حوار صلاح الدين عبدالله 7 دول كبار بالقارة السمراء ضمن خط الربط الإلكترونى 2020 إذا كنت تستطيع تخيل صورة، يمكنك أن تجعلها واقعاً، وإذا كنت تحلم يمكِنُك تحقيق حلمك.. النضال من أجل التميز هو الوقود الذى يدفع إلى الأمام، ويجعلك على القمة، فأنضج الثمار أعلاها على الشجرة.. وهكذا الرجل وجد فى الابتكار ما يصنع منه شخصية القائد. النجاح ليس إنجازاً بقدر ما هو قدرة مستمرة على صناعة بصمة، تخلد تاريخك، عندما لم ترض سوى بالأفضل فسوف تحصل عليه، على هذا المنهج كانت مسيرته، إيمانه باستحقاق الفوز والنجاح، السر فيما وصل إليه. محمد فريد رئيس البورصة.. منظم إلى أبعد الحدود، يتصرف بصدق ويؤدى أى عمل بإخلاص، دستوره ازرع الصدق تحصد الثقة والأمانة، فالصدق من كرمِ الطباع. عند مدخل غرفة مكتبه، لا تكتشف سوى السكون والصمت.. يخطط، ويعمل بدقة، للوصول بالبورصة إلى مكانة الصدارة إقليميا، ومزاحمة الكبار عالميا، هذا ما يرتسم على ملامح الشاب الثلاثينى.. بهدوء وثقة فيما يقدمه لمصلحة السوق، كان الاستقبال.. عام مر منذ أن التقيته، تغير الحال إلى الأفضل، بشهادة المؤسسات العالمية، وما تحقق على أرض الواقع.. بتحليل مشهد الاقتصاد، اتسم الحال بالاستقرار، والوضوح فى منهجية السياسات الاقتصادية الكلية، سواء كانت السياسة النقدية أو المالية.. من هنا بدأ الحوار. «بعد سنوات طويلة من معاناة فى عدم الوضوح، بسبب تداعيات الثورة، تغير المشهد الآن، ليكون أكثر وضوحا، فالسياسة المالية تدير ماليات الدولة بآلياتها ومستهدفاتها، وأدوات التطبيق، هذا مشهد مهم يفتش عنه المستثمر، حتى يحدد اتجاهه برؤية أكثر دقة».. هكذا بدأ محللا. مسيرة الشاب الثلاثينى منحته رؤية دقيقة بكل صغيرة وكبيرة فى السياسة النقدية، والتى اتسمت بالوضوح، ليكون الحصاد، تحسنا كبيرا فى مؤشرات النمو الاقتصادى، أو تدفقات أجنبية، وكذلك فى أذون الخزانة، والسندات، والأسهم، وأيضاً تحسنا كبيرا على مستوى النمو القطاعى، يتصدرها القطاع السياحى، وهذه الحركة لا تقترن بمرونة سعر الصرف فقط، وإنما بالاستقرار والأمان فى المنطقة، مما ساهم فى تحسن المشهد على مستوى السياحة، وكذلك باقى القطاعات الأخرى. الرجل صريح إلى أبعد الحدود، حينما يتحدث عن السياسات القطاعية، التى تتخذ وقتا، لارتباطها بأمور تعديل إجراءات، ورفع كفاءة عاملين، وبالتالى فإن الإصلاح بها لا يكون فورياً، وهذا أمر طبيعى، لكن أصبحت الأمور أكثر وضوحا، فى العديد من السياسات القطاعية. أقاطعه قائلا.. رغم كل هذه الإصلاحات، إلا أن الخبراء والمراقبين يعتبرونها على الورق فقط، ولم تتحقق فعليا. يجيبنى وبدا هادئا أن «كل هذه المؤشرات تحققت فعليا، فانخفاض مؤشر البطالة يعد واقعا، لأن عملية القياس تتم بالفعل من خلال البيانات المحددة لذلك، وكذلك البنية التحتية، ودورها فى توفير فرص عمل». وتابع أن «الجزء الذى يتخذ وقتا، وفقا للنماذج الإصلاحية، فى تجارب الدول، فى عملية التحول الاقتصادى، يتبين الفرق الزمنى، والانتهاء من الإجراءات الإصلاحية، ونتائجها على مستوى الاقتصاد الكلى، وتأثيرها على المجتمع». «إذن السياسة الاقتصادية سياسة صبر، وإصلاحات تراكمية على المدى المستقبلى».. يقول «فريد» إن «الإصلاح فى اقتصاديات العالم لا يتوقف، ففى أمريكا كان هناك الاهتمام بالبنية التحتية، نتيجة لتهالكها، وتم ضخ أموال فى ذلك، لاستعادة قوتها». التفاؤل يمنحه الهدوء، وكذلك عندما يتحدث عن استثمارات الحافظة، يعتبر أن هناك استثمارات فى أوراق الدين الحكومية، من خلال السندات أو أذون الخزانة، وينافس على أسعار العوائد. يظل العمل متعته، الذى يجد معه راحته.. وكذلك القطاع الخاص يظل فى اهتمامات الرجل، ربما تتكشف من حديثه انحيازه الكامل للقطاع، باعتباره مشاركا أساسياً فى التنمية، خاصة أن نسبته فى الناتج المحلى الإجمالى قفزت من 62,2% فى عام 2010 إلى 69.2 % مؤخرا، وهذا يؤكد النمو السريع للقطاع الخاص، والإنتاج فى قطاعات الدولة المختلفة. الشاب الثلاثينى يخطو بثبات نحو تعميق السوق، ورفع كفاءته والعمل على دخول كافة الآليات المستحدثة فى عجلة السوق، يعتبر آلية الشورت سيلينج، مهمة، وسوف تعمل على زيادة السيولة، مما دفع شركات السمسرة للحرص على الاستعداد لتوفير الأنظمة التكنولوجية المطلوبة لتفعيل الأداة، وفقا للمحددات التى أشارت إليها التشريعات الخاصة بالآلية، وتعمل البورصة أيضاً على مساعدة الشركات فى هذا الشأن. الأمانة أول فصل فى كتاب الحكمة.. هو ما يحرص عليه الرجل، منذ توليه مسئولية البورصة، السوق لديه أمانة يعمل جاهدا للحفاظ عليها، وتطويرها، نجح الرجل فى تحديد استراتيجية واضحة تقوم على 9 محاور، استطاع فى تنفيذ 70% منها خلال أكثر من عام ونصف العام، تبنى هذه الاستراتيجية على تفعيل العديد من المنتجات المهمة التى تعمل لصالح السوق، من ضمنها الشورت سيلينح، وصانع السوق، ومؤشرات جديدة مختلفة، تحققت بالفعل، وكذلك تعمل البورصة على الانتهاء من المؤشرات القطاعية، وهيكلتها، وأسواق العقود المستقبلية، وسوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التى أتاحت البورصة للشركات الراغبة فى الطرح، ميزة جديدة لم تكن قبل ذلك، من خلال استعراض خطتها، للتأكد من رغبة هذه الشركات الاستفادة التمويلية، من بورصة النيل، وتقديم منتجات مفيدة للمستثمرين. أعود لمقاطعته.. إذن توجد نية لإصلاح بورصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة. يجيبنى وبدا أكثر دقة فى الحديث عن بورصة النيل.. يقول إن «هناك خطة إصلاحية لبورصة النيل، يتم تنفيذها باستراتيجية محددة، بدأت بعملية تغيير المنهجية فى عملية القيد والطرح وهى عملية ليست بالسهلة، وكذلك تم عمل أنظمة للمتابعة مع الشركات غير المقيدة، لمحاولة تقديم التوعية والتثقيف لعملية القيد وزيادة رأس المال، ومزاياه، وهذا يتم تنفيذه بطريقة علمية، ومتابعة، ولم يكن متاحا قبل ذلك». الإصرار، وقدرة الرجل على تحدى الصعاب، من السمات التى ساهمت فى صناعة شخصيته، حينما يتحدث عن إصراره على استكمال الاستراتيجية، يتكشف مدى اهتمامه بتقديم خدمة متكاملة، للمستثمرين، منها العمل على تداول العقود، وخروج بورصة العقود إلى النور، عن طريق تأسيس شركة تسوية مع مصر للمقاصة، لتسوية التعاملات وإدارة المخاطر برأس مال 60 مليون جنيه، وكذلك تحديث برامج التداول. لم يغفل الرجل دول القارة السمراء، وأهميتها باعتبارها من الأسواق الواعدة سواء فى الاستثمار المباشر، أو غير المباشر، لذلك كان حرصه عليها، من خلال التدريب المستمر للكوادر العاملة بالبورصات الأفريقية، واستعراض القواعد الخاصة بالسوق الوطنى، وكذلك برنامج ربط لسبع أسواق رئيسية يتم تفعيله عام 2020، بما يساهم فى تطوير أسواق هذه الدول. «فريد» يتسم بالتحدى، والقدرة على التعامل مع الصعاب، يسعى طوال الوقت، لمواجهة متطلبات السوق، وتجهيز برامج التداول، لاستيعاب الآليات والمنتجات المالية الجديد، بل وصل إلى أبعد من ذلك بالترويج لسوق المال بالعالم الخارجى من خلال البرامج التدريبية، مع المكاتب الدبلوماسية العاملة بالخارج. عليك أن تؤمن أنه بمقدورك تحقيق كل ما تريده، وهو ما يسعى إليه الشاب الثلاثينى بالوصول إلى الأفضل بالبورصة.. فهل ينجح فى ذلك؟