وجه الشيخ جمال فودة، إمام مسجد النور في مدينة كريست شيرش، الشكر إلى بلده مصر، في مؤازرتها لأهالي الضحايا جراء الحادث الإرهابي الذي تعرض له المسجد يوم الجمعة الماضية، متمنيًا أن ينزل الله الصبر على أهالي الشهداء. وقال "فودة" في تصريحات خاصة ل"الوفد"، "إلى الآن لا أصدق أنني نجوت من هذا الحادث، كنت متوقع أن أكون أول الضحايا". وأضاف الشيخ جمال، حول دفن جثث المصريين، "أن هناك البعض يريد دفنهم في مصر، وبعضهم يريد ابقائهم هنا". ولفت إمام مسجد النور، إلى طبيعة تعامل الشعب النيوزيلندي، معه والناجيين عقب الحادث الإرهابي، قائلًا، "إن الجيران فتحوا أبوابهم واستقبلوا المصليين الهاربين من طلقات الرصاص، مؤكدًا أن من يراه حاليًا في الشارع بزيه الرسمي يحتضنه بشدة". وتابع الشيخ جمال فودة، "رئيسة الوزراء، جاسيندا أرديرن، هاتفتني بعد الحادث بحوالي 4 ساعات، كما آتى الكثير من المواطنين بالورود إلى مكان الحادث، ووصلت تبرعاتهم إلى المسجد لأكثر من مليون ونصف، والدولة سوف تتكفل بمساعدة أقارب الضحايا". ونفى "فودة"، تعرض المسلمين في نيوزيلندا من قبل لأي حوادث عنصرية بأي شكل، سواء لفظية أو غير ذلك، موضحًا، "أن الشعب هناك يتمتعون بالهدوء والطبية والتواضع والبعد عن المشاكل التي تسود العالم من حولهم". وأوضح جمال فودة، في حديثه إلى "الوفد"، أن الشعب النيوزيلندي معتاد المجيء إلى المسجد وزيارته، كأنه أحد المباني الآثرية، وكثيرًا ما يستمعوا لمحادثاته عن الدين الإسلامي، فالجميع هنا يشعر بالمساواة، فلا فرق بين رئيس البلاد وأي مواطن آخر". الشيخ جمال فودة، مصري من المنصورة، تخرج في كلية الدراسات الإسلامية باللغة الانجليزية، وتم تعيينه في وزارة الأوقاف بمصر، ثم سافر بعدها إلى نيوزيلندا. وتعرضت مدينة كريست شيرش في نيوزيلندا، الجمعة 15 مارس الجاري، إلى أسوأ حادث إرهابي في تاريخها الحديث، بعدما أطلق مسلح النار على مسجدين في المدينة، مما تسبب في مقتل 51 شخص من المصليين.