لا تذهب إلى حيث يأخذك الطريق، وإنّما أذهب إلى طريق مسدود، واترك هناك أثراً، فالمستقبل غير مدون فى أى مكان، ولكن يكون ما نصنعه نحن منه، الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء...وكذلك الرجل الأفضل فى منهجه أن تتطلع للأمام بدلاً من النظر إلى الخلف. جدد الأمل داخلك، وأجعله ربيعاً دائماً، ولا تدع اليأس يعشش فى داخلك، لأنك ستتعب كثيراً وتفقد قواك، وهكذا الشاب الثلاثينى، يستطيع الإنسان فى فلسفته أن يعيش بلا بصر، ولكنه لا يمكن أن يحيا بلا أمل. حسام هنداوى رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الأولى للاستثمار والتنمية العقارية...حينما تفتش فى أوراقه، تتكشف أن مسيرته لاتعرف سوى أمل يبحث عن حلم، يمضى إلى الأمام، ولا يقف فى دربة صِعاب، ليس بقوة إرادة منه فقط، ولكن ليد العون الممدودة له من زوجته، فهى سر نجاحه، ولاينكر فضلها فى ذلك. «الحياة ليست هرولة لجنى الأرباح وإنما صناعة سعادة الآخرين، فلا تكن على هامش الحياة، بل ابحث عن شيء تترك به بصمة»..هكذا كانت كلماته عندما التقيته منذ قرابة العام ونصف العام، لايزال يرددها... غرفة مكتبة بسيطة للغاية.. هيكل ذهبى لحصان، وبعض الأقلام والملفات، وشاشة كمبيوتر، خلفها مكتبة تحمل عدداً من المؤلفات والكتب، بعضها اقتصادى، وأخرى تتعلق بالموارد البشرية. لفت انتباهه تحريك هيكل «الحصان» من مكانه، ليبادرنى قائلاً «لهذا الهيكل رمز يمنحنى القوة والتحمل، والصبر»..بدا هادئاً وواثقاً، علامة ارتياح ارتسمت على وجهه... «المشهد الصحى فى اقتصاديات الدول، ومواجهة التحديات، وتخطى الحواجز، لكل مرحلة عقباتها، وهكذا الاقتصاد المحلى يعانى، وهو أمر طبيعي، غير مقلق بالمرة، فهى مرحلة استقرار وثبات، بل وتفاؤل فى ظل إشادة دولية ومالية بحال الاقتصاد الوطنى، مؤشرات اقتصادية تسير فى موجة تعافٍ وتحسن، مشروعات عملاقة يتم تنفيذها، كل ذلك يدعو للاطمئنان» من هنا بدأ الحوار. الأمل فى قاموسه، يوم جديد، بشمس أكثر إشراقاً، ونفس المشهد للشاب الثلاثينى عندما يصف المشروعات القومية العملاقة، التى نجحت من خلال شبكة الطرق، والمدن الجديدة فى زيادة التوسع الجغرافى للسكان إلى النصف، فلا توجد اقتصاديات فى العالم دون مشاكل، والعودة الحقيقية للاقتصاد، كانت بعد 30 يونيه، وتولى القيادة السياسية أمور البلاد، لكن قبل هذا التاريخ كنا شبه دولة. أقاطعه..لكن الإجراءات الإصلاحية لم تقدم جديداً لرجل الشارع ولم يشعر بها؟ يجيبنى وبدا متعجباً أن «الاقتصاد يمر بمرحلة ولادة، وطبيعى أن يستغرق وقتاً كى تجنى ثمار الإصلاحات، لكن فى حقيقة الأمر أن المواطن تحقق له الاستقرار والأمن، ويكفى أن الدولة تشهد مرحلة بناء على أساس سليم، فقد نجحت فى تطهير العشوائيات، وإعادة البناء يقوم على مفهوم التنمية المستدامة، بما يحقق الرفاهية لرجل الشارع والأجيال القادمة». «صحيح أنه توجد فجوة بين الحكومة ورجل الشارع، بسبب غياب الإفصاح والشفافية عن الأوضاع بمعلومات وبيانات، مما تسبب فى ضياع الثقة بين الطرفين، ولابد أن تتسم العلاقة بينهما بالمشاركة فى كافة القرارات» هكذا قال. المسئولية وحب العمل جزء من شخصيته، ويمثلان العمود الفقرى فى مشواره، عندما يحلل مشهد السياسة النقدية تتكشف وجهة نظره بالرضاء عن أداء هذه السياسة، التى نجحت فى تحقيق الاستقرار للعملة الوطنية، بعد فترة طويلة من نشاط للسوق الموازية، التى انتهت بتعويم العملة الوطنية، والتى وفرت الحماية لها، لكن المطلوب من السياسة النقدية، العمل على تخفيض أسعار الفائدة، بهدف المساعدة على نشاط الاستثمار، وكذلك العمل على طرح أدوات ومنتجات مالية، تساهم فى توفير التمويل. دائماً ما تمثل الأموال السريعة جدلاً كبيراً بين الخبراء، والمراقبين، لكن ل«هنداوى» وجهة نظر خاصة بهذا الشأن تقوم على أنها مطلوبة فى المراحل الأولى من الإصلاحات