عفوا ياسادة لانني حتي كتابة هذه السطور لم أقتنع تمام الأقتناع بفوز الدكتور محمد مرسي ووصوله إلي سدة الحكم في مصر .. لانني أري أن الرجل رغم إحترامي له شخصيا إلا أنه لم يكن ذلك المبدع الذي يقود مصر لينقذها من براثن الفقر والتخلف السياسي والأقتصادي .. لم أقتنع تمام الأقتناع أن مرسي هو الفارس الذي يحرر نساء مصر من عبودية الامال المخرسة التي تجعلهن أكثر وعيا وثقافة مما كانت عليهن خلال 30 عاما قضاها الرئيس السابق مبارك في حكم مصر . لم أقتنع أن فوز مرسي في إنتخابات الرئاسة المصرية كان فوزا بريئا للغاية بل كان فوزا مقصودا بمعني أن العسكري لعب دورا مؤثرا في فوز الرجل في الأنتخابات لتوريطه شخصيا ووضع جماعة الاخوان المسلمين في موقف لاتحسد عليه لسبب بسيط للغاية وهو أن من يتولي إدارة البلاد في هذه الفترة لابد أن يكون رجل إنتحاري وواثق من نفسه تمام الاقتناع وأن يكون رجلا ثوريا قوميا وهذان الصفتان لاتنطبق بشكل أو بأخر علي رئيسنا الجديد بل أنه رجل عادي جدا وكان يود أن يكون بعيدا عن تحمل هذا العبء الكبير وكان يريد أن يكون بني كتبه ومؤلفاته لكنه حلم بان يكون رئيسا للجمهورية وعندما إستيقظ من نومه وجد ان الحلم بقدرة قادر قد تحقق في ظل دهشة وإستغراب من قيادات الأخوان المسلمين أنفسهم وكأنهم يقولون اننا كنا فقط نشارك من أجل حفظ ماء الوجه . كما أن فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة المصرية جعل مفهوم الدولة المدنية العميقة التي كان يمثلها الفريق شفيق مع إختلافي معه هو الأخر لكنه كان الأقرب لتطبيق مفهوم الدولة العميقة وأن هذه هي سنة الديمقراطية التي تحتكم بشكل أو بأخر إلي الصناديق التي مازالت تتحكم فيها اكياس الأرز والسكر علي طريقة " أحييني اليوم وأميتني غدا " أو بمعني أخر كيس سكر ولحمة وأرز في اليد خير من مرشح اخر ألف مرة لان هذه هي لغة الفقر المدقق التي مازالت تعيش فيه نجوع وقري الجمهورية ؟ ومن يقول أن الدكتور محمد مرسي أو الرئيس الجديد سوف يحقق أحلام الثوريين الحقيقيين الذين قاموا بالثورة فإعتقاده في غير محله لأن من يحقق أحلام الثوار من كان معهم بالفعل منذ اللحظات الأولي من الثورة وأقصد من شارك في الثورة بداية من الساعة الواحدة ظهر الثلاثاء الموافق 25 يناير 2011م لان الاخوان المسلمون أو أية قوي سياسية موجودة الأن علي الساحة لم تشارك في إنطلاق الشرارة الأولي للثورة من ميدان التحرير التي كنت شاهدا عليها وكنت بجوار اللواء إسماعيل الشاعر مدير امن القاهرة الاسبق وكنت مكلفا بتغطية هذه الاحداث ولم أشارك في بداية الثورة بصفة شخصية بل بصفة صحفية ومهمة عمل في المقام الأول والذي قال لي بالحرف الواحد عما يجري في الساعات الأولي من الثورة أن مايحدث الأن هو عبارة عن ثورة فارغة للشباب وتنتهي بعد دقائق وهو أول من اطلق عليها لفظ الثورة دون ان يقصد قبل أن تتحول من مظاهرات إلي ثورة حقيقية بدأ بها الشباب وخطفتها القوي السياسية الموجودة الان في مصر والتي تحاول الان تقسيم الكعكة المصرية بعيدا عن هؤلاء الشباب الذين دفعوا ارواحهم التي كانت سببا في تغيير مسار المظاهرات إلي ثورة حقيقية لكنها بالفعل ثورة غير مكتملة الأركان لان هؤلاء الشباب قاموا بثورة بيضاء عظيمة لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلي الحكم . إنني بصفة خاصة لست ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي لانني لابد أن أحترم قواعد اللعبة الديمقراطية في المقام الأول ولم اهاجم الرجل لشخصه بل أنني أهاجم أفعال وتحركات الأخوان المسلمين لانني ضدهم علي طول الخط وضد أفكارهم الهادمة والتي تبدواللمتابع من الوهلة الاولي ان افراد جماعة الاخوان المسلمين جاءوا إلي الدنيا ليصلحوا مأفسدته الأنظمة الموتالية علي مدار ثمانية عقود ونصف من الزمان وهي عمر جماعة لأخوان المسلمين لكن الحقيقة هي أن الجماعة منذ نشاتها تحت قيادة الشاب حسن البنا وهي تسعي بشكل أو بأخر للإطاحة بالأنظمة المتوالية التي كانت تتولي زمام الامور في مصر سواء كانت هذه الانظمة في ظل الحكم الملكي أو التحول فيما بعد إلي الجمهورية بعد ثورة 1952م . وأعتقد أن ماحدث يوم إعلان النتيجة يشبه كثيرا أحداث 1954 التي مازالت احداثها عالقة في ذهني بالرغم من أنني لم أعاصر هذه الفترة ولم أكن قد أتيت إلي الدنيا في هذه الفترة لكن التاريخ لايكذب ولايتجمل وأن الايام القادمة سوف تشهد الكثير من المفاجئات المدوية والتي يذكرها التاريخ أيضا بعد قليل أن هناك صفقة تمت بالفعل وهذه الصفقة ليست بالطبع في صالح الريئس الجديد لانني أري أن الفائز في إنتخابات الرئاسة هذه المرة ليست مكسبا كما يراها البعض لكنها مهمة صعبة للغاية ومن يقبلها سوف تكون مفروضه عليه وليست إختيار لكنها في صالح العسكري الذي يتحكم في زمام الأمور ومازال يمتلك " ريموت كنترول " لإدارة المشهد السياسي في البلاد كيفما يراه بعيدا عن أهواء الشارع المصري الذي يسعي إلي الأستفادة من هذه الثورة والتي أصبحت بعيد المنال لانني كما قلت أن المستفيد الأول والاخير هم القوي والتيارات السايسية التي قفزت علي الثورة وحولت الدفة لصالحها وأقنتعت الرأي العام أنها أول من شاركت كما تتدعي جماعي الاخوان المسلمين قبل أن "تفقص " حزبا سياسيا والقوي الأخري علي أساس أنهم يدافعون عن دم شهدائهم بالرغم من أنهم كانوا بعيدون كل البعد عن مراكز الخطر وأن من مات في هذه الثورة هم الشباب فقط وأن هذه الثورة ثورة شباب ولم ولن تكون أبدا ثورة احزاب أو قوي سياسية أودينية . e:[email protected]