تحتفل بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالاسكندرية, اليوم الجمعة, بتذكار الشهيد بوليكاربوس أسقف سميرنا و هو أحد أبرز الشخصيات التاريخية التي حفظها كتب التراث القبطي و حفظها كتب آدب الشهداء وهو احد فروع فن الادب الذي يتناول سير القديسين و الشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عبر العصور. كان الشهيد القديس أسقف سميرنا بأزميرو كان من أهم الشخصيات الكنسية في ولاية آسيا الصغرى في النصف الأول من القرن الثاني و لُقب بعدة أسماء منها "معلم اسيا، وأب المسيحيين، ومحطم الآلهة", بدأ حياته الإيمانية في أواخر الجيل الأول المسيحي وتتلمذ للقديس يوحنا الإنجيلى , و وُلد عام 70م رسمة القديس يوحنا المعمدان الحبيب أسقفًا على مدينة سميرنا التى تعرف حاليًا بأزمير أحد مدن تركيا ، وقد ورد عن القديس إيرينيئوس أسقف ليون في مخطوطات نادرة روى خلالها عن حياة الشهيد القديس بوليكاربوس ,وإنه تعلم على أيدي الرسل، وتحدث مع القديس يوحنا المعمدان وغيره ممن عاينوا المسيح على الأرض. و كان القديس بوليكاربوس مدنًا فقد حرص على حفظ الأحداث التاريخية من خلال رسائلة إلى أهل فيلبي، التي ارسلها في القرن الثاني الميلادي و تروى عن أوضاع الكنيسة الأولى في أوروبا آنذاك ,و اشتهر هذا القديس بالمحبة و الايمان و الرحمة فقد اعتاد السير إلى الطريق الذي يعود منه حاملوا الحطب ويختار أكبرهم سنًا ليشترى منه الحطب ويحمله بنفسه إلى أرملة فقيرة, كما عُرف بإيمانة و حرصة على المقاومة من أجل الايمان فقد ذكرت الكتب القبطية التراثية عن مقاومته للهراطقة خاصة مرقيون أبرز الشخصيات الغنوسية، و أثناء وجوده في روما سنة 154 م نشر الايمان و رفض الحروب و النزاع من أجل نشر السلام و المحبة. و عندما اشتد النزاع أمر الإمبراطور مرقس أوريليوس بقتل القديس بوليكاربوس ,وفر هاربًا في بادئ الأومرو مكث يعبد الله ويصلي حتى تمكن جند الإمبراطور بالامساك بة و ظل يردد آيات الكتاب المقدس "لتكن مشيئتك تمامًا في كل شيء".