شهدت الفيوم فى الفترة الأخيرة ارتفاع عدد ضحايا اختناق الغاز وكذلك تكرار مثل هذه الحوادث دون توقف منذ بداية فصل الشتاء وزيادة استخدام السخانات التى تعمل بالغاز الطبيعي ومواقد التدفئة بأنواعها الحديثة والتقليدية ورغم تعدد الأسباب واختلاف بعضها عن غيرها يبقى الغاز هو القاسم المشترك في مختلف الحالات وتشير أصابع الاتهام إلى شركة الغاز وعدم القيام بالصيانة الدورية المطلوبة ومتابعة الوصلات داخل الشقق والمنازل واستخدام السباكين في التنفيذ بدلا عن الفنيين المدربين لتقليل مثل هذه الحوادث. وكان مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية قد حذر من استخدام سخانات الغاز الطبيعي ووسائل التدفئة خلال فصل الشتاء في أماكن عديمة التهوية ما قد ينتج عنها تسرب غاز أول أكسيد الكربون شديد الخطورة والذى يؤدى إلى الوفاة حال استنشاقه بكمية كبيرة. موضحا أنه ينتج من احتراق غير مكتمل للمنتجات التى تحتوى على الكربون مثل المنتجات البترولية والغاز الطبيعى ويصفه المركز ب(القاتل الصامت)لكونه ليس له لون او طعم أو رائحة وقابل للاشتعال ويصنف بأنه غاز مميت، فعندما يتجمع الغاز في منطقة محصورة كالحمامات يدخل الى الجسم عبر الجهاز التنفسي ثم يصل إلى الدم فيرتبط حينها بجزيئات الهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء مانعا وصول الأكسجين فيخنق الجسم وتكون النتيجة هى الوفاة وقد ينتج من استخدام أدوات تدفئة بدائية مثل (المنقد)ويؤدى الى نفس سبب الوفاة. وأصبح أهالى الفيوم ينتظرون يوما تلو الآخر ضحايا جددًا لهذا القاتل والذى أودى بحياة العديد من الأسر ولكن وصلت الأمور لذروتها عندما حصد اختناق الغاز أرواح عشرة مواطنين في يوم واحد وذلك عندما عثر الأهالى بمساكن التعاونيات بمنطقة كيمان فارس على أسرة كاملة مكونة من 6 أفراد الاب محمد .م.ج (60)سنة والام زمزم ح.م (50)سنة وأبنائهم الأربعة شهد وشاهندة ومروان وحبيبة .وفي نفس اليوم تم العثور على عروسين بعد زفافهما ب3أيام متوفيين في شقتهما بمنطقة الساحة الشعبية بمدينة الفيوم. وكذلك تم العثور على احمد .ي.ع مدرس ثانوى وزوجته متوفيين بعد اصابتهما باختناق الغاز. وأكد مفتش الصحة أن سبب الوفاة فى جميع الحالات هو الاختناق بالغاز. يقول الدكتور علاء العشيرى مدير مستشفى الفيوم العام ورئيس لجنة الصحة بحزب الوفد بالفيوم أن غاز الكربون الموجود في الوقود والذى ينتج من الاحتراق غير الكامل ويكثر التعرض له في فصل الشتاء بسبب البرودة والحاجة إلى السخانات والتدفئة يمثل خطورة على حياة المواطنين فهو ينتج عن تسريب الافران والمداخن ومواقد الغاز ومواقد الحطب، ولكن الاكثر شيوعا هو التسريب من سخانات المياه التى تعمل بالغاز الطبيعي وهذه السخانات بها وحدة داخلية داخل دورة المياه وأخرى خارجها واذا انسدت هذه المدخنة يتم الاحتراق غير الكامل للوقود في عدم وجود الأوكسجين فينتج غاز أول أكسيد الكربون الذى يستنشقه الانسان دون أن يشعر بوجوده. وأوضح أن هناك اسعافات أولية يجب اتباعها من خلال نقل المريض سريعاً الى مكان جيد التهوية ورفع الساقين لأعلى على عدة وسادات لضمان وصول الدم إلى القلب والعلاج بالاكسجين بنسبة 100%لفترة طويلة لمحاولة إنقاذه. ويقول رجب عبدالسلام منصور بالمعاش إن تعنت شركة الغاز والاخلال بتعاقداتها مع المشتركين وعدم التزامها بالتركيب والصيانة هو السبب الرئيسى لمثل هذه الحوادث فأنا تعاقدت مع الشركة منذ عام 2016 على تركيب سخان وبوتاجاز لمنزلى بمدينة سنورس وقمت بسداد إيصال مصاريف التركيب والأدوات المطلوبة وذهبت إلى الشركة فقالوا لى إن الشركة تعمل في منطقة أخرى وسوف نقوم بالتوصيل قبل الشتاء وهكذا حتى مر عام على التعاقد ففوجئت بهم يطلبون إيصال صيانة وانا لم اقم بالتركيب من الأساس وفى مرات أخرى لا يوجد فنيون وفى هذه الحالة يقوم بعض المواطنين بالتركيب عن طريق سباكين غير مدربين وفى الشقق التى تم التركيب فيها لا يوجد صيانة للوصلات من الشركة وما زلنا نعانى من عدم الاهتمام بحياة المواطنين رغم تكرار الحوادث في أنحاء المحافظة.