عام ونصف مضت على ثورتنا العظيمة ، قمنا بها لنمحو عقودا من الظلم الذى تفشى وضربت أطنابه كل الربوع ، نجحت الثورة وتفرق شمل الفاسدين بين أروقة السجن يعضون أصابع الندم ، الثورة كانت زلزالا قويا مازلنا نعانى توابعه ، أخطأنا مرات وأصبنا مرات أخرى لكن الشعب دوما يلتمس الأعذار ، المصرى صبور بطبعه يحدوه الأمل أن الغد آت بالنور يضئ غياهب الأغوار ، لقد تحقق الأمل وهاهو رئيس جديد لمصر كلنا متأكدون أنه لن يكون طاغيا ، لن يحيط نفسه بسياج يعزله عن البسطاء والمقموعين ، لن يدع إمرأته تتحول إلى ( سيدة القصر ) تسير أعماله وفق خططها وطموحاتها التى لانهاية لها ، لن يكتنز خير البلاد لنفسه ، لن يغض الطرف عما يفعله أبناؤه أو يباركه ، الآن حققنا خطوة جادة ومارس كل منا حقه فى إختيار رئيسه لأول مرة بصرف النظر عن الآراء المتعددة التى أيدت أو عارضت أو أبطلت صوتها لكننا إنحنينا أمام الديمقراطية فقبلنا بنتيجة الصندوق لإيماننا أن عهد الغش والتزوير قد مضى إلى غير رجعة ، لكن السؤال المطروح لماذا غاب الفرح ؟ لما الوجوم على كل الوجوه ؟ لماذا الشعور بالخوف والقلق والإرتباك يظهر جليا فى عيون صانعى القرار فينقلون لنا بالتبعية مشاعر الرعب وكأن كارثة تلوح فى الأفق ،هم يستشرفونها لكنهم لايستطيعون أن يصرحوا بذلك ، الرئيس الجديد لم يحلف اليمين بعد مازال فى أول السطر لم يكتب حرفا فى التاريخ الجديد ومع ذلك نتوجس خيفة من العهد الجديد رغم أنه إختيار أعداد ليست بالقليلة ورغم أن الأمور أصبحت أسهل بكثير فالميدان ليس بالبعيد إذا أساء التقدير ، إذن لماذا الحزن الدفين ؟ أعتقد أن للنخبة دورا سلبىا يؤثرعلى وعى الشعب وما يبثه الإعلام من برامج على مدار الساعة يستضيف فيها كل يوم نفس الوجوه ، هؤلاء لم يتواصلوا يوما ما أو يلتحموا مع الجماهير ، يفرضون وجهات نظرهم دون موضوعية مستخدمين المفردات التى لايفهمها الكافة مفردات باتت محفوظة ترددها الجماهير من خلفهم دون فهم ، هؤلاء لايبثون إلا اليأس فى النفوس ، يخرجون علينا بأفكار هدامة وكأننا لم نسر خطوة واحدة فى الإتجاه الصحيح ، يتشاجرون على الهواء مع بعضهم فيخرجون عن المألوف يتشبث كل منهم برأيه وكأنه الوحيد الذى يملك الحقيقة دون غيره ، نجح محمد مرسى لكننى لاحظت أن الذين عارضوه بدأوا يهدأون ويتجاوبون ويتساءلون فيما بينهم لماذا نتعجل الأمور فلنعطى للرجل فرصة ربما خاب ظننا وجاء بالأفضل للجميع ؟ خاصة بعد الخطاب الذى ألقاه ولايهمنا بعض المآخذ على الخطاب التى إرأى البعض أنها لم تكن مناسبة ، لكن الجميع إتفق أن الرجل مخلص ووطنى سوف يسعى جاهدا أن يكون رئيسا لكل المصريين ، جميعنا إستشف الصدق منه وعلينا فقط أن نعاونه ، لكن بعض ممن يطلقون على أنفسهم النخبة نجدهم يتمردون ينسفون كل الخير إذا لاح فى الأفق يتمادون فى حمل معاول الهدم ، ووصل الأمر باتهام الرجل بالعمالة لأمريكا وإسرائيل ، وأن القادم على يديه هو الأسوء وعلى المصريين أن يعلموا أنهم أساءوا الإختيار وأننا على شفا حرب أهلية ، ستهرب الإستثمارات والسياحة إلى زوال ، الفتن الطائفية على الأبواب ثورة الميدان الثانية آتية من جديد ، سندخل حربا مع إسرائيل فى القريب سيناء للفلسطينيين ، التقسيم مخطط جارى تنفيذه على قدم وساق ، الأقباط يسعون للهجرة ومن يستطيع الرحيل فاليوم أفضل من الغد وليترك الوطن درءا للأخطار التى سوف تحيق ، كل ذلك يدفع أثمانه الشعب الذى ضحى بفلذات أكباده ، الشعب الذى تحمل الفقر المدقع أملا فى بناء وتعمير مشروع قومى نلتف حوله ينطلق بمصر إلى ماتصبو اليه ، مصر قادرة أن تكون ، بالإرادة كل صعب ممكن ، النخبة لاترى أى قبس من نور فتهن العزيمة وتثبط الهمة ، النخبة لو امتلكت بعض الحقيقة فالحل لايكمن فى بث الرعب فى النفوس ، الحل ماذا نحن فاعلون ، أقول للنخبة كفاكم يامن أطفأتم المشاعل فى العيون