تُعد الأزمة اليبية من أهم المشاكل التى تؤرق المنطقة العربية، نظرًا لتواجد العديد من القوى الخارجية، فضلًا عن العناصر الإرهابية المدعومة بتمويل أجنبي التى تهدف إلى العبث بمقدرات الشعب الليبي، حتى تظل حالة من الفوضي متصدرة المشهد الليبي، بالإضافة إلى التأثير على مجريات الأحداث القائمة داخل الأراضي الليبية. وتأتي زيارة المشير خليفة حفتر اليوم إلى القاهرة تأكيد على عمق و تعزيز العلاقات المصرية الليبية، بالإضافة إلى بحث الملفات ذات الإهتمام المشترك بين البلدين، فضلًا عن إيجاد حلول للتحديات التى تهدد استقرار الحدود الليبية. وفي هذا الصدد، أكد عدد من الدبلوماسيين، على أن ليبيا تفتقر الصوت الواحد أمام المجتمع الدولي؛ نظرًا لتعدد الأراء بين الفيئات المختلفة، مشيدين بدور مصر في دعم الجيش الوطني الليبي، حرصًا على تحقيق الأمن و الاستقرار للأشقاء الليبيين. وفي هذا السياق، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الآراء داخل ليبيا مازالت منقسمة، وهذا بدوره يفسح المجال لتدخل العديد من الأطراف الخارجية بالإضافة إلى أن ليبيا بمثابة محطة لقفز العناصر المسلحة، مؤكدًا أن مصر هي الداعم الأول لحفظ الأمن القومي الليبي. وأضاف بيومي، في تصريح ل"بوابة الوفد" أن زيارة المشير خليفة حفتر اليوم إلى القاهرة تأتي لتعزيز التعاون بين البلدين في القضايا محل الاهتمام المشترك، لاسيما ملف مكافحة الإرهاب و الهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى أن الأزمة القائمة في ليبيا عويصة بعض الشيء؛ نظرًا لوجود قوة تدعم المعارضة و تساند العناصر الإرهابية المتطرفة. وعن الاتجاهات المختلفة داخل الأراضي الليبية، أفاد مساعد وزير الخارجية، بأن لابد من فتح طاولة من الحوار المجتمعي و الاعتراف بحق كل طرف في ليبيا، حتى تكلل جهود الجيش الوطني الليبي بالنجاح، لافتًا إلى أن القيادة السياسية تطرح دائمًا مقترحاتها حول الملف الليبي في كافة المحافل الدولية، كما أن مصر ملمة بالأمر بحكم تواجدها و معرفتها الشاملة بالمنطقة. وبشأن تواجد الطيار البرتغالي، المرتزق في سماء ليبيا، أدان هذا العمل الآثم الذي راح ضحيته عدد من الأبرياء جراء تلك الفعلة، مؤكدًا على أنه مدعوم من أطياف أجنبية لمساعدة عناصر منظمة داخل ليبيا. من جهته أشاد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بجهود مصر التى تهدف إلى حل الأزمة المشتعلة داخل الأراضي الليبية، مؤكدًا أن القيادة السياسية تجدد من خلال لقائها بالمشير حفتر التزامها بدعم أمن ليبيا والحفاظ على مقدرتها. و أكد حجازي، أهمية إقرار الحل السياسي داخل ليبيا بين القصر الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني والمشير حفتر دون تدخل أي جهة سواء من داخل أو خارج ليبيا، لافتًا إلى أن اجتماع الرئيس السيسي مع حفتر اليوم يأتى تأكيدًا على عمق العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى جهود مصر التى باتت واضحة لدى الجميع من أجل الحفاظ على الجيش الوطني الليبي. وأشار إلى أن استقرا ليبيا من استقرار مصر و كذلك محيط المنطقة بالكامل، منوهًا بأن ما تقوم به مصر حاليًا هو استعادة الدولة القومية الليبية حتى تنفرد بمصيرها دون أية تدخلات خاريجية. واستطرد:" الأهم من ذلك هو اطلاق العملية السياسية في ليبيا من خلال مباحثات بين الفيئات المتنازعة، دون تأثر أى قوة إقليمية في ظل إطار وطني جامع على أن يقتصر حمل السلاح على الجيش الوطني الليبي فقط، مشدًاد على دور المجتمع الدولي في إعادة اعمارليبيا حتى لا تصبح نهبًا للجماعات المتطرفة .