الاقتصادية للدول، ولا تعتبر خطراً على الاقتصاد، فهى فى مرحلة تتحول إلى استثمار مباشر، ومشروعات قومية، تعمل على توفير فرص عمل للشباب، والحد من البطالة. أقاطعه.. لكن بعض المراقبين يرون أن المشروعات القومية لا تساهم فى تحقيق الاستفادة الحالية لرجل الشارع. يرد وقد تبدت على وجهه علامات غضب قائلا إن «المشروعات القومية تمثل مناخاً صحياً، تساهم فى الاستدامة لتدفقات الأموال». الإخلاص والصدق فى العمل والرأى من السمات التى غرست بداخله منذ نعومة أظافره، للدولة حق لابد أن تحصل عليه، وهو ما يتمثل فى الضرائب، التى تعتبر حقاً مشروعاً، لكن الاعتماد على شرائح بعينها، دون الآخر يمثل عبئاً على الملتزمين والمنتظمين فى السداد، والعلاج أمام الحكومة لتوفير المزيد من الضرائب يتحقق من خلال القطاع غير الرسمى، الذى يعد أكبر التحديات أمام النمو الاقتصادى، ولإدخال القطاع المنظومة يتطلب ثقة مع الحكومة، من خلال تبسيط الإجراءات، الدعم الكامل للقطاع، باستخدام حملة على غرار حملة صحة 100 مليون مواطن. محطات ومطبات صعبة واجهها الرجل فى مشواره، يصمت لحظات عندما يتحدث عن الاستثمار، يعتبر الشاب الثلاثينى الاستثمار يعانى ضعفاً، رغم التشريعات والتعديلات التى مر بها، وساهمت فى نشاط ملحوظ للاستقطاب الأموال، لكن نمو الاستثمار المباشر سوف يتحقق العام القادم، مع الاستمرار فى الترويج عن الاستثمار المحلى، بإطلاق مؤشرات تعكس حالة كل قطاع بمفرده، والمعلومات الخاصة به، والذى يتطلبها المستثمرين للاستثمار. للرجل وجهة نظر خاصة للقطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، حيث يعتبر قطاع النقل، أو اللوجستيات المارد القادم فى الاقتصاد الوطنى، للدور الكبير الذى يلعب هذا القطاع، بما يملكه من استثمارات، ونفس الأمر بالنسبة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها العصب الفعلى للاقتصاد، وتقوم عليه كبرى الدول، وقبلهما القطاع الزراعى والصناعى للدور الكبير فى الإنتاج والتصدير. النجاح الحقيقى للشاب الثلاثينى هو القدرة على التأثير ومساعدة الآخرين، وكذلك القطاع الخاص فى وجهة نظره، حيث يعتبره النواة الرئيسية للاقتصاد، فى ظل دوره لتحقيق التنمية، ودعم الدولة فى المشروعات، خاصة العديد منها يتصدرها المثلث الذهبى بالصعيد، إلا إنه لايزال القطاع يعانى من بيروقراطية الحكومة وموظفيها. مفردات قاموسه تتسم بالوضوح والإصرار، ويتكشف ذلك عندما يتحدث عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أو بورصة النيل، حيث تعانى هذه السوق التخبط، ولم تحقق الهدف من تأسيسها، فمن غير المقبول رغم كل هذه السنوات وعدد الشركات العاملة بالسوق لا تزيد على 32 شركة، وهو ما يتطلب وقفة من المجلس، بأن يكون له كيان ومجلس إدارة مستقل، ومنفصل، وكذلك أن يكون للسوق تصنيف ائتماني للشركات، مما يساعد المؤسسات المالية الكبرى بالعمل والاستثمار فى شركاته. للنجاح فلسفة خاصة للشاب الثلاثينى لا تتحقق إلا بالعمل الجماعى، وهو ما حرص عليه مع تأسيس شركته ومجموعة من الشركاء، معتمدا على عدد من المحاور، منها العمل على التوسع فى حجم أعمال الشركة، والتطوير العقارى بالصعيد، سواء بالمشاركة مقابل التنفيذ، أو الاستثمار المباشر بشراء الأراضى، ثم إعادة تطويرها وتنفيذها. التحديات فى طريق الشاب لا تمثل أية عوائق، بل تعد حافزاً للوصول إلى ما يرغب، وبعض ما تحقق للشركة من تسجيلها 100 مليون جنيه استثمارات مباشر، و27 مليون تدفقات نقدية حتى الربع الثالث من العام المالى 2018، ويعد ذلك بداية لمشوار طويل قادم من النجاح للشركة. يظل شغله الشاغل الوصول بالشركة إلى الريادة بالقطاع العقارى، والتوسع فى محافظات الصعيد، وتقديم كل جديد من تصميمات وفنون معمارية فى القطاع العقارى، وكذلك الهدف الأكبر بالانتقال إلى السوق الرئيسى... فهل يتحقق له ما أراد؟