واصل المجلس الأعلى للثقافة فعاليات المؤتمر الدولي لثورة 1919 بعد مئة عام المقام الذي تم افتتاحه صباح اليوم السبت، ويستمر حتى 18 مارس الجاري، بالجلسة الثالثة ويديرها الدكتور أحمد زكريا الشلق. ومن جانبه، قال الدكتور حلمى شعراوى، مدير مركز البحوث العربية و الأفريقية، إن محمد علي دوس لا يرجع وعيه بمصريته إلى مجرد انخراطه مع زعماء ورة 1919 بل كان ذلك مبكرا منذ رده على هجوم الرئيس الأمريكي على أخلاق وطبائع الشعب المصري بهجوم مماثل عرف في انجلترا وأوروبا. وأضاف شعراوي خلال كلمته بالجلسة الثالثة بالمؤتمر الدولي لثورة 1919 بعد مئة عام المقام بالمجلس الأعلى للثقافة، أن دوس عاش مرحلة عمره الأولى فترة النهوض والتنوير في مطلع القرن العشرين بين الملونين والزنوج، وتحرك شعوب آسيا وأفريقيا وبخاصة أثناء الحرب الأولى وعقبها للحصول على حق تقرير المصير. وأكد أن دوس نشط دوره الوطني بالتحامه مع قيادات حركة الوحدة الأفريقية في الولاياتالمتحدة بين ماركوس جارفي ووليم ديبويس باتجاهتهما المختلفة بين طلب رحيل الزنوج في الدياسبورا لوطنهم في أفريقيا، وبين التحرر الوطني لجميع شعوب القارة. وأوضح شعراوي، أن دوس عاش أجواء التنوير والتحركات الشعبية قبل الحرب العالمية الأولى، لذا يعتبر وجود المصريين بالخارج ثروة لا بد من العناية بدورها الثقافي والوطني. وقال المؤرخ الدكتور راضي جودة، لم تكن ثورة 1919 وليدة الصدفة بقدر ما كانت محصلة للمعاناة التي عاناها الشعب المصري من جراء الاحتلال الانجليزي الذي منيت به البلاد منذ 1882، وتلم المعانتة التي زادت إبان الحرب العالمية الاولي، وتفجرت الثورة بالقاهرة في التاسع من مارس 1919 . واضاف جودة، أن عبدالحميد حمدي أسهم بمقالات عديدة عبر مراحل الثورة المختلفة في جرائد المنبر، ومصر، والاخبار، والمحروسة، والسفور. وأوضح راضي جودة، أن من عناصر ثورة 1919 موقف عبدالحميد حمدي من انجلترا بعد انتصارها في الحرب العالمية الاولي، وعبد الحميد حمدي ومظاهرات الطلبة، واعتقال عبدالحميد حمدي وسجنه بقسم شرطة السيدة زينب، وتعطيل جريدة السفور 26 يونيو 1919، وعبد الحميد حمدي ولجنة ملنر، وموقف عبدالحميد حمدي من مفاوضات عدلي وكيرزون، والدعوة لاستقلال مصر في ظل دستور 1923. فيما قال الدكتور محمود مكي مدرس الأدب الإنجليزي بأكاديمية اللغات والترجمة، إنه تم تقديم مذكرات بصور مختلفة لثورة 1919 من قبل عريان سعد يوسف، وهي أنها كانت ثورة سلمية في كل فعالياتها دون استخدام الكفاح المسلح ضد الاحتلال الانجليزي وأعوانه. وأضاف مكي في كلمته، أن عريان سعد ذكر أحداث مظاهرات مدرسة الطب التي كان شاهدًا عليها ومشاركًا فيها وكيف أن طلبة الطب شاركوا فيها رغم محاولات مديرها الانجليزي ريتشارد منعهم وإغلاق الأبواب دونهم. وأكد أن عريان يوسف سعد مثالا للوطنية الصادقة فقدم كل ما يملك لوطنه، ماله وعمره وشبابه، وحكم عليه بعشر سنوات بعد محاكمة عسكرية كان كل قضاتها من الانجليز، فسجن ثم افرج عنه عام 1923 في عفو عام ولكنه لم يستطيع العودة إلي كلية الطب.