قال الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن استخدام الشائعات في الحرب من باب الكذب الجائز من أجل خداع الأعداء، مبينًا أن الشرع أجاز ذلك كما أجاز الكذب على الأعداء. وأضاف العواري، أنه يجوز أن نقول أنه كذلك إذا كان ال‘طن لا يمتلك من المعدات والأسلحة مثل دولة العدو جاز إخبارهم، بأنه يوجد لدينا أسلحة ومعدات، لأن هذا الأمر من الممكن أن يرد الأعداء عن الوطن. وتابع: الحرب خدعه والشرع أجاز في موقع الحرب الكذب لخداع العدو، الأمر الذي يحقق أمنًا وسلما للوطن الذي نعيش فيه، مبينًا أنه في غزوة الأحزاب حينما قال الصحابي الذي أسلم ولم يعلم أصحابة بإسلامه، للرسول صلى الله عليه وسلم يارسول الله إن قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني إن شئت، فقال له الرسول خذل عنا مااستطعت. وبين أن الحرب في الاسلام ليست أصلًا وإنما ضرورة وطالما ضرورة تأخذ حكم الضرورات. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها رواق الجامع الأزهر، مساء اليوم الاثنين، تحت عنوان "الشائعات وخطورتها على استقرار المجتمعات" وحاضر فيها، الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف على الرواق الأزهري، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر. وتأتي الندوة ضمن سلسلة ندوات "شبهات وردود"، التي تستهدف تعزيز التواصل بين علماء الأزهر وجمهور الرواق الأزهري، والحث على تهذيب النفوس، وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية، والإسهام في توعية أبناء المجتمع. وتعد هذه الندوة في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لكافة أبناء الأزهر بمختلف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمس همومهم، والبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية.