كتبت:لُجين مجدي ألقى نيافة الانبا أرسانيوس أسقف عام إيبارشية الوادي الجديد وتوابعها التابعة للأقباط الأرثوذكس, أمس الثلاثاء, محاضرة حول علم الآبائيات عن كتب القديس ديديموس الضرير , وذلك بكنيسة السيدة العذراء مريم بمقر المطرانية خلال الاجتماع الذي عقدة بأبناء الخدمة الكنيسة الايبارشية في إطار اللقاءت الرعوية و التفقدية بأبناء الكنائس. يعتبر القديس "ديديموس " أحد الشخصيات المؤثرة في حياة أبناء الكنائس القبطية الأرثوذكسية نظرًا لما قدمة من دورًا هامًا من أجل حفظ التراث و تعاليم الكتاب المقدس لفاقدي البصر , وُلد القديس "ديديموس " عام 313 م وحين بلغ الرابعة من عمرة فقد بصره و لم يتعلم القراءة و بسبب ولَعِه بالتعلم اخترع الحروف البارزة من خلال نحت الألواح الخشبية مجسدًا حروفًا بارزة ليقرأها بإصبعه, و يُعد هو من أوحى بطريقة برايل التي ظهرت بعد مرور خمسة عشر قرنًا من اختراع هذا القديس الذي جعل غير المبصر يستطيع ان يقرأ و يتواصل مع تعاليم الانجيل باستخدام الحروف البارزة, كما عمل على حفظ الكتاب المقدس والتعاليم الكنسية عن ظهر قلب، و نبغ في الفنون الادبية و النحوية كالنحو والبيان والفلسفة والمنطق والرياضة والموسيقى وقد ورد عنه من خلال كتب القديس "جيروم" الذي ذكر أن القديس "ديديموس " قد تعلم الهندسة التي تحتاج إلى النظر أكثر من غيرها فكان أعجوبة كل ناظر إليه، وذاع اسمة حينها في مختلف الاقطار. و عندما اشتهرت قدرات هذا القديس العظيم أسند إلية القديس أثناسيوس الرسولي مسئولية إدارة مدرسة إسكندرية اللاهوتية عام 346م,و يعتبر هوآخر معلمي المدرسة الذين تمتعوا بشهرة واسعة إذ أُغلقت المدرسة اللاهوتية بعد نياحته بفترة وجيزة، و استمر كل من القديس جيروم ,والقديس روفينوس أشهر تلاميذ ديديموس الذين قاموا بحفظ تعاليمة و مبادئة و وصف عهدة و مدحة . فقد أكدت روايات القديسين السابقين أن" ديديموس " لم يكن معلمًا فحسب بل كان ناسكًا يحيى علمه اللاهوتي قبل أن يعلمهوقد حرص على تعزيز الفكر و التعاليم و الأفكار النُسكية التي عاشها وتشربها من أبو الرهبان ، وتنيح إلى الأمجاد السماوية العلامة السكندري عام 398م عن عمر يناهز 85 عامًا، قضى منها 52 عامًا مديرًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية ظل يعلم ويكتب ويدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية زهاء النصف القرن، تولى على كرسي الكرازة المرقسية أثنائها أربعة من الآباء البطاركة كل من "الأب أثناسيوس , والأب بطرس الثاني, و الأب تيموثاوس الأول , والأب ثيؤفيلس", وضعفت المدرسة بموته ثم اغلقت بعد ذلك.