قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، إن الشائعات من الأمور الخطيرة، لذا نصح الرسول أحد الصحابة فقال أمسك عليك لسانك وابك علي خطيئتك وليسعك بيتك، مبينًا أن الباحثون عن النجاة هم المؤمنون حقًا وهم الذين يسعون الي الخلود في النعيم. وأضاف الهدهد، خلال ندوة شبهات وردود، المقامة برواق الجامع الأزهر، أن حديث الرسول يعد خارطة طريق لكل من أراد سبيل النجاة في الحياة من هذه الشائعات، مشيرًا إلى أن الشائعة أدت الي زلزال في الأمة في عهد رسول الله، ولم يستطع ان يصمد أمامها هذا الجيل آنذاك، حينما اتهموا أم المؤمنين عائشة بالزنا، وهذا يدل علي خطر الشائعة الشديد. وتابع: حينما ارجف بعض مروجي الشائعات في المدينة أن أم المؤمنين عائشة قد وقعت في الزنا، تأثر النبي بذلك تأثرًا واضحًا، وبعد ذلك انزل الله تبرأة السيدة عائشة في قرآنه. وأوضح أن الله قال في كتابه، "إذ تلقونه بألسنتكم..، والتلقي لا يكون بالسان، وإنما ذكره هنا ليبين أن الشائعة تلقتي من اللسان إلى اللسان وهكذا، كما أن الشائعة تتعاظم وتكبر سريعا، ذاكرًا قول الله عز وجل "إن اللذين يحبون أن تشيع الفاحشة في اللذين آمنوا لعنوا في الدنيا والآخرة"، وهذا جزاء من يشيع الفاحشة ويروج للشائعات بين الناس فهو ملعون في الدنيا والآخرة. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها رواق الجامع الأزهر، مساء اليوم الاثنين، تحت عنوان "الشائعات وخطورتها على استقرار المجتمعات" وحاضر فيها، الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف على الرواق الأزهري، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر. وتأتي الندوة ضمن سلسلة ندوات "شبهات وردود"، التي تستهدف تعزيز التواصل بين علماء الأزهر وجمهور الرواق الأزهري، والحث على تهذيب النفوس، وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية، والإسهام في توعية أبناء المجتمع. وتعد هذه الندوة في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لكافة أبناء الأزهر بمختلف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمس همومهم، والبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية.