الإعلام المصري المرئي والمسموع والمقروء حصل علي درجة «صفر» بجدارة فائقة في تغطية الانتخابات الرئاسية.. الإعلام المصري بكل أدواته الحديثة والتطور التكنولوجي الهائل الذي يعايشه خسر خسراناً مبيناً في تغطية الانتخابات الرئاسية،.. الإعلام المصري الذي كان يعد بحق بطل السباق خلال الفترة الماضية، انكسرت رقبته وتلقي ضربة قاضية لم يكن أحد علي الإطلاق يتوقعها.. فكل المعلومات والأخبار المرئية والمسموعة والمقروءة جاءت بخلاف الواقع والحقيقة.. وكل التحليلات والمناقشات التي دارت حول ما ينقله الإعلام باتت في حكم العدم ومن لا حياة له.. المعلومات التي تم تداولها قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، جاءت بخلاف الواقع والحقيقة.. ليس هذا عيباً في الإعلاميين بجميع الوسائل الإعلامية والصحفية، وإنما بسبب ضعف مصادر المعلومات التي يتلقي منها الإعلامي أو الصحفي.. رغم الثورة المصرية العظيمة ورغم الجهد الرائع والمضني لكل من يعمل يوسائل الإعلام، ورغم التكنولوجيا المتقدمة التي يسخدمها الإعلاميون، إلا أن مصادر توفير المعلومات لا تزال تتعامل مع الصحفيين والإعلاميين بمنطق نظام الحكم المطلق الفرد، لا تتيح المعلومات الكافية أمام وسائل الإعلام، ولو تعطفت فإنها تعطي معلومات مضللة وبخلاف الواقع والحقيقة، وهنا نلتمس العذر لكل الإعلاميين الذين تورطوا في نقل أخبار ومعلومات خاطئة، ليس لأنهم ألفوا هذه المعلومات، وليس لأنهم تعمدوا أن يكذبوا علي المجتمع بها، وإنما لأن الذين أمدوهم بها لم يكونوا منصفين في نقل هذه المعلومات والأخبار. - وسائل الإعلام - طبعاً غير المأجورة والعميلة - لم تدخر ما في وسعها وجهدها في نقل الحقائق التي بحوزتها كاملة إلي الناس، خاصة الصحف الوطنية وقام المحللون وأصحاب استطلاعات الرأي بدراسة ما أتيح لهم من معلومات وأخبار، باءت كلها بالفشل الذريع، لأن ما بني علي باطل فهو باطل.. كنت واحداً من الذين تصوروا أن من بيدهم مصادر المعلومات قد تغيروا مع الثورة العظيمة، لكن خاب ظني وأملي، فمازال الصحفي يشقي ويكد في سبيل توفير «معلومة»، وإذا توفرت له بعد التعب الشديد تكون منقوصة علي طريقة «ولا تقربوا الصلاة» بدون استكمال باقي الآية وأنتم سكاري!!.. وهناك من القائمين علي مصادر المعلومات، من يتعمد تضليل الصحفيين أو العاملين في وسائل الإعلام، لهدف لا نعرفه، سوي أنه وسيلة من وسائل الإدارة عن بعد.. والضحية في نهاية المطاف هو المواطن الذي يتلقي كل هذه الأنباء.. لدرجة أننا شاهدنا الخبر وعكسه في أكثر من وسيلة إعلامية وصحفية.. وعلي المواطن المسكين أن يختار بمزاجه ما يشاء!!! وسائل الإعلام معذورة لأن مصادر المعلومات هي المتسبب الرئيسي والحقيقي في هذه المساخر والمهازل التي تحدث، وكان هذا هو الدافع القوي والرئيسي لأن تنتشر الشائعات بشكل مخيف، لدرجة أن يوماً واحداً تجد فيه كماً من الشائعات تنتشر بسرعة الصاروخ، وهناك من يصدقها، وآخرون يرفضونها، ولكن محصلتها في النهاية أن تصيب الفتنة شرائح المجتمع المختلفة، ولا أحد يخالفني الرأي في أن كم الشائعات التي انتشرت مؤخراً لا تعد ولا تحصي حتي كاد المواطن البسيط يصدقها!!. يبقي السؤال المهم إلي متي ستظل مصادر المعلومات منطقة محرمة علي الصحفيين ووسائل الإعلام؟!.. إلي متي يستمر العثور علي المعلومات الصحفية كأنها من الأسرار الحربية؟! كفي ما يعاني منه الإعلام حالياً من تخبط شديد، وشائعات تسري هنا وهناك.. في مصر الجديدة المدنية الديمقراطية الحديثة يجب أن يكون الإعلام الحر، لديه مصادر معلومات لا تتلاعب به أو تضلله كما حدث خلال فترة الانتخابات الرئاسية.