قال الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن الحديث عن الشائعات حديث يجب أن يعيه كل عاقل حتي تسلم له الحياة وحتي يطمئن علي المجتمع الذي يعيش ويتربى فيه فيعمل على محاربة الشائعات لاستقرار للمجتمع وعدم الخوض مع الخائضين في الاخبار المختلقه التي لا تمت إلى الحقيقة بصلة. وأضاف العواري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حارب الشائعات حربًا لا هوادة فيها وأراد أن يحصن المجتمع المسلم من أي أكذوبة تعمل على خلخلة استقراره وأمنه وسلامته. وتابع: حينما سئل الرسول من الصحابي الجليل، الذي قال يارسول الله أئنا لمؤاخذون بما تتكلم به ألسنتنا فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا من حصائد ألسنتهم، كلام اللسان يورد صاحبه موارد الهلكة إن كان ليس له أي فائدة وإن كان خبرًا مكذوبًا ليس له في واقع الأمر مايؤيده، وفي حديث آخر قال عليه الصللة والسلام، إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا إلا وهوى بها في النار سبعين خريفا. وأوضح أن الكلمة الكاذبة تدمر مجتمعًا بأثره، والكلمة الصادقة عليها من البراهين والأدله مايبين صدق وقوعها، تبني مجتمعًا بأثره وتعمل على أمنه واستقراره،، مبينًا أن النبي قال من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه. ونوه إلى ضرورة عدم نشر الأخبار الكاذبة لعدم نقلها من الناس إلى بعضهم البعض الأمر الذي يثير الفتن في المجتمع وضياع أمنه واستقراره، مشددًا على ضرورة أن نقتدي بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله امرئٍ إذا تكلم غنم وإن سكت سلم. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها رواق الجامع الأزهر، مساء اليوم الاثنين، تحت عنوان "الشائعات وخطورتها على استقرار المجتمعات" وحاضر فيها، الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف على الرواق الأزهري، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر. وتأتي الندوة ضمن سلسلة ندوات "شبهات وردود"، التي تستهدف تعزيز التواصل بين علماء الأزهر وجمهور الرواق الأزهري، والحث على تهذيب النفوس، وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية، والإسهام في توعية أبناء المجتمع. وتعد هذه الندوة في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لكافة أبناء الأزهر بمختلف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمس همومهم، والبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية.