رأت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية أن الجهود التي يبذلها الدكتور الرئيس "محمد مرسي" لطمأنة كل من المرأة والأقباط لم تكن كافية، حتى مع وعوده بتعيين مستشارين ونواب له من كلا الجانبين. وأكدت الصحيفة: "إنه بالرغم من إشادة البعض بمبادرة "مرسي" الرمزية في تعيين المرأة والأقباط في مناصب عليا، إلا أن تجارب الأقليات في بلدان أخرى أثبت أن مثل هذه الجهود غير كافية لتبديد المخاوف أو معالجة مشاكل التمييز، خاصة في ظل تصاعد الخطابات العامة التهديدية للنساء والمسيحيين بعد الثورة في العام الماضي، والتي زادت من مخاوفهم. ولفتت الصحيفة إلى أن "مرسي"، الذي كان فوزه بالرئاسة بمثابة زلزال تاريخي، يدرك جيدا أنه قد تم انتخابه لقيادة بلد منقسم، حيث لم يكن هناك أي توافق في الآراء حول مكان الدين في السياسة، ودور الأقلية المسيحية أو حقوق المرأة، مما ألقي مزيدا من الرعب في قلوب المسيحيين والليبراليين. ويرى بعص المسيحيين أن هناك خطوات من "مرسي" يمكن اتخاذها لمعالجة الأمور الطائفية الآخذة في الزيادة في المجتمع، حيث يظن البعض أن تكون هناك خطوات فعلية من أجل الحد من التمييز الذي كان يعانيه المسيحيون في حكم النظام السابق، ولعل أولها أن يكون في سن التشريعات التي تسمح للحصول على تصاريح لبناء الكنائس. وتوقع قلة من المسيحيين ألا تختفي الطائفية، الراسخة في كثير من جوانب الثقافة المصرية، بين عشية وضحاها، لأنها ستحتاج إلى مزيد من التدابير على المدى الطويل والمدى القصير لمعالجتها والقضاء عليها. وعلى الجانب الآخر، يقول الكثيرون إن نوايا الرئيس تعد إشارة قوية، في حال تنفيذها تحت قيادته المباشرة، ومجلس مكافحة التمييز المخول بالنظر في قضايا شائكة مثل المناهج المدرسية، وانتشار خطاب الكراهية والعقبات غير الرسمية باستثناء المسيحيين من المناصب في مؤسسات الدولة العليا.