رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن عقوبات حظر النفط الإيراني التي فرضها الإتحاد الاوروبي على طهران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل ترغمها على الجلوس على طاولة التفاوض حتى لا تنهار اقتصاديا. وقالت الصحيفة إن إيران تبدي استعدادها لخفض مستويات تخصيب اليورانيوم مقابل إنهاء العقوبات المفروضة عليها والتي أودت بالاقتصاد الإيراني إلى حافة الهاوية ولكنها في الوقت ذاته عرضت خطوطا حمراء لتلك المفاوضات ولن تسمح للقوى العالمية بتخطيها. وأوضحت الصحيفة أن أولويات إيران أصبحت أكثر وضوحا: وهي رفع كافة العقوبات وضمانات صريحة بالنسبة للحقوق النووية في تخصيب اليورانيوم، ومن جانبها ستعمل إيران على تخفيض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20% رافضة أى مطالب أخرى من الدول الست الكبرى (الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، وحملت إيران الأمر على محمل الجد وأرسلت وثائق ومستندات في البعثة الإيرانية لدى الأممالمتحدة للتفاوض بشأنها. وذكرت الصحيفة أن الدول الست الكبرى تسعى إلى الحد بشكل دائم من برنامج إيران النووي المتقدم لضمان عدم امتلاك الجمهورية الإسلامية أي أسلحة نووية، وهو ما نفته طهران مشيرة إلى اقتصار عملها بالشأن النووي في الاستخدامات السلمية والأغراض العلمية، مؤكدة على أنها من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وتحت الرقابة المستمرة من الأممالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن كلا الطرفين الغربى والإيرانى يسعيان إلى حلول مشتركة لاسيما بعد أن دقت طبول الحرب الأسبوع الماضي حيث خاضت إيران ثلاثة أيام من المناورات الحربية وإطلاق صواريخ تجريبية في حين قامت الولاياتالمتحدةالامريكية بحشد قواتها العسكرية قبالة الشواطئ الإيرانية الواقعة على الخليج الفارسي تحسبا لوقوع أي مصادمات أو حرب. ومن جانبه، قال مسئول إيراني مطلع على المحادثات: "انطباعي الأول للمحادثات هو أن هناك مجالا للتفاؤل ما دام كلا الجانبين في حاجة إلى تهدئة الوضع الذي خرج قليلا عن السيطرة والتوصل سريعا إلى جدول زمني لرفع العقوبات وخفض نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20%."