لا أدري هل ينجح الرئيس مرسي في إدارة مصر في ظل الفواتير العديدة التي عليه دفعها، لعدة جهات وشخصيات وقوى فهذه الفواتير باهظة الثمن، ودفعها سيكون قطعاً على حساب مصر وشعبها، فهى فواتير ستدفع من حر مالنا وليس على حساب صاحب المحل، وهى بلا شك ستكبل حركته، وستجعله يقدم على تصرفات، ويؤتي أفعالاً تضرب بالقانون عرض الحائط. أول هذه الفواتير لجماعة الاخوان المسلمين، التي تحيط بالرئيس الجديد، وتلقي عليه خيوط العنكبوت التي تشل حركته تماماً، حتى انهم جعلوا من أنفسهم متحدثين رسميين باسم الرئيس الجديد، واحياناً يصدرون تصريحات تضر الرجل ومسيرته، أكثر مما تفيده مثل ما قاله بعضهم عن حق الاخوان وذراعهم السياسية في 50٪ من التشكيل الحكومي وهو تصريح أغضب كل القوى السياسية في مصر بل إن الرجل نفسه صرح بأنه لم يستقل من حزب الحرية والعدالة وهي كارثة كبرى وتكرار لخطيئة مبارك عندما كان يرفض بإصرار التخلي عن حزبه اللعين فهل تخلصنا من «محمد حسني» لنأتي «بمحمد مرسي»، ينبغي أن يكون الرئيس الجديد على مسافة واحدة من جميع الاحزاب والقوى السياسية أما انتماؤه لحزب فسيقضي على حياديته ونزاهته كحكم بين كل الأحزاب. أما ثاني الفواتير فهى لأشخاص مكروهين شعبياً من أمثال أخونا محمد البلتاجي، وصفوت حجازي وبعض رموز جماعته وهؤلاء عبء على الرئيس، لأنه يتحمل أمام الشعب وزر تصريحاتهم المنفلتة التي تشق الصفوف ولا توحد الأمة، فلابد للرئيس حتى ينجح ان يبتعد عن هؤلاء حتي لو كانوا قد قدموا مساعدات له اثناء العملية الانتخابية فرد الجميل لا يكون أبداً على حساب شعبية الرجل وشق صف الأمة. ثالث هذه الفواتير هى بعض القوى الثورية في ميدان التحرير والذين يفتقدون أي تواجد شعبي لهم، ولا تأثير سياسي لهم ولو على أفراد أسرهم، فهؤلاء يحاولون «تلبيس» الرئيس «العمة»، وإفهامه أنه لولا مساندتهم، لما فاز في الانتخابات بل إنهم أجبروا الرجل على أن يأتي الى ميدان التحرير ليحلف يمين «فالصو» لدغدغة مشاعر البسطاء والعوام في الميدان، إذن رئيس الجمهورية الجديد مكبل بالفواتير التي تهدد مسيرته، وهو هنا في اختيار صعب فهو إن وافق على دفع هذه الفواتير سيكون ذلك على حساب تاريخ الرجل ومكانته لدى شعبه، أما إذا امتنع عن دفع هذه الفواتير فسينال من أصحابها التقريع والتشنيع، واتهامه بنكران الجميل وإهدار الحقوق. لذلك أقولها له صريحة واضحة يا دكتور مرسي إذا أردت أن تدخل تاريخ مصر من أوسع أبوابه ابعد عن هؤلاء، وتوقف عن دفع فواتيرهم حتى لا يسقطوك، ويهيلوا التراب على تاريخك، ولا تنس أن فرداً واحداً اسمه احمد عز تسبب بغبائه وجشعه في إحراق سلفك مبارك ونظامه ووصمه بالعار ولوث اياديه بدماء ابنائنا.. اخي الرئيس لا تدفع فواتير لأحد، لأنه لا أحد له فضل عليك إلا الله وشعب مصر، فانت رئيسنا حتى وإن كنا معارضين لك بل ولم نمنحك أصواتنا، إلا أننا في النهاية مسئولون أن نقول لك كلمة الحق لمصر قبل أن تكون لمصلحتك.