اتهم خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، اليوم إسرائيل باغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه رئيس اللجنة الطبية المعنية بالتحقيق في وفاة عرفات في وقت سابق اليوم إن الأخير "مات مسمومًا بمادة غير معلومة". وشدد مشعل، خلال كلمته بافتتاح المؤتمر العام التاسع لحركة "النهضة" التونسية، على ضرورة أن "تدفع إسرائيل ثمن جريمتها"، داعيًا الفلسطينيين إلى محاسبة "العدو الصهيوني على الذنب الذي اقترفه في حق الشعب والوطن". واعتبر مشعل مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية - المتوقفة حاليًا - أنها "لا تزال وبعد مرور 21 سنة من عمر القضية تمر بمرحلة تيه وضياع مما يولد إحساسًا بالاستسلام لدى البعض من مناصريها". وشدد على أن "المقاومة تبقى الطريق الوحيد - ولا شيء غيرها - لهزيمة العدو الإسرائيلي.. فما اغتُصب بالقوة لا يُسترجع إلا بالقوة". ورأى خالد مشعل أن القضية الفلسطينية هي "الملهمة" للربيع العربي وثورة تونس، وطلب من الحكومة التونسية ألا يغيب ملف القضية عن جدول مشاريعها السياسية الخارجية، مؤكدًا على الثقل السياسي الذي باتت تحظى به تونس في جامعة الدول العربية. ومن جهة أخرى، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" حكومة "الترويكا" التونسية إلى مزيد من التماسك، ودعم هذا الائتلاف باعتباره تجربة رائدة في العالم العربي. و"الترويكا" مصطلح يطلق في تونس على الائتلاف الحاكم الذي يجمع حركة "النهضة" بحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، الذي يقوده رئيس الدولة الحالي منصف المرزوقي، وحزب "التكتل من أجل الحريات والعمل" بقيادة رئيس المجلس الوطني التأسيسي، وهي صيغة فريدة في التجربة السياسية التونسية. وخاطب مشعل جموع الحاضرين قائلاً: "لابد من النجاح في معادلة الحكم الداخلي لأن البلاد في حاجة إلى كل التوجهات السياسية.. فصناديق الاقتراع لم تفرز لا فائزًا ولا مهزومًا بل أقرت شراكة بين كل من يؤمنون بالتنمية والحرية والعدالة". وأضاف مشعل أن العمل المستقبلي الذي ينتظر تونس هو بالأساس مرتبط بإطار عربي أولاً ثم إسلامي، مما يمكن من تشكيل نواة النهضة العربية وبناء المشروع العربي الذي يفتح الطريق بدوره لاسترجاع التوازن الإقليمي في المنطقة. وتوفي عرفات في 11 من نوفمبر بمستشفى عسكري في فرنسا عام 2004 بعد صراع دام عدة أشهر مع المرض، ووارى جثمانه الثرى في رام الله بالضفة الغربية.