رأت شبكة (بي بي سي) الإخبارية البريطانية في نسختها الأنجليزية اليوم أنه من أصعب التحديات التي ستواجه الدكتور "محمد مرسي"، أول رئيس منتخب، العلاقات الاجتماعية في البلاد مع الأقلية المسيحية القبطية. وقالت الصحيفة إنه في انتخابات الاعادة الرئاسية، صوت الأقباط، الذين يشكلون نحو 10٪ من السكان، بأغلبية ساحقة لصالح الفريق "أحمد شفيق"، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع "حسني مبارك"، وجاء ذلك بدافع المخاوف حول صعود نفوذ الإسلاميين ووصولهم لمنصب الرئاسة. ولفتت الشبكة إلى أنه منذ أن تم إعلان "مرسي" الفائز بالرئاسة، حاول تهدئة مخاوفهم، ووعدهم بالمعاملة المتساوية لجميع المصريين، ومع ذلك، فإن الأقباط لن ينظرون إلى أقواله ولكن سيراقبون أفعاله عن كثب. وأشارت الشبكة إلى أنه على الرغم من أن الثورة أدت إلى ارتفاع اصوات الوحدة الوطنية دون النظر إلى الديانة، إلا أنه في الأشهر التي تلت ذلك، بدأ الأقباط يشعرون بالقلق من الحديث المتكرر عن تطبيق الإسلاميين الشريعة الإسلامية في مصر، وذلك وفقا لما سعى له بشكل قوي النواب السلفيون خلال برامجهم في الانتخابات البرلمانية. ونقلت الشبكة عن "منى مكرم عبيد"، استاذ للعلوم السياسية، قولها: "إن الأقباط بدأوا يقلقون بعد ظهور ما زعمت أنه بيانات من جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها الإسلاميين حول مسائل مثل الجزية، فضلا عن رفض فكرة ترشيح قبطي لرئاسة الجمهورية". وتابعت "عبيد" قائلة: "إن العلاقات بين الجانبين أصبحت أكثر سوءا بسبب الاختلاف في الاخوان المسلمين. فبعد أن كانت مقهورة قبل الثورة، أخلت بوعودها بعدما أصبحت قوة غالبة بعد الثورة، وعلى الرغم من وعود جماعة الإخوان المسلمين بتقديم مبدأ المواطنة، وإنهاء كافة أشكال التمييز، إلا أن ذلك لم يتحقق بعد" وأكدت الصحيفة أن مثل هذه المواقف شجعت على زيادة المخاوف عند الأقباط مما أدى إلى دعمهم ل "شفيق" في انتخابات الاعادة الرئاسية. وأشادت الشبكة بالخطوات الأخيرة التي أخذها الرئيس "محمد مرسي" من أجل طمأنة الأقباط والتي ظهرت بوادرها في أول خطاب ألقاه بعد إعلان فوزه الذي أكد فيه على حماية حقهم في حرية الدين، فضلا عن أنه ألتقى عددا من القادة المسيحيين، الذين هنأوه على فوزه، وتأكيده لرئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، باخوميوس مطران، والوفد المرافق له ، أن المصريين جميعا "على قدم المساواة"، بالإضافة إلى تأكيده على تعيين أحد الأقباط نائبا له. وقالت الشبكة إن وعود الرئيس الجديد من المرجح أن تصبح موضع للاختبار في وقت قريب جدا، فعلى سبيل المثال، في القريب العاجل سيقوم الأقباط بتقديم الطلبات الخاصة بهم مثل، إذن لبناء كنائس جديدة أو قانون خاص بهم للأحوال الشخصية، والتي تغطي مسائل مثل الزواج والطلاق وحضانة الأطفال والميراث .