الرئيس السيسي: زيادة معدلات تشغيل ذوي الهمم ودمجهم بسوق العمل    طريقة الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني ل مسابقة معلم مساعد فصل في 12 محافظة    منها إجازة عيد العمال وشم النسيم.. 11 يوما عطلة رسمية في شهر مايو 2024    رئيس جهاز بني سويف الجديدة يتابع مع مسئولي "المقاولون العرب" مشروعات المرافق    وزير التعليم العالي يستقبل مدير المجلس الثقافي البريطاني لبحث آليات التعاون المُشترك    برعاية «ابدأ».. إطلاق أول صندوق للاستثمار الصناعي المباشر في مصر    ختام دورات ترشيد استخدام مياه الري وترشيد استخدام الأسمدة المعدنية بالوادي الجديد    وزير الإسكان: جار تنفيذ 64 برجاً سكنياً بها 3068 وحدةو310 فيلات بالتجمع العمراني "صوارى" بالإسكندرية    البنك المركزي: تسوية 3.353 مليون عملية عبر مقاصة الشيكات ب1.127 تريليون جنيه خلال 4 أشهر    مفتي الجمهورية ينعى الشيخ طحنون آل نهيان فقيد دولة الإمارات الشقيقة    توقع بإدراج إسرائيل الشهر المقبل على القائمة السوداء للأمم المتحدة    القرم ترد على تلميح كييف بقصف جسرها: «إشارة للإرهاب»    غرق عشرات الإسرائيليين في البحر الميت وطائرات إنقاذ تبحث عن مفقودين    وزير الخارجية السعودي يدعو لوقف القتال في السودان وتغليب مصلحة الشعب    أهالي الأسرى الإسرائيليين يقطعون طريق محور أيالون بتل أبيب    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين    قمة روما ويوفنتوس تشعل الصراع الأوروبي    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    صباح الكورة.. الزمالك يفاوض ساحر دريمز وتطورات تجديد عقد نجم ريال مدريد ونجم الهلال يقتحم حسابات الأهلي    بسبب معاكسة فتاة.. نشوب مشاجرة بين طلاب داخل جامعة خاصة في أكتوبر    ارتفاع درجتين.. تفاصيل طقس الأقصر اليوم    حملات أمنية ضد محاولات التلاعب في أسعار الخبز.. وضبط 25 طن دقيق    ماس كهربائي.. تفاصيل نشوب حريق داخل مخزن ملابس في العجوزة    "فى ظروف غامضة".. أب يذبح نجلته بعزبة التحرير بمركز ديروط بأسيوط    القبض على 34 شخصا بحوزتهم مخدرات بمنطقة العصافرة بالإسكندرية    ماذا حقق فيلم السرب في أول أيام عرضه داخل مصر؟    عصام زكريا ل "الفجر": مهرجان القاهرة السينمائي أكبر من منافسة مهرجانات وليدة واسمه يكفي لإغراء صناع الأفلام    كيف تحتفل شعوب العالم بأعياد الربيع؟    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الأحد.. «أرواح في المدينة» تعيد اكتشاف قاهرة نجيب محفوظ في مركز الإبداع    على طريقة نصر وبهاء .. هل تنجح إسعاد يونس في لم شمل العوضي وياسمين عبدالعزيز؟    أول تحرك برلماني بشأن الآثار الجانبية للقاح كورونا «أسترازينيكا» (تفاصيل)    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    البصمة ب 1000 جنيه.. تفاصيل سقوط عصابة الأختام المزورة في سوهاج    المركزي يوافق مبدئيا لمصر للابتكار الرقمي لإطلاق أول بنك رقمي"وان بنك"    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    ارتفاع حصيلة قتلى انهيار جزء من طريق سريع في الصين إلى 36 شخصا    نشاط الرئيس السيسي وأخبار الشأن المحلي يتصدران اهتمامات صحف القاهرة    فاتن عبد المعبود: مؤتمر اتحاد القبائل العربية خطوة مهمة في تنمية سيناء    تشغيل 27 بئرا برفح والشيخ زويد.. تقرير حول مشاركة القوات المسلحة بتنمية سيناء    دعاء النبي بعد التشهد وقبل التسليم من الصلاة .. واظب عليه    «هونداي روتم» الكورية تخطط لإنشاء مصنع جديد لعربات المترو في مصر    الكشف على 1361 مواطنا ضمن قافلة «حياة كريمة» في البحيرة    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    طريقة عمل الآيس كريم بالبسكويت والموز.. «خلي أولادك يفرحوا»    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفرعون المصرى يقتنص الأوسكار.. وروما والكتاب الأخضر الأكثر جوائز
نشر في الوفد يوم 25 - 02 - 2019

أعلنت جوائز الأوسكار فى دورته ال 91 والمقام على مسرح «دولبى» فى مدينة «لوس أنجلوس» الأمريكية.
