واصل المواطنون توافدهم علي فرع ديوان المظالم بعابدين وأمام القصر الجمهوري بمصر الجديدة لتقديم تظلماتهم، ووقف العشرات في طوابير طويلة نظراً لكثرة الاقبال علي منفذ واحد، ما أدي الي تعطل الحركة المرورية قرب القصر. فيما افترش أصحاب الشكاوي الحديقة المقابلة للقصر، مصطحبين معهم الطعام والشراب انتظاراً لاستلام الرقم الصادر عقب تقديم شكواهم من خلال النداء علي الاسماء بعد ساعة من تقديم الشكوي. وانتشر عدد من كتبة طلبات التظلم للمواطنين الاميين وتراوح ثمن كتابة الطلب ما بين 5 الي 10 جنيهات. لم يكد محمود عبده أحمد يعرف اننا نقوم بجولة لمتابعة موقف أصحاب الشكاوي حتي بادرنا بالقول: كنت جندياً بقوات الامن بأسوان وأصبت بمرض أثناء تأديتي للخدمة العسكرية، ما أدي الي تركيب مفصل صناعي بالفخذين اليمني واليسري وعقب توجهي الي محافظ قنا أرسلني الي وكيل وزارة الاوقاف فلم أتمكن من الحصول علي وظيفة فلجأت للمحافظ مرة أخري وحولني الي التربية والتعليم لشغل وظيفة عامل فرفض المدير تعييني وقال لي «لا أعين المعوقين». وطالب «محمود عبده» بالتعيين بوظيفة مدنية أو عسكرية توفر له دخلاً ثابتاً بجانب مرتبه الشهري من الشئون الاجتماعية والبالغ 110 جنيهات. الجنزوري ضحك علينا أما «ليلي عبدالله» فقد جلست الي جانب شجرة أمام الديوان تبكي وتصرخ «انجدني.. يا مرسي» وعند الاقتراب منها ومحاولة التعرف علي مشكلتها قالت «الجنزوري ضحك علينا» واستكملت حديثها قائلة ذهبت لشراء محل من جهاز 15 مايو بعد اعلان رئيس الوزراء عن محلات للباعة الجائلين، وبالرغم من عدم انتمائي لهذه الفئة قمت بالمحاولة ونجحت ودفعت في البداية 5 آلاف جنيه تأمين وعند الاستلام طالبني الجهاز ب«59» ألف جنيه فقمت بتدبيرها ودفعها ثم توجهت مرة أخري لاستلام المحل فوجئت بمطالبتي بدفع أقساط كل سنة تبلغ 52 ألف جنيه وعند محاولتي استرداد المبلغ الاول قال لي أحد موظفي الجهاز «لو فسختي العقد هتخسري نصف ال59 ألفاً». فيما توجه «خليفة عبدالصادق» للديوان للمطالبة بشقة ايجار قديم حيث انه يعمل سائقاً وعائل لاسرة مكونة من 8 أفراد والدخل الوحيد لهم معاش الاب 800 جنيه وهناك أقساط علي التاكسي فضلاً عن ايجار الشقة البالغ 600 جنيه شهرياً بمنطقة دار السلام. فيما طالبت «فايزة عسر» التي استمرت في العويل والصراخ أمام أبواب الديوان بالافراج عن زوجها ونجلها المعتقلين من قبل «جهاز أمن الدولة المنحل». منازل غير صالحة ومن ناحية أخري توجه العشرات من سكان المناطق العشوائية للتقدم بطلبات وشكاوي للحصول علي وحدات سكنية، مشيرين الي أن المنازل التي تأويهم غير صالحة للاستخدام الآدمي، وكان منهم «زينب محمد» التي توفيت نجلتها بعد اصابتها بحساسية علي الصدر عقب طردهم من الشقة تعسفاً من صاحب الشقة لخلافات عائلية ما أدي الي نومهم علي الارصفة منذ 5 سنوات. فيما قالت «فوزية أحمد» القاطنة بترب الغفير إن شكواها تضمنت الحصول علي شقة، حيث ان عائلتها المكونة من 5 أبناء مصابة بمرض الربو. فيما اتهم «عصمت محمود طلعت» النظام السابق وبعض القضاة بمحافظة البحيرة بتهمة الاستيلاء علي 20 ألف فدان مسجلة لاصحابها بعقود ملكية عن طريق وضع اليد. مطالب متجاوزة كما عاشت «الوفد» ساعات مريرة مع أهالي وأسر المساجين الذين ينتظرون أمام القصر الرئاسي بمصر الجديدة لعرض مطالبهم وحل مشاكلهم الي الرئيس الدكتور محمد مرسي للافراج عن أبنائهم المحبوسين في قضايا مختلفة، تشمل المخدرات والقتل والاتجار بالسلاح كلها مآس انسانية تعكس ارتفاع طموحات الشعب المصري في المرحلة الجديدة والتي يمكن للمواطن المصري معها التعبير بحرية علي رأيه والتقدم بشكاواه من خلال ديوان المظالم. أثناء جولة «الوفد» أمام قصر رئاسة الجمهورية شاهدنا أنواع البشر من مختلف الطوائف تعددت مطالبهم الي الحد الذي تضمن بعضاً فيما ليس حق فيه، ظناً منهم أن العهد الجديد من الممكن أن يغير القواعد الثابتة ويعطي الحق لمن لا يستحق؟!. من جهته.. يقول عبدالرحمن مجاور 31 سنة من محافظة الاسماعيلية حاصل علي دبلوم صنايع: جئت من محافظة الاسماعيلية أطلب من رئيس الجمهورية الافراج عن شقيقي محمد عبدالرحمن مجاور الذي لفقت له قضية قتل بدون سبب ويقضي حكماً بالحبس لمدة 10 سنوات. رضا عرفات من محافظة القليوبية تقول: زوجي جلال عبدالعظيم «49 سنة» لفقت له قضية حيازة سلاح آلي وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات واليوم أنام في الشارع أمام قصر رئاسة الجمهورية منذ 4 أيام للمطالبة بالعفو الشامل عن المساجين، لانه صدر قرار من رئيس الجمهورية بالعفو عن المساجين السياسيين والعسكريين ونطالب بالمساواة بالعفو عن المساجين الجنائيين. أما جيهان عباس «31 سنة» من القناطر الخيرية فتقول: جئت الي قصر رئاسة الجمهورية أنا وأولادي نطالب بالافراج عن زوجي جمال عبدالغني أحمد عبدالغني والذي يعمل «سباك صحي» وحكمت المحكمة بحبسه 10 سنوات بتهمة الاتجار في السلاح الناري وأعول ثلاثة أولاد.. ونطلب من الرئيس محمد مرسي العفو الشامل عن المساجين الجنائيين أسوة بالمساجين العسكريين والسياسيين والذي صدر لهم عفو. وفاء مسعود عبدالفتاح «24 سنة» قرية أبو الغيط محافظة القليوبية تقول: أقف أمام قصر رئاسة الجمهورية منذ 3 أيام من أجل الافراج عن زوجي والذي حكم عليه ب6 سنوات ظلماً قضي عامين ونصف منها في السجن بتهمة التجارة في المخدرات وحيازة سلاح ناري حيث كان يعمل بمصنع ملابس بمدينة السلام وترك 4 أولاد وطفلة رضيعة ولا يوجد من يرعاهم. ابراهيم عباس محمد «55 سنة» شبرا القاهرة يقول: عندما سمعت أن رئيس الجمهورية محمد مرسي فتح باب المظالم لجميع المواطنين فرحت وذهبت الي القصر لمقابلة المسئولين وعرض شكواي فلم نجد أحداً لليوم الخامس علي التوالي سوي قوات الامن المركزي تقف أمام القصر لمنعنا وأنام في الشارع ولا أحد يستجيب وأطالب بشقة سكنية تأويني أنا وأولادي الخمسة. النوم داخل خيمة حسين محمد حسين اسماعيل 41 سنة من مدينة ناصر عزبة الهجانة يقول: أعول 6 أولاد وأصبت في أحداث ثورة 25 يناير في قدمي اليسري وقام صاحب الشقة بطردي في الشارع أنا وأولادي وأنام داخل خيمة أمام قصر الرئاسة للمطالبة بشقة تأويني أنا وأولادي. رضا عباس 47 سنة من منطقة شبرا البلد عامل نظافة يقول: أغيثونا من الظلم الواقع علينا فأنا أعول 7 أولاد وزوجة وأسكن أنا وأولادي في حجرة بالايجار تقدمت بالعديد من الطلبات للحصول علي شقة ولم يستجب أحد من المسئولين فجئت أمام قصر الرئاسة لاطالب الرئيس النظر بعين الرأفة لحالي وتوفير شقة سكنية. بسمة سعيد عبدالعزيز من منطقة كرداسة: جئت أمام قصر الرئاسة أطالب بالافراج عن والدي سعيد عبدالعزيز الذي لفقت ضده تهمة الاتجار بالمواد المخدرة منذ عهد النظام السابق وحكم عليه بالسجن لمدة 9 سنوات وأطالب الرئيس صاحب القلب الرحيم بسرعة الافراج عنه. أم أزهار من القناطر محافظة القليوبية: أقف لليوم الرابع أمام البوابة «3» من قصر رئاسة الجمهورية للمطالبة بالافراج عن محمد نعيم أبو العلا والذي لفقت ضده قضية التجارة بالسلاح وحكم عليه ب«20 سنة» سجن قضي منها 3 سنوات وترك لنا زوجة وثلاثة أولاد في المراحل الاعدادية ولم نقدر علي المصاريف وأطالب الرئيس مرسي بالافراج عنه أو تخفيف المدة. الحاج محمد محمد موسي 61 سنة من محافظة الاسماعيلية يعمل مزارع بالاجر: جئت أقف أمام قصر الرئاسة لتقديم طلب لديوان المظالم بالافراج عن ابني ايهاب محمد موسي والذي حكم عليه سبتمبر 2010 بالسجن بتهمة حيازة سلاح ناري وأنام علي الرصيف منذ 4 أيام أمام بوابة رئاسة الجمهورية. علاء محمد عبدالجواد من الصعيد يعمل بائع جرائد يقيم بصفط اللبن بالجيزة يقول: أسكن في حجرة وصالة أنا وأولادي بثلاثة وأدفع ايجار 300 جنيه شهرياً وتقدمت بطلبات لمحافظة الجيزة لحصولي علي شقة فلم يتم الاستجابة لطلبي. الحاجة فايزة محمد 52 سنة ربة منزل تعمل خادمة بالمنازل من محافظة الزقازيق تنام منذ 4 أيام أمام مقر رئاسة الجمهورية بروكسي لان ابنها محمد جمال اسماعيل حبس ظلماً في عهد نظام مبارك والعادلي وزير الداخلية زرع نخاع بالخارج مصطفي أحمد محمد عبدالدايم تقدم بطلب لسفر ابنه للخارج لزرع نخاع، حيث أصيب خلال أحداث 25 يناير وحصلنا علي وعود بسفره للخارج غير انه حتي الآن لم يستجب أحد المسئولين لطلبنا فجئت أمام قصر الرئاسة لتقديم طلب لديوان المظالم. وأشار خالد زهران من محافظة قنا الي انه جاء من أقصي محافظة الجمهورية مستبشراً خيراً برئيس الجمهورية، وأشار الي انه ينام علي الرصيف أمام رئاسة الجمهورية مطالباً بتحرير عقود موثقة للعاملين بشركة الفوسفات للبحر الاحمر مع زيادة المرتبات والبدلات أسوة ببقية الشركات العامة في نفس المجال واسترجاع الثروة المعدنية المنهوبة وسرعة تدخل الحكومة للفصل بين العمال وأصحاب الشركة وضم شركة البحر الاحمر الي الهيئة العامة للثروة المعدنية للحفاظ علي حقوق العاملين. وطالب وهدان بسرعة فتح التحقيق مع رئيس مجلس ادارة الشركة لعدم وجود أمن صناعي واسعاف. أما عمر عاطف عبدالستار 65 سنة من مركز الباجور محافظة المنوفية متزوج ويعول أسرة مكونة من «5» أفراد فيقول: جئت أمام قصر رئاسة الجمهورية للحصول علي شقة سكنية، حيث انني أسكن بايجار 400 جنيه شهرياً وتقدمت بالعديد من الطلبات لمحافظ المنوفية لحصولي علي شقة ووظيفة لتوفير لقمة عيش لاولادي. وتقف رباب محمد عبدالعزيز منذ 3 أيام أمام قصر رئاسة الجمهورية تطالب بالافراج عن زوجها محمد صبري الذي كان يعمل بائعاً علي عربة كبيرة وحكم عليه ب«6» سنوات بتهمة الاتجار بالهيروين. وقف عمر يوسف الصاوي 45 سنة الموظف بشركة المصرية للصمامات المعروفة ب«ايفاكو» بالعاشر من رمضان أمام البوابة رقم «3» للقصر الجمهوري بفتح ملف محاولات الادارة اهدار المال العام والذي تجاوز 124 مليون جنيه بخسارة 400٪ من رأس المال. وطالب الصاوي رئيس الجمهورية مرسي بسرعة التحقيق في واقعة الفساد وتراكم المديونيات لجميع قطاعات الهيئة التي تسهم في الشركة ب«27٪» من أسهمها والتي تمثل النصيب الاكبر في نسبة المال وتقدر ب«73٪» منذ عام 2001.