رسميا.. جداول امتحانات المواد غير المضافة للمجموع للصف الأول الثانوي بمدارس بورسعيد    عمرو أديب ل الحكومة: لماذا قطعت الكهرباء خلال أيام ارتفاع درجات الحرارة؟    محافظ شمال سيناء يستقبل وفد مركز بحوث الصحراء    الاتحاد الأوروبي: قدمنا قرابة 2 مليار يورو مساعدات لليمن خلال 10 سنوات    في غياب رونالدو.. النصر يكتسح الأخدود بتسعة أهداف بالدوري السعودي    «بعد مكالمة ميدو».. نجم الزمالك السابق يرحب بالعودة للفريق    ضبط 2144 عبوة مياه غازية وبسكوت منتهية الصلاحية في حملة تموينية الإسماعيلية    دون خسائر بشرية.. السيطرة على حريق منزل بقرية قمن العروس ببني سويف    إخماد حريق داخل لوحات كهربائية داخل 3 طوابق بالمريوطية دون إصابات    بالأسماء.. جامعة الإسكندرية تحصد 12 جائزة في مهرجان «إبداع 13» للجامعات    فحص 1140 مواطنا وصرف العلاج مجانا خلال قافلة طبية في السويس    جولة ميدانية لإدارة الطوارئ بمستشفيات منوف وسرس الليان لمتابعة جودة الخدمات الصحية    جدول امتحانات الترم الثاني للصف الخامس الابتدائي في الغربية    محبوس بكفر الدوار ومزور اسمه.. كيف سقط المتهم في جريمة شقة محرم بك؟    ترامب يدافع عن الطائرة هدية قطر: لست غبيا لأرفضها.. وقدمنا لهم الكثير من مساعدات الأمن والسلامة    أستاذ علوم سياسية: إنهاء صفقة عيدان ألكسندر خطوة مهمة فى دعم القضية الفلسطينية    تطور جديد فى خلاف أبناء محمود عبد العزيز ضد بوسي شلبي    أحمد فهمي يستعد لمسلسل جديد بعنوان «ابن النادي» (تفاصيل)    أحمد فهمي يخوض منافسات الأوف سيزون بمسلسل ابن النادي    «بيئة العمل تحتاجهم».. 4 أبراج تترك أثرًا إيجابيًا لا يُنسى في أماكنهم    عالم بالأزهر: هذا أجمل دعاء لمواجهة الهموم والأحزان    أتالانتا ضد روما.. التشكيل الرسمي لقمة الدوري الإيطالي    من الإعارة إلى التألق.. إيريك جارسيا "ورقة رابحة" في يد فليك    إطلاق الخطة العاجلة للسكان والتنمية والبرنامج القومي للوقاية من التقزم    أمينة الفتوى: هذه أدعية السفر منذ مغادرة المنزل وحتى ركوب الطائرة لأداء الحج    أمينة الفتوى: الزغاريد عند الخروج للحج ليست حراماً لكن الأولى الالتزام بالأدب النبوي    يونيفيل: العثور على 225 مخبأ للسلاح جنوبي لبنان    ما حكم إقامة العلاقة الزوجية أثناء الحج؟.. أمين الفتوى يجيب    الأمم المتحدة: سكان غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي    قطرة شيطان.. قتل خالته وسهر بجوار جثتها مخمورًا حتى طلوع الفجر (كواليس جريمة بشعة)    طلاب إعلام الاهرام الكندية تعيد فرقة رضا للجمهور ب إبهار تراثي عصري جديد    أهم 60 سؤالاً وإجابة شرعية عن الأضحية.. أصدرتها دار الإفتاء المصرية    تأجيل إعادة محاكمة 5 متهمين ب"الخلية الإعلامية" لجلسة 10 يونيو    معاش المصريين العاملين بالخارج 2025: الشروط والمستندات وطريقة الاشتراك    «تلاعب في العدادات وخلطات سامة».. 5 نصائح لحماية سيارتك من «غش البنزين»    يُسلط الضوء على المواهب الصاعدة.. الكشف عن الشعار الرسمي لكأس العالم تحت 17 سنة    أسعار الحديد ومواد البناء اليوم الإثنين 12 مايو 2025    تفاصيل الحملة القومية الأولى ضد مرض الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدعة أسوان    الكرملين: بوتين حدد موقفه بشكل واضح بشأن استئناف المفاوضات مع أوكرانيا    فان دايك: أنا ومحمد صلاح كنا في موقف أرنولد.. وعلى الجميع أن يحترم قراره    اعتماد أوروبي لقصر العيني كمركز متخصص في رعاية مرضى قصور القلب    رئيس جامعة أسوان يتفقد امتحانات كلية التجارة    فانتازي.. ارتفاع سعر لاعب مانشستر سيتي    موعد وقفة عرفة 2025.. فضل صيامها والأعمال والأدعية المستحبة بها    رئيس الوزراء يتابع الاستعداد لتنفيذ قانون الرقم القومي العقاري    موعد تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالقاهرة الجديدة    «بعبع» تسريب امتحانات الثانوية العامة.. هل يتكرر في 2025؟| ننشر خطة «التعليم» كاملة    براتب 6500.. فرص عمل في شركة مقاولات بالسعودية    استمرار حملة "تأمين شامل لجيل آمن" للتعريف بالمنظومة الصحية الجديدة بأسوان    مصادر: بورصة مصر تبحث قيد فاليو الأربعاء المقبل    العراق: الواقع العربي يتطلب وقفة جادة لتحقيق العدالة الاجتماعية    في اليوم العالمي للتمريض.. من هي فلورنس نايتنجيل؟    العمل: 45 فرصة للعمل في الأردن برواتب تصل ل 500 دينار    البنك الأهلي يرغب في ضم كريم نيدفيد    انطلاق فعاليات الدورة التدريبية الرابعة بجامعة القاهرة لأئمة وواعظات الأوقاف    رئيس «دي إتش إل» يتوقع استفادة من التوترات التجارية بين واشنطن وبكين    حالة الطقس اليوم في السعودية    أمام العروبة.. الهلال يبحث عن انتصاره الثاني مع الشلهوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أجراس مصرية
يقدمها : شريف نبيه
نشر في الجمهورية يوم 05 - 03 - 2017

كشف معرض جمعية "الشابات" المسيحية الذي تم افتتاحه أمس الأول بفندق مريديان هليوبوليس عن أبعاد رائعة لدور الجمعيات الأهلية في خدمة المجتمع المدني بخبرات متراكمة عمرها يتجاوز قرنا من الزمان.
المعروضات أزاحت الستار عن جهد كبير لمتطوعات وسيدات أعمال يقدمن الجهد والعرق والمال في مجال العمل الخيري العام لكل إنسان يعيش علي أرض مصر.. فالأمر يتجاوز المنتجات اليدوية رائعة الجمال المصنوعة بأيدي أبناء الجمعية من المعاقين والشباب والسيدات ويمتد إلي خدمات انسانية ذات أبعاد اجتماعية واسعة المدي.
المهندسة أماني غنيم رئيس الادارة المركزية للتنمية الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعي أكدت في افتتاح المعرض علي جودة المعروضات وحرص الوزارة علي دعم كل جهد تطوعي في خدمة المجتمع وتنفيذا لتوجيهات الوزيرة تم اختيار مجموعة من المعروضات المتميزة لعرضها في معرض "ديارنا" الذي سيقام بأرض المعارض بمدينة نصر منتصف الشهر القادم.
أعربت المهندسة أماني عن اعجابها بجمال المنتجات وجودتها وأسعارها المناسبة.
أما فرج ابراهيم سليمان وكيل وزارة التضامن الاجتماعي فيشيد بهذا المعرض السنوي ويتمني ان تتحمل كل مؤسسات المجتمع دورها في توفير فرص العمل وتسويق المنتجات.
يشير فرج ابراهيم إلي استجابة المجتمع المدني لتوجيهات القيادة السياسية ويشيد بدور رجال الأعمال والشباب المتطوعين في المسارعة بحل مشكلة سيول البحر الأحمر كما ان هناك بعض الجهات المجتمعية تقوم حاليا بتحديث البيوت الآيلة للانهيار ببعض القري وإعادة بنائها بالطوب الأحمر اضافة إلي جهود رجال الأعمال في ادخال المرافق للمناطق المحرومة.
اضاف ان هناك من يتبرع بأجهزة غسيل كلوي وحضانات أطفال لتخفيف الضغط علي الحكومة وتوفير خدمات ضرورية لعدد كبير من المواطنين.
أصوام.. ورعاية
السيدة ماجدة برسوم عضو مجلس ادارة الجمعية ورئيسة السوق الخيري تشير إلي أن عمر الجمعية يتجاوز ال 120 عاما ومنذ نشأتها تخدم كل المجتمع المصري بكل فئاته.. وتحكي عن نشأة الجمعية فتقول ان سيدة انجليزية انشأت هذه الجمعية في أواخر القرن التاسع عشر لاستضافة الفتيات المغتربات ومنذ ذلك الحين فإن هذا النشاط لم ينقطع من الجمعية فلدينا دار ضيافة بها أكثر من 70 طالبة من المصريين والعرب ونراعي أيام صوم رمضان كما نراعي أصوام المسيحيين.
تضيف السيدة ماجدة: لدينا مركزان لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة أحدهما "الرجاء" بعماد الدين نرعاهم انسانيا ونعطيهم الدروس العلمية ونعلمهم بعض الحرف حتي ينخرطوا كأفراد ايجابيين في المجتمع.
والدار الثانية لرعاية المعاقين توجد في مدينة العبور ويوجد فيه حمام سباحة وخبراء في العلاج الطبيعي ومعالجة التلعثم وفنون التخاطب.
كما يوجد فرع في شبرا يشمل حضانة أطفال ومركز توعية صحية يقوم فيها بعض الأطباء باجراء الكشف الطبي علي الأمهات والأبناء ويتم تقديم حقائب سلع غذائية علي الفقراء.
تؤكد ماجدة ان الجمعية غير هادفة للربح ويوجد لها فروع بالقاهرة والاسكندرية والمنيا وأسيوط.
السيدة نيفين لورانس عضو مجلس الادارة تلتقط طرف الحديث فتشير إلي نشاط مبتكر للجمعية في منطقة وسط القاهرة حيث يقوم فرع عماد الدين باعداد وجبات جاهزة ساخنة وتوصيلها لكبار السن الذين لا يجدون من يخدمهم وكذلك السيدات العاملات اللاتي لا يسمح وقتهن باعداد وجبات جاهزة لأسرهن وهي خدمة نقدمها بسعر التكلفة فقط وبذلك نقدم لهذه الفئات وجبة صحية بأقل سعر ممكن.
إبداعات.. وتبرعات
توضح ان المعرض يشمل منتجات يدوية للمعاقين وأخري من تبرعات عضوات الجمعية التي يقومون بشرائها أثناء زياراتهن للخارج اضافة لمنتجات شباب مبدعين مشيرة إلي ان "النساجون الشرقيون" يعدون من اكبر الرعاة للمعرض حيث يتبرعون بعشر سجاجيد وهناك محلات معروفة للحلويات تشارك بمأكولاتها في المعرض.
وختاما تؤكد ماجدة برسوم عضو الجمعية أن الجمعية لديها معسكرات للشباب واعداد القادة في المندرة وسيدي بشر ونحاول حاليا الخروج من داخل الحيز العمراني إلي العين السخنة ورأس سدر حيث يمارس الشباب العديد من المهارات والانشطة ويتلقون المحاضرات التي تؤهلهم لأن يكونوا قادة في المستقبل فنحن نقدم الحب للجميع دون تفرقة ونخدم المجتمع من أجل إعلاء قيمة العطاء والتسامح وارساء دعائم السلام والمحبة بين الجميع.
البابا تواضروس.. لميركل:
الحضارات الإسلامية والمسيحية والفرعونية.. تمازجت في نموذج مدهش
استعرض البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أمام المستشارة الألمانية التعايش المبني علي المحبة والتمازج بين مسلمي مصر وأقباطها علي مر العصور.. قال البابا لدي استقباله المستشارة الالمانية الخميس الماضي قبيل توجهها لزيارة الكنيسة البطرسية: لقد عاشت العائلة المقدسة في بلادنا أكثر من ثلاث سنوات وفي مواضع كثيرة شرقا وغربا شمالا وجنوبا فصارت مصر بلاد مقدسة.
من مصر نشأت مدارس التعليم اللاهوتي المسيحي ومن مصر ظهرت الرهبنة وكان الراهب الأول مصريا وهو القديس الأنبا أنطونيوس الكبير وفي مصر كانت عصور الاستشهاد المتتالية ..كما نقرأ عنها في التاريخ.
لقد عاشت الكنيسة المصرية امتدادًا للحضارة الفرعونية قبل المسيح وامتدت إلي سبعة قرون حيث دخل الإسلام مصر في القرن السابع الميلادي لتعيش الحضارات الفرعونية والمسيحية والإسلامية في تمازج مدهش.
إننا نعيش مسيحيين ومسلمين في مودة ومحبة وعلاقات اجتماعية مشتركة ولنا تاريخ مشترك من التفاهم والتعاون من الفرح والألم من السعادة والضيق.. نعم تحدث بين الوقت والآخر بعض المشكلات بسبب الفقر أو الجهل أو التعصب أو الازدحام وتحاول الكنيسة مع الدولة أن تحل هذه المشكلات في إطار الأسرة المصرية الواحدة.
ومع ثورة 30 يونيو 2013 التي قام بها الشعب المصري مسلمين ومسيحيين وحماها الجيش المصري ومع وجود دستور جديد وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي . وتأسيس البرلمان الجديد وانطلاق مصر نحو المستقبل بخطوات ثابتة ومشروعات عملاقة ظهرت ملامح جيدة علي تحسن الوضع المسيحي المصري مثل إقرار أول قانون لبناء الكنائس في مصر وانتخاب 39 عضوا مسيحيا بالبرلمان مقارنة بعضو واحد سابقا ومثل زيارات السيد الرئيس للكاتدرائية ليلة الكريسماس حسب التقويم الشرقي ومثل اهتمام الدولة بتعمير إصلاح الكنائس التي احرقت ودمرت في أحداث أغسطس 2014 م ومازال في الطريق خطوات أخري تعبر عن المواطنة الكاملة وعدم التمييز والمساواة.
إننا جميعا كمصريين مسلمين ومسيحيين نعمل علي بناء مصر الحديثة ومصر المستقبل.. حقا إننا نعاني جميعًا من هجمات الإرهاب والعنف التي تعرقل مسيرتنا ولكنها لا توقف تقدمنا واصرارنا علي أن نحيا مصر في أفضل صورة.
نحن واثقون في الله الذي يبارك بلادنا.. واثقون في قدرة القيادات السياسية والاجتماعية والتشريعية في بلادنا.. واثقون في علاقات المحبة التي تجمعنا كمصريين واثقون أن مساندة بلادكم العظيمة المانيا في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية والفنية سوف تساعد علي مزيد من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط.
اختتم البابا كلمته بقوله: زيارتكم وتعاونكم واهتمامكم يحيي آمالا عريقة في مستقبل مشرق وعالم تسوده القيم الإنسانية الرفيعة.
ذاكرة الحضارة
قصة بناء أسوار وحصون أديرة النطرون
الزائر للأديرة الأثرية في مصر وبصفة خاصة أديرة وادي النطرون يلاحظ وجود سور وحصن منيع يحيطان بكل منها من الخارج. ثم يعرف من الشرح أن تلك الحصون بنيت لحماية الأديرة من هجمات البربر التي استهدفت المنطقة في موجات متتالية بين القرنين الخامس والحادي عشر الميلاي. ثم بنيت الأسوار لتضم داخلها كل محتويات الدير بما فيها الحصن.
تاريخيا لم تأخذ الأديرة المصرية شكلها الحالي قبل بناء الأسوار حول كل مجموعة قلايات من التي يحفرها الرهبان في الجبال للتعبد داخلها بعيدا عن صخب الحياة. يوضح الأمير عمر طوسون في كتابه أديرة وادي النطرون ورهبانه وأديرته أن ما كان يطلق عليه في العصور الأولي اسم دير لم يكن كالأبنية التي في وادي النطرون في عصرنا هذا بل كانت بيوتا منحوتة في الجبال أو مصنوعة من القصب أو فروع الشجر أو جريد النخل وكان يطلق علي كل مجموعة من هذه البيوت اسم دير وكان يتألف سكان كل مجموعة من طائفة من الرهبان لها رئيسها وكنيستها ومستودع مؤونتها ومثوي النازلين بينهم من الغرباء.
ويكمل الأب متي المسكين القصة في كتاب "الرهبنة القبطية" أنه بهذا الاسلوب تكونت في منطقة وادي النطرون في عصر الأنبا مقار أبوالرهبنة المصرية أربعة تجمعات رهبانية ضخمة متميزة كل مجموعة قائمة بذاتها لها مدير وعرف كل منها باسم مؤسسها أو قديسها وهي بالترتيب الزمني لظهورها: جماعة دير البراموس وجماعة الأنبا مقار وجماعة الأنبا يؤنس الصغير وكانت توجد جنوب غربي الأنبا مقار ثم اندثرت ولم تعد موجودة وأخيرا جماعة الأنبا بشوي. أما دير السريان فظهر في القرن السابع.
بداية من منتصف القرن الرابع الميلادي. وبعد الغارة الثانية للبربر علي المنطقة سنة 434م. بدأ تفكير الرهبان يتجه لبناء حصون يحتمون داخلها من الغارات ونقرأ في كتاب "هجمات البربر علي وادي النطرون" للأثري سمير وديد جرجس عندما بدأ الرهبان التفكير في بناء حصن يحتمون داخله لم يكن أمامهم نموذج يحتذون به ولا تخطيط يسيرون عليه وإنما بدأوا في انشائه بما يفي بالغرض منه معتمدين علي خبراتهم في معرفة فنون البربر القتالية وأسلحتهم وهيأوا الحصون بما يحتاجونه من مخازن للقوت الضروري وبئر ماء ومدفن وفرن وطواحين لفترة قد تطول عدة أشهر. كما شيدوا داخله كنيسة للصلاة.
عند التنفيذ ظهر أول حصن وأطلقوا عليه اسم البرج ثم الملجأ أو الملاذ وأطلق عليه البعض "برج الملجأ" كما عرِف باسم "الجوسق" وهي كلمة فارسية تعني القصر وهو اللفظ الذي استخدمه المؤرخ ساويرس بن المقفع في كتابه تاريخ البطاركة. ظهر أول برج عقب الغارة الثانية. والمعروف بحصن بيامون في دير أبو مقار. والمذكور في قصة استشهاد التسعة وأربعين شيخا في الغارة الثالثة 444م وجاء في سيرتهم أنه تم دفن جثث الشيوخ الرهبان أول الأمر في مغارة بجوار حصن البيامون ثم نقلت فيما بعد وهو الحصن الذي ذكره حجاجي ابراهيم في كتابه "مقدمة في العمارة القبطية الدفاعية" قائلا: حصن البيامون كان قائما علي مسافة قريبة من دير أبومقار وربما سمي بيامون نسبة إلي القديس أمون إلا أن العديد من المصادر التارخية والجغرافية ترجح نسبته إلي بلدة قديمة كانت في المنطقة بهذا الاسم.
بعد حصن البيامون انتشرت بين رهبان الوادي فكرة بناء الحصون للحماية وأخذت كل جماعة ديرية تبني حصنها الخاص الذي يحميها من غارات البربر وبدو الصحراء العابرين وأيضا من الرمال والأتربة ووحوش الصحراء واستقرت كل جماعة بجوار حصن تحيط به قلاليها ومنشوبياتها. وبعد الغارة الثالثة أصبح لكل دير حصن عبارة عن مبني مرتفع رباعي الأضلاع مكون من ثلاثة طوابق علي الأقل يقام بالقرب من الكنيسة الرئيسية للجماعة الديرية. حتي يمكن وقت الخطر الهرب بسهولة من الكنيسة إلي الحصن وغالبا ما تم الإستعانة بسلم متحرك يستخدم كقنطرة أو جسر "معبر" يؤدي إلي الحصن قائما علي السور الشمالي للكنيسة وهذا الجسر كان متحركا يثبت أحد طرفية في عتبة باب الحصن ويرتكز الطرف الثاني إما علي سطح الكنيسة المجاور له أو علي بناء منفص وهذا الطرف مثبت فيه سلسلة حديدية أو حبل سميك متصلا ببكرة من الخشب او المعدن داخل الحصن بحيث يمكن رفعه من داخل الحصن بشد السلسلة علي البكرة فتجذب طرفه الثاني إلي الحصن وبذلك يتم غلق المعبر وراء آخر الرهبان الملتجئين إلي الحصن وغالبا ما كانت توجد كنيسة في الدور الأخير من الحصن يطلق عليها كنيسة الملاك ميخائيل تشفعا بحمايته لهم "ترسم أيقونات الملاك ميخائيل وهو يدوس الشيطان بأقدامه".
اتخذ البناء الداخلي لهذه الحصون شكل مسقط أفقي واحد حيث يوجد دهليز أو ممر طويل يقسم كل طابق إلي صفين من الغرف الصغيرة المسقوفة بأقبية مروحية أو نصف برميلية تفتح جميعها علي الممر.
امتازت هذه الأسوار بمناعتها حتي تحمي ما بداخلها من الغارات. فقد ارتفعت إلي 14 مترا تقريبا وسمكها من أسفل 3 أمتار ويظل يضيق كلما ارتفع حتي يكون مترا واحدا في الأعلي وقبل نهاية السور من الداخل يوجد ممشي بعرض متر يمكن للرهبان من خلاله مراقبة الحركة الخارجية من خلال نوافذ مختلفة الأشكال. فمنها المخروطي والمربع والمستطيل والمدبب الرأس والنصف مستدير ويسند السور من الداخل دعامات معشقة فيه أثناء البناء لإطالة عمر السور وحمايته من الاعتداءات الخارجية وبنيت هذه الأسوار من الحجارة غير المشذبة وقليل منها بني بالطوب اللبن مثل سور دير أبومقار واستخدمت الطفلة مع الجبس للربط بين الحجارة.
أما مدخل الأسوار فاتبعوا فيه نظام المنازل المملوكية السائد في القاهرة الفاطمية حيث يكون عبارة عن دخلة مرتدة في حوائظ السور السميك. مكونة من تجويف يصل عمقه إلي متر تقريبا وبه باب خشبي سميك مصفح بأحزمة وأشرطة حديدية لتقويته وزيادة متانته. ويتكون من ضلفة واحدة كبيرة يجاوره مبني حراسة عبارة عن ممر قصير يغطيه قبو نصف برميلي وتوجد غرفة أعلي كتلة المدخل تعرف ب "المطعمة" استخدمت في أوقات الامان لانزال الطعام والماء للبدو العابرين الذين يطلبون مؤونة من الدير. وسميت هذه الغرفة أيضا الراقوبة أي غرفة المراقبة حيث يجلس بها راهب يراقب الخارج لانذار اخوانه بقدوم خطر وتوجد في أعلي السور فتحة تسمي الحطابة تستخدم في رفع الحطب الذي يشتريه الرهبان من البدو وهذه واضحة في دير الأنبا بيشوي في نهاية الجهة الشرقية من السور.
تذكارات
* الأحد 26 أمشير- 5 مارس: نياحة القديس هوشع النبي وهو واحد من الاثني عشر نبيا في العهد القديم. واستشهاد القديس صادوق ومعه 128 آخرين في بلاد فارس "إيران" في القرن الثالث الميلادي بعد رفضهم أمر الملك بهرام بن سابور السجود للشمس.
* الاثنين 27 أمشير- 6 مارس: نياحة القديس أوسطاثيوس بطريرك أنطاكية سنة 330م في منفاه في مدينة فيلبي المقدونية.
* الثلاثاء 28 أمشير- 7 مارس: استشهاد القديس ثاؤدوروس الرومي بعد رفضه عبادة الأوثان في عهد الامبراطور الروماني دقلديانوس.
* الأربعاء 29 أمشير- 8 مارس: استشهاد القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا "أزمير" بتركيا تلميذ القديس يوحنا الحبيب سنة 167م. في عصر الاضطهاد الرابع تحت حكم الامبراطور الروماني مرقس اوريليوس انطونيوس 161- 180م وفي عصره استشهد أيضًا يوستينوس الفيلسوف في فلافيا نيابوليس "نابلس حاليا" وبلاندينا في ليون بفرنسا.
* الخميس 30 أمشير- 9 مارس: العثور علي رأس القديس يوحنا المعمدان حيث كان مدفونا في منزل الملك هيرودس في بيت المقدس وذلك في زمن القديس كيرلس أسقف أورشليم- القدس.
* الجمعة 1 برمهات- 10 مارس: نياحة القديس نركيسوس أسقف بيت المقدس سنة 222م واستشهاد القديس الكسندروس الجندي في عهد الأمبراطور الروماني مكسيميانوس الذي أمر بقطع رقبته بعد رفضه التبخير للأصنام وتذكار الأنبا مرقورة الأسقف في عهد البابا كيرلس الثاني البطريرك ال 67 للكرازة المرقسية 1078- 1092م.
السبت 2 برمهات- 11 مارس: استشهاد القديس مكراوي أسقف أشمون جريس بالمنوفية في القرن الثالث الميلادي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.