رأت صحيفة "الفاينشال تايمز" البريطانية أن مصر باختيارها محمد مرسي كأول رئيس مدني منذ نحو 60 عاما اختارت أن تظل في درب التارجح بين اليأس والأمل وتدخل الثورة المصرية مرحلة ثانية، متمثلة في الصراع بين الرئاسة والجيش الذي يحكم قبضته على مقاليد البلاد. وقالت الصحيفة إن الرئيس المصري الجديد يواجه مهمة إيجاد توازن صعبة وسط مطالب الجيش والأحزاب، وإنه خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية قدمت مصر الكثير من لحظات الأمل كما قدمت الكثير من لحظات خيبة الأم، وإن هذه التقلبات الشديدة من سمة التحول السياسي الذي يعقب عقودا طويلة الدكتاتورية. وأضافت إن مصر بانتخابها محمد مرسي، وهو أول رئيس إسلامي منتخب في العالم العربي، اختارت البقاء على درب التأرجح بين اليأس والأمل، وربما تبقى على هذا الحال عدة أعوام، وإنه بانتخاب مرسي تدخل الثورة في مصر مرحلة ثانية، وهي مرحلة الصراع بين المؤسسات متمثلة في الرئاسة، التي تسيطر عليها أقوى جماعة سياسية في مصر، وبين الحكم العسكري المتجذر في البلاد. وترى الصحيفة إنه وفقا للإعلان الدستوري المكمل، سيتولى الرئيس الحكم دون سلطة محددة بشكل واضح، وإن الرئيس سيتولى الحكم دون سلطات واضحة المعالم ودون رأي حقيقي في عملية الإصلاح المنتظر في مصر. وتضيف أن المحللين يرون أنه من المرجح أن يتبنى مرسي سلسلة من المواجهات ومحاولات كسب الرضا بينما يسعى للتركيز على إحياء اقتصاد مصر، وتنقل الصحيفة عن "جون الترمان" رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، قوله :إن" الإخوان المسلمين ستحاول مهاودة الجيش في بعض القضايا وفرد عضلاتها بهدوء أحيانا لتذكير الناس بقدرتها ولكن ليس بصورة تثير المخاوف"، وإن إيجاد هذا التوازن ليس بالأمر الهين. وتوضح الصحيفة إنه في المواقف التي يقرر فيها مرسي للتصدي للجيش، سيحتاج إلى عقد تحالفات ولهذا فهم في حاجة إلى توطيد العلاقات مع بعض الليبراليين وبعض اليساريين.