استطاع الفيلم الفرنسي "العذراء والأقباط وأنا" للمخرج المصرى الأصل الفرنسى الجنسية نمير عبد المسيح أن يحصد عددا من جوائز مهرجان الاسماعيلية الدولي للافلام التسجيلية؛ حيث حصل على ثلاث جوائز فى ختام الدورة ال15 للمهرجان. وقد حاز الفيلم على إعجاب لجنة التحكيم والجمهور والنقاد؛ رغم ما أحاط بعرض الفيلم من قلق لكونه يُناقش العقائد الإيمانية الخاصة بالأقباط في مصر وإيمانهم بمشهد تجلي السيدة العذراء فوق عدد من الكنائس المصرية. وقال الناقد أحمد شوقي: "فكرة الفيلم الذي تم تصويرغالبية مشاهده داخل قرية أم درما بمحافظة سوهاج – مسقط رأس مخرج الفيلم – غاصت في اعماق المجتمع المصري وعلاقة المسلمين بالمسيحيين؛ فيخيل للمؤمن أن الفيلم ملئ بالايمانيات؛ فيما يُخيل للملحد ،أن الفيلم يتطرق لفكر إلحادي". واعتبر شوقي فكرة الفيلم غاية في الإبداع لحرص المخرج منذ البداية - وهو في نفس الوقت بطل الفيلم- مع والدته السيدة الصعيدية أن يجعل من الفيلم تجسيدا للواقع ؛ وقد تلخص في اسم الفيلم ما يقصده المخرج؛ حيث أشارت كلمة العذراء للسيدة مريم؛ والاقباط إشارة لأهل قريته البسطاء, وأنا التى تشير للمخرج نفسه؛ والذي تلقى تعليمه في الخارج وهاجر منذ سنوات الى فرنسا وابتعد عن القرية . وفاز الفيلم الفرنسي على جائزة أحسن فيلم تسجيلى طويل في المهرجان وجائزة صلاح التهامى، وأيضا جائزة جمعية النقاد السينمائيين. وصرح المخرج نمير عبد المسيح ل"بوابة الوفد" :" كنت متخوفا في البداية من عرض الفيلم في مصر وحذرني البعض من احتمالية أن ترفض الرقابة عرض الفيلم, أو يلقى ردود فعل معاكسة من الجمهور لتناوله طقوس الاقباط؛ وتطرقه للعلاقة بالمسلمين في مصر؛ فالبعض قد يتخوف فى بداية الفيلم؛ لكن مع تصاعد الأحداث يجد المشاهد أن موضوع الفيلم لا يوجد به أى شئ يدعو للقلق, بل يجد أن الأحداث تستمر فى مواقف طريفة ومن واقع البيئة المصرية". وتعليقا على رأى أحد النقاد بأن هناك جوانب إيمانية عالية في الفيلم وهناك جوانب إلحادية , قال عبد المسيح :" تلك هى السينما ؛ كل شخص يرى العمل السينمائى من وجهة نظره ويفسره طبقا لشخصيته ورؤيته، العمل الواحد يمكن أن يُفسر ويُشاهد بأكثر من شكل وأكثر من معنى ". يذكر أن الفيلم عُرض فى عدة مهرجانات عالمية مثل مهرجانات برلين وكان ونيويورك، كما أنه فاز بجائزة الجمهور فى مهرجان كان السينمائى. ويُعد "العذراء والأقباط وأنا" أول فيلم تسجيلى طويل يقوم بإخراجه عبد المسيح، حيث أخرج من قبل 5 أفلام قصيرة وله تجربة سينمائية مع السينما الروائية القصيرة ؛ وجميع أعماله من إنتاج فرنسى..