علي جانب الحديقة المستديرة بميدان التحرير ليلة اعتصام «المشهد الأخير»، كانت الأسرة المترابطة اجتماعياً، المتباينة سياسياً تتخذ طريقا ثالثاً بين الاعتصام المفتوح، والتضامن اليومي مع المعتصمين، جاذبية الأسرة تكمن في «رنا» التي تحتضن العلم المصري ب«يد رقيقة»، وعينين حالمتين ب«مستقبل» وطن يحاصره الضباب من كل اتجاه. الأب المتأهب ينذر وجهه بمزيد من القلق ويلخص حالة الشارع الذي لم يفتأ يذكر الثورة حتي يكون من التائهين، رفض الأب ذكر اسمه، غير ان صمته قليلاً كان متبوعاً ب«عبارة» أنا انتخبت محمد مرسي، حاولت اقناعه بتعريف نفسه، والافصاح عن سبب تواجده بالتحرير حتي الساعات الأولي من صباح أمس الخميس، أومأ برأسه متخوفاً.. وصمت. بادرت الأم قبل سؤالها عن مرشحها الرئاسي قالت «أنا انتخبت شفيق»، واستطردت «إحنا أسرة عايشة علي السياحة» هي مصدر رزقنا الوحيد وبصراحة إحنا قلقانين جدا من اللي جاي. احتد خطاب الزوجة تدخلت مداعبا حضرتك صوت ل«شفيق» وزوجك صوت ل«مرسي».. إزاي؟ أردفت قائلة مكناش بنتخانق زي ما الناس فاكرة، الموضوع خلاف في وجهات نظر، وكل واحد كان بيحاول يؤثر علي الآخر لكن اللي حصل «حرية» في التصويت. واصلت الأم التي تمسك «رنا» أصغر الأبناء بيدها اليمني، ويتوسط الوقوف بينها وبين زوجها الابن الأوسط «أحمد»، توضيح أسباب التواجد في الميدان، قالت بصراحة إحنا عايزين نعرف الحقيقة فين؟ الإعلان بيقول إن الجيش الإسرائيلي مستنفر علي الحدود المصرية.. ونفسنا نعرف ده صح ولا غلط. الاعتصام لا يشغل كثيرا الأسرة المكونة من «5 أفراد» باضافة «محمد» الابن الأكبر، ولا الإعلان الدستوري المكمل الصادر عن المجلس العسكري، الأم تترقب مستقبل السياحة التي هي عمود فقري في معيشتهم، وحول رؤيتها لمستقبل السياحة في ظل فوز مرسي بالرئاسة قالت «عمره ما جاوب علي السؤال ده كان دايما بيهرب». قبل أن أغادر استدرك الزوج قائلا: مهما يحصل في البلد السياحة لن تتأثر، الأسرة الحائرة فصيل ثالث ينضم للتحرير، ومؤشر يعكس «توهان» المصريين المستمر منذ عام ونصف.