتوجيهنا الوجهة التى تريد ، ولن ننسى مطلقا قبل إعلان نتيجة إنتخابات الرئاسة بعد جولة الإعادة إتصال وزيرة الخارجية الأمريكية وهى تحث المشير على تسليم السلطة للدكتور محمد مرسى ، وكأنها تحدد لنا وتفرض علينا من هو الرئيس القادم بحجة أن واشنطن شريك لمصر مهمتها المساعدة فى الإنتقال الى الديمقراطية وفى ذات الوقت تهددنا بسلاح المعونة ، لن نستطيع أن نعبر تلك الكبوة إلا إذا ترك الميدان الباعة الجائلين بعد أن جعلوه سوقا كبيرا للبيع والشراء ومرتعا لكل التجاوزات الميدان الذى سقاه الشهداء بالدم ، لن نعبر إلا إذا أنهينا المليونيات باستثناء مليونية العمل وإعادة البناء