خلال فصل الشتاء البارد يحتاج الناس إلى وسائل للتدفئة ليواجهوا بها برودة الشتاء القارس، لكن ذلك أفضى إلى تسرب “القاتل الصامت” الذي يتسلل إلى الضحايا في هدوء وصمت ويتركهم وقد فارقوا الحياة دون ضجيج؛ هذا القاتل الصامت حصد أرواح أكثر من “10” مواطنين في يوم واحد. منهم عروسان في قرية سنتماي بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية وأسرة كاملة من 6 أفراد بالفيوم، ثم أسرة كاملة من 5 أفراد في إمبابة بمحافظة الجيزة. وكشفت المعاينة المبدئية أن الضحايا لقوا مصرعهم نتيجة تسرب لغاز السخان، وتبين وجود أثار لرائحة الغاز تسربت لهم أثناء نومهم، بالإضافة إلى 5 آخرين. وأمام تزايد معدلات الضحايا؛ يحذر مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، من استخدام سخانات الغاز ووسائل التدفئة التقليدية خلال فصل الشتاء في أماكن عديمة التهوية، ما قد ينتج عنها تسرب غاز أول أكسيد الكربون، شديد الخطورة. ووصف المركز في بيان أصدره مؤخرا، غاز أول أكسيد الكربون ب”القاتل الصامت” لكون ليس له لون أو رائحة وقابل للاشتعال، موضحًا أنه ينتج من احتراق غير مكتمل للمنتجات التي تحتوي على كربون مثل المنتجات البترولية والغاز الطبيعي. وحول مخاطر التعرض إلى هذا الغاز، أوضح المركز أنه يمنع وصول الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم، ويؤثر على عضلة القلب ووظائف المخ الحيوية ما قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، أو فقدان الوعي وتشنجات وإغماء في بعض الحالات. “5” محظورات وحدد مركز السموم 5 محاذير نظرًا لتزايد عدد الإصابات أو الوفاة بغاز أول أكسيد الكربون وهي ” عدم إحكام إغلاق نوافذ المطبخ والحمامات، وعدم استخدام البوتاجاز لتدفئة المنزل، وعدم استعمال أي مصدر للإشعال أو مفاتيح الكهرباء عند الشك في وجود تسرب للغاز، وعدم استعمال أي مولدات للكهرباء خاصة التي تعتمد على البنزين أو الجاز في مكان مغلق”. ووجه المركز نصائح للمواطنين تتعلق ب”القاتل الصامت” من بينها التأكد من كفاءة سخانات الغاز والبوتاجازات من حيث مصادر التهوية وعدم انسدادها، بالكشف عنها بصفة دورية من عمال الصيانة من الشركات المتخصصة. وأضاف المركز: “في حالة وجود سخانات غاز في الحمامات يجب وجود مصادر جيدة للتهوية وتركيب شفاطات.. وعند حدوث صداع أو دوخة أو شعور بالغثيان أو إغماء أو تشنجات أو شعور ببعض الآلام في الصدر أو صعوبة في التنفس يجب التوجه إلى أقرب مركز سموم فورًا”. ونصح المركز المسعفين بفتح جميع نوافذ المنزل ووضع كمامة على الفم والأنف حتى لا يصاب عند التعامل مع حالات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، بالإضافة إلى نقل المصاب إلى أقرب مستشفى تخصصي ووضعهم على أكسجين 100%.