وتتميز نسخة هذا العام بكونها الأولى بدون مقدم رئيسى منذ عام 1989، بعد انسحاب الممثل كيفن هارت، بسبب جدل بشأن تغريدات سابقة له اعتبرت «مسيئة للمثليين».
فاز الممثل الأمريكى من أصل مصرى رامى مالك بجائزة أفضل ممثل عن دوره فى فيلم Bohemian Rhapsody، متفوقا على كريستيان بيل عن فيلم Vice، وويليم دافو عن فيلم At Eternity's Gate، وفيجو مورتينسن عن فيلم Green Book، وبرادلى كوبر عن فيلم A Star is Born. كما حصل الفيلم على جوائز أفضل مونتاج سينمائى، وأفضل مونتاج صوتى، وأفضل مكساج صوتى. رامى يؤكد تفوقه بنيل الاوسكار عن فيلم Bohemian Rhapsody وخاصة أن رامى مالك هو الشخص الأكثر أهمية فى الفيلم، هو الذى يبدّد جميع المخاوف المتعلّقة بمن يصلح لأداء دور فريدى. هزم الرجل كل من راهن على فشله وعلى تقديمه أداءً سخيفًا. تلبّس فريدى بدنيًا وأتقن لغة جسده ولقد ظل مالك مقنعًا فى كلّ لحظة من لحظات الفيلم، وخاصة فى أبرز مشاهده خلال الحفلة: دخوله، تقديمه الاغانى، طريقة خروجه، رقصه، وايماءاته، كل ذلك جعل المشهد تجربة حية حقيقية حرّكته تمامًا كما أشعل فريدى ميركورى يومًا الجماهير فى ويمبلى.. الفيلم سيرة ذاتية عن فرقة الروك البريطانية كوين،يركز الفيلم على حياة المغنى الرئيسى للفرقة فريدى ميركورى، الفيلم إنتاج مشترك بين تونتيث سينتشورى فوكس، ريجنسيز إنتربرايز، جى كى للأفلام، تريبيكا للإنتاج وكوين للأفلام.ومن إخراج براين سينجر وكتابة أنتونى مكارتن وبطولة رامى مالك، بين هاردى، آيدن جيلن، توم هولاندرومايك مايرز ومن المعروف انه خلال تسجيل «صنع فى السماء(الجنة)» سنة 1990، كان فريدى ميركورى يعانى من مرض الايدز، ليستغرق تسجيل هذا العمل وقتا أكثر من المعتاد لأن فريدى كان فى حاجة لأخذ قسط من الراحة من حين لآخر. لكنه، أراد أيضا أن يكون التسجيل كاملا ودقيقا، وأدرك أنه لن تتاح له الفرصة لمراجعة هذا العمل. وباختصار، أراد أن تكون هذه التسجيلات الأخيرة على أحسن ما يرام. الفيلم رصد قصة صعود الفرقة الأكثر نجاحا فى تاريخ موسيقى الروك منذ العام 1970 حتى الوصول إلى الحفلة الشهيرة Live Aid عام 1985..
وكما هو متوقع توج الفيلم المكسيكى Roma للمخرج ألفونسو كوارون، بجائزة أفضل فيلم أجنبى متفوقا على الفيلم اليابانى Shoplifters، والفيلم البولندى Cold War، والفيلم اللبنانى «كفرناحوم»، والفيلم الألمانى Never Look Away. فاز المخرج المكسيكى ألفونسو كوارون بجائزة أوسكار أفضل فيلم عن Roma، وفازت أيضا رين كينج كأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم ألفونسو كوارون الذى عاد فى روما إلى ذكرياته عن نشأته فى مكسيكو سيتى فى أوائل السبعينيات. ومع أن الابداع مقترن دائما بالحرية؛لكن حين يكون السينمائى بصدد تقديم عمل ينتمى إلى أفلام السير الذاتية، فإنّ أول ما يقوم به هو التخلى عن تلك الحرية، واضعا سقفًا لخياله وطاقاته الإبداعية؛ وبفضل الحساسية الشديدة الاستثنائية لحياة ألفونسو كوارون، فإن فيلم روما هو فيلم ذاكرة لجمال غير عادى يدفع إلى الأمام فيما اعتدنا أن يبقى عادة فى الخلف؛على خلاف صُنّاع الفئات الأخرى من الأفلام؛ومن ثمة أصبح على ألفونسو كوارون تطويع الواقع بما يحمله من رتابة وملل وتباطؤ وفق رؤيته الفنية، وإعادة صياغته وتقديمه بأسلوب فنى ممتع ومثير للانتباه والاهتمام؛ لذلك نجده يأخذ من الأحداث البسيطة بذرة لبنائه الدرامى، بل ويستثمره ويطوره وفق المقومات الأساسية للعمل الفنى السينمائى، مؤسسا عملًا استثنائيا مبنيًا على أقصوصات يومية تقليدية لتفاصيل الحياة البسيطة ،وبالتالى نحن فى فيلم روما امام عمل درامى متعددة الطوابق، السطحى منه هو الجانب الشخص، وما مر به من أحداث والأكثر عمقًا قدرته على التعبير عن الرؤية الفنية لما يريد قوله واختتم به فيلمه وهو حريتك وانتزاعها من براثن الوهم وخاصة العاطفى!
وركز فيلم روما الدراما المستوحاة من السيرة الذاتية لفونسو كوارون، على إنشاء حى مكسيكو سيتى الفكرى فى الفترة بين عامى 1970 و 1971، مثل بعض أفلام السيرة الذاتية المنطلقة من الخاص إلى العام، ولكنه هنا يركز على جدلية فلسفة الاختيار من خلال المواقف النسائية التى تمر بها بطلتى الفيلم الأم والخادمة مع تركيز ألفونسو كوارون بشكل أقل على الأطفال أكثر من التركيز على السلوك غير المتزن أحيانًا للكبار من حولهم. بسيطرة مطلقة لمخرج واثق فى ما يفعله. وهو ينظر إلى وجهة نظر غير عاطفية وغير متوقعة لقضايا الأسرة التى قاربت على الانهيار والمثيرة دوما للضجيج؛ ولأن المخرج فى العقد الخامس من عمره فلديه قدرة خاصة على طرح رؤيته عن عالم طفولته الداخلى بكل ما توحى من انفعالات عاطفية، بمنظور شخصى متورط أحيانا فى شخصنة الأمور؛وفى أحيان عديدة تجاوزه إلى رؤية عامة للمحيط العالق
به ليتم التأكيد مرارًا وتكرارا على النقاط المتقاربة للمراقبة عن قرب من خلال عمليات الاستعراض البصرى على مستوى الشارع إلى الطائرات النفاثة التى تحلق فوق المدينة بشكل كبير، مما يخلق قوة دفع بين الحياة السريعة اللاهثة والحياة الهادئة. المشهد الطويل فى المرحلة الاولى من الفيلم نجد كوارون مصورا البيت الفوضوى والمريح فى نفس الوقت بمنطقة روما ممثلا شريحة من الطبقة المتوسطة حين ذاك، حيث نشأ المخرج بينما نرى أربعة أطفال فى سن المدرسة ثلاثة أولاد وفتاة؛ الأم صوفيا «مارينا دى تافيرا أم نشيطة ولكنها لا تجيد السواقة؛ أما والده فطبيب منشغل يعلن أنه سيذهب إلى كيبيك لبضعة أسابيع؛ لديهم كلب كبير يترك الكثير من فضلاته فى ممر السيارات.وهناك الخادماتان كليو وأديلا، اللتان تعتبران فى نفس الوقت رمزا لرفاهية الأسرة وتعبران عن الحياة الاخرى والفقر فى نيو مكسيكو، يعتنين بلا كلل أو ملل وبعمل شاق بالأطفال، إنها رمز لمعاناة طبقية يرصدها بشاعرية المخرج ألفونسو كوارون الذي يركز فى بناء فيلمه الدرامى على المواقف الانسانية بدلًا من الاثارة فى تناول الاحداث؛ مستعرضا بعض الحكايات الجانبية مثل الحديث عن كيف قتل طفل فى الشارع بالرصاص لإلقائه بالونات الماء فى السيارات؛ وظهور فرقة موسيقية غريبة تسير فى الشارع فى المواقف الحاسمة بالفيلم كرحيل الزوج؛ مع الاشارة إلى أن الجميع يذهب إلى قصر الفيلم متروبوليتان؛ حيث تبدأ مأساة كليو وحملها من البلطجى الشاب الأنانى الذاتى الذى يهرب منها ويهينها بعد ذلك رافضا الاعتراف بالحمل. وتبدو اللقطات الشاعرية للمخرج مصورا مأساة كليو وخاصة أن ألفونسو كوارون يقوم للمرة الثانية فقط فى مسيرته الفنية بالعمل كمصور للفيلم إلى جانب الاخراج، فيستخدم التأثير المعاكس لعمليات القطع السريع للمشاهد ولقطات رد الفعل، خالقا شعورًا مميزا باستمرارية الحياة، مؤكدًا على فرضية أن التجربة الواحدة تؤدى إلى أخرى، لتكون فى النهاية مستودع الذكريات.
والرائع أن يتوج الكتاب الأخضر Green Book لبيتر فاريلى بجائزة أوسكار أفضل فيلم لعام 2019، متفوقا على أفلام Black Panther، وBlacKkKlansman، وBohemian Rhapsody، وThe Favourite، وRoma، وA Star Is Born، وVice. وعلى جائزة أفضل نص سينمائى أصلى.
وفيلم«الكتاب الأخضر» للمخرج الأمريكى بيتر فاريلى، أحد افلام ما يطلق عليه Road movie وفكرة الفيلم يتم تناولها من خلال السائق الذى بدأ رحلته كرجل أبيض متعصب وانتهت بمراجعة أفكاره عن الفروقات بين الأعراق. وهى قصة حقيقية عن عازف البيانو «دون شيرلى» الذى اشتهر فى الخمسينيات والستينيات، ليقدم مباراة فنية بين تمثيل مبهر من قبل اثنين من أفضل الممثلين الأن فيجو مورتينسين المرشح مرتين لجائزة الأوسكار؛ الذى لعب دور السائق الإيطالى الأمريكى فرانك أنتونى فايالونجا، المعروف لدى الجميع باسم تونى ليب، المتقن لعملية الابتزاز الذاتى، والراكب الجامايكى؛ وحصل أيضا الممثل «ماهرشالا» على جائزة الأوسكار كأحسن ممثل ثانٍ لتكون الأوسكار الثانية فى حياته (أول مسلم يفوز بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد لعام 2017 عن فيلم «مون لايت» ) الذى أدى دور الدكتور دون شيرلى، الرجل ذي الكرامة والذى يمتلك الموهبة والحكمة والمال، ومعاناته تكمن من خلال النظرة العنصرية له. الجميل فى الفيلم أن الممثلين جميعًا يكتسبون قوة من بعضهم البعض إلى حد إقناع المشاهد بأن هذه الصداقة التى كانت مستبعدة إلى حد كبير؛ أصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن تحدث؛ وخاصة فى ظل وجود مخرج مدهش قادر على توجيه الفيلم نحو تفاعل المشاهد بموضوع خطير مثل العنصرية فى أمريكا. وهو يسير فى هذا النهج على خطى عمل هام آخر قدمه عام 1998 «هناك شيء ما عن ماري» فهو يصور كل كادر ويهتم بكل جمل حوارية حتى يوصلك إلى ما يريد قوله. ويبدأ التصاعد الدرامى فى فيلم «الكتاب الأخضر» عندما يتم إغلاق «كوبا» لمدة شهرين بسبب أعمال التجديد، ويصبح تونى فى حاجة ماسة إلى وظيفة؛ويتم استدعاؤه إلى شقة فوق قاعة كارنيجى حيث يلتقى بالدكتور دون شيرلى.
يقدم الدكتور شيرلى نسخة من كتاب Negro Motorist Green Book، المعروف باسم «الكتاب الأخضر»، هو