"البلطجة" لم تعد صفة تطلق علي الخارجين علي القانون في الإسكندرية ولكنها اصبحت الآن "مهنة" يحترفها الكثيرون وعليها اقبال يفوق الوصف وهو ما جعل عددهم في ازدياد.. وفي عصر "البلطجة المهنية" أصبحت هناك إئتلافات لها ومجموعات عمل منظمة مدروسة ولها موارد مالية في ظل "قانون" لا يستطيع ردعها لأن هناك من يمولها.. باختصار عاد "حرافيش" نجيب محفوظ ليظهروا من جديد بعد أكثر من سبعين عاماً ليسيطروا علي الاسواق والمناطق العشوائية الشعبية. صحيح ان هناك جهوداً أمنية تبذل لإعادة الامن والامان للثغر.. ولكن في المقابل هناك جهود أكبر للقضاء عليه في ظل حالة الانفلات الاخلاقي التي يشهدها الشارع السكندري لتختلط الحابل بالنابل. ففي أعقاب الثورة ظهرت فئة جديدة غير مسجلة جنائياً وهي فئة "الحرافيش" وأعمارهم من 14 سنة إلي 25 سنة وكانوا قبل "الثورة" يقيمون في الاسطبلات والقبور والعشوائيات ويستعينون بأطفال الشوارع ولقطاء ولدوا سفاحاً وتربوا علي الارصفة بالإضافة إلي الهاربين من أسرهم نتيجة للتفكك الاسري والعاطلين.. عيون المعلم وبكل منطقة شعبية أو عشوائية هناك عيون "للمعلم" الكبير تقوم باصطياد هذه النوعية من الاطفال والشباب حديثي العهد بالمكان أو الذين لديهم إستعداد فطري للجريمة.. ليتم ضمهم إلي فريق"الحرفوش الكبير" ولأنهم غير مسجلين جنائياً فالقبض عليهم أو تحديدهم به صعوبة جنائية ويمكن استغلالهم في أي نشاط اجرامي لإفساد أي شئ بالاسكندرية حسب الطلب.. وزعيم البلطجية لا يظهر علي مسرح الجريمة ولكن دوره يقتصر علي عملية الاتفاق وتلقي الاموال التي يحصل علي الجزء الاكبر منها أما الحرافيش فيتقاضون "150 جنيه" « "نصف فرخة" كوجبة غذائية لهم.. ويعتبر "الحرافيش" بمثابة نوعية خاصة من المجرمين يعشقون الدماء ومغيبون ولايخشون القانون أو السجون أو الشرطة أو المجتمع ويخرجون من السجون في حالة أسوء مما كانوا عليها قبل دخول السجن لكون "الحرفوش" "مجرماً تصادمياً" بطبعه. حماية عائلية وهناك مناطق اصبحت معروفة بالاسم للاستعانة بهن في أعمال البلطجة سواء بمنطقة الملاحة بالدخيلة أو شارع برسيم بنفس الدائرة و "الورديان" بمينا البصل حيث تشتهر هناك مجموعة من البلطجية يطلقون علي أنفسهم "الكتيبة 11" إشارة إلي عدد المعلمين بها بخلاف التابعين لهم.. و "البلطجي" الذي ينتمي إلي إحدي عائلات "عرب المنطقة" سواء بالدخيلة أو العجمي أو العامرية وبرج العرب فإنه يعمل تحت حماية عائلته حتي ولو اعترضوا علي نشاطه. إتاوة يومية وحتي نستطيع ان نرصد سطوة البلطجية وحرافيشهم علي شوارع الاسكندرية فيجب ان نعلم ان الباعة الجائليين في الميادين سواء المنشية أو محطة مصر أو شارع المعهد الديني أو الساعة وغيرها يتم فرض "إتاوة" يومية عليهم أسوة بأفلام نجيب محفوظ القديمة وذلك مقابل "حراسة المكان" للبائع أثناء غيابه وحمايته من تعدي الآخريين والهجوم علي قوات شرطة المرافق في حملاتها لأنهم جميعاً أي "الحرافيش" مدربون علي فرض السيطرة ومقاومة السلطات. يقول اللواء "رفعت عبدالحميد" خبير العلوم الجنائية بالاسكندرية.. أن العقوبات الحالية غير رادعة والسجون لا تصلح ولابد من اقصاء هذه النوعية من المجرمين عن المجتمع ليعملوا في مستعمرات زراعية وصناعية لمدة عشر سنوات ليتم إعادة تأهيلهم. أوضح.. أن هناك عائلات اجرامية معروفة يسكنون بالعشوائيات وهناك مجرم بالوراثة ومسجل شقي خطر أفرج عنه حديثاً لتعود البلطجة والداخلية افرجت عن أكثر من "3 الاف مسجل" بعد قضائهم لنصف المدة ليعود من جديد للجريمة التي تحقق أرباح هائلة تفوق أي وظيفة حكومية أو قطاع خاص. أنواع البلطجية ويقول.. البلطجية أنواع فهناك "بلطجي تصادمي" وهو غشيم لايعي ما يفعل".. و "البلطجي العائد للجريمة" وهو نشاطه زائد عن الحد.. وبلطجي مباغت وسريع التعامل بالسلاح.. و"بلطجي" يعمل مع "حرافيش" وآخر يعمل "بمفرده".. وهناك "البلطجي السلبي" الذي يرسل رسائل تهديد فقط وهناك "البلطجي الذي يعلن عن رجولته" وإثبات وجوده فيرتكب العديد من الجرائم العلنية والمروعة.. أما أحدث المسميات في عالم البلطجية فهو "بلية" وهو "البلطجي" المستجد وهناك "رمي البلي" وهوالذي يفتعل اصابات بجسده لارهاب من امامه ويتم استخدامه مع قوات الشرطة. وهناك "البوب" وهو تخصص مقاومة سلطات. وأيضاً "النواقص" وهم "البودي جارد" وهو بلطجي يستخدم للتباهي والتفاخر وتأجيره ب200 جنيه في اليوم وهناك "إتاوات" وهو بلطجي فرض السيطرة والإتاوة الشهرية.. وأيضاً هناك "جنازة" وهو الذي يصر علي القتل حتي لو كانت مهمته لا تستدعي ذلك. قال اللواء "رفعت عبدالحميد".. ان اسعار البلطجية هذه الايام زادت ضعفين أو ثلاثة عن العام الماضي بسبب الاحداث التي تمر بها البلاد.. والمقاولة تتم مع رئيس البلطجية وتبدأ من "10 آلاف جنيه لتصل إلي 300 ألف جنيه وقد تزيد إذا كانت المسألة تتطلب استيلاء علي أراض بالسلاح وحراستها أو عقارات ونعود للأسعار التي يحصل عليها "الحرفوش" من معلمه نظير تنفيذالمهام المختلفة وتعد بمثابة يومية يحصل عليها "الحرفوش" بينما المعلم يحصل علي "المقاولة" بالكامل وغالباً يكون الدفع مقدماً لضمان إكمال المهمة. فالحرفوش "البساريا" يحصل علي "50 جنيها" في اليوم وهو لايزال في فترة التدريب. - أما البلطجي بآله حادة فيتقاضي حتي "500 جنيه" - البلطجي مستخدم السيراميك أو الطوب "400 جنيه" في اليوم - أما البلطجي المولوتوف فيقاضي "ألف جنيه" وهو مدرب علي استخدامه وإشعاله دون إيذاء نفسه - البلطجي الذي يستخدم السلاح الآلي "2500 جنيه يومياً" - البلطجي الذي يستخدم فرد الخرطوش "1225 جنيهاً" - وبلطجي سرقة المحال يتقاضي "350 جنيهاً" في العملية - أما البلطجي الذي يتنكر في زي المنتقبات فيتقاضي "100 جنيه" - وبلطجي القتل يتقاضي "8 آلاف جنيه" - ضرب بدون إصابة "500 جنيه" - ضرب بجرح نافذ "2500جنيه" - بلطجي افساد الندوات أو المؤتمرات "500 جنيه" - خطف الاطفال "3 آلاف جنيه" - بلطجي ضرب المستشفيات وقسم الاستقبال "2500جنيه" - بلطجي قطع الطريق العام "1400 جنيه" - البلطجي "المغيب" وهو متعاطي المخدرات باستمرار "350 جنيهاً" - والبلطجي "البالع للموس" "250 جنيهاً" - أما بلطجية مهاجمة الاقسام وتهريب السجناء "1400 جينه" - أما بلطجي "تحليق وتشفيط" سرقة بالإكراه "500 جنيه" - حتي البلطجي الذي يتعدي علي الصحفيين والاعلاميين فبلغ سعره "6 الاف جنيه" - وسعر البلطجي الذي يتعدي علي قوات الشرطة فيبلغ "5 الاف جنيه" - أما بلطجي سرقة السيارات "2500 جنيه" - أما تأجير المليشيات والمجموعات الكبيرة من سن "14 إلي 25 سنة" فتبلغ "75 ألف جنيه". أضاف انه حتي "المرأة" أصبحت تحترف البلطجة وعادة تكون من اسرة "مسجلة" وتحترف المهنة أما بالوراثة أو بالزواج من "بلطجي" ويطلق عليها "العياشة" والاكثر شهرة فيهم "فرنسا" و "سكسكة" و "شر الطريق" وتبدأ اسعارها من "1400 جنيه" لعملية الردح وأفتعال مشاجرة أما "الفضيحة" فتصل إلي "500 جنيه" وأحياناً "ألف" حسب الشخصية التي ستتعرض للفضائح والتحرش الجنسي "1400 جنيه" وتقوم المرأة بجميع أعمال الرجل البلطجي ما عدا المشاجرات بالمولوتوف.