- كلكم تتحدثون عن 1954 البعض يشبه ما يحدث الآن ب 1954 والبعض يؤكد ان ما حدث في 1954 لا يمكن ان يتكرر والبعض يراهن علي ان ما يحدث الآن علي الساحة السياسية سوف ينتهي ب 1954 وانا اسمع هذا وذاك ولا افهم شيئاً عن 1954 ماذا حدث سنة 1954 يا دكتور أشرف؟ فقال الدكتور أشرف ضاحكا: - انت واد شر وعايزنا نجيب في سيرة الأموات علي ريق النوم. قلت للدكتور أشرف: - أنا بصراحة مع ميشو لأن هذا الجيل من حقه أن يعرف وهذه مسئوليتنا يا دكتور. فقال الدكتور اشرف: - جيل مين يا عم احمد اللي عايز يعرف دول عارفين ابليس مخبي ابنه فين علي رأيك. فقال ميشو: - في الزيادة إفادة يا دكتور. قال الدكتور أشرف: - المشهد تقريباً هو نفس المشهد مع تغييرات طفيفة. فقال ميشو مستوضحاً: - مثلاً؟ قال الدكتور شرف: -كان العسكر في السلطة كما هم الآن ولكن في وضع أفضل مما هم عليه الآن. فتساءل ميشيل: -بمعني؟ قال الدكتور اشرف: بمعني انهم 1954 كانوا منتصرين في معركتهم ضد القصر والقوي الرأسمالية التي كانت تسيطر علي المشهد السياسي في مصر المحروسة وكان الشعب المصري يتعامل معهم باعتبارهم طلائع الثورة التي كان يحلم بها والتي قدم في سبيلها أرواح شهدائه الأبرار. قال ميشو: - وأين كان الاخوان المسلمون؟ قال الدكتور أشرف: - كانوا في الشارع إلي جانب الشيوعيين وباقي الفصائل السياسية التي كانت تقف في خندق العسكر المنتصرين بقيادة جمال عبد الناصر ضد القصر والاقطاع والانجليز. فقال ميشيل: - ثم ماذا حدث؟ قال الدكتور اشرف: - حدث ان المفاوضات السرية التي جرت بين العسكر والجماعة وصلت إلي طريق مسدود فسدد العسكر ضربتهم للجماعة بعد تلفيق محكم لقضية وهمية تتهم الاخوان بمحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر ثم الاستيلاء علي السلطة وبموجب هذا الادعاء قامت حكومة العسكر باعتقال الآلاف من كوادر الجماعة واعدام العشرات بموجب محاكمة صورية هزلية سمعها الشعب المصري كله من خلال الاذاعة التي كانت هي وسيلة الاعلام الوحيدة إلي جانب الصحف والمجلات. ضحكت وقلت للدكتور اشرف: - فاكر جمال سالم يا دكتور؟ فقال ضاحكاً: - وهل يستطيع أحد نسيانه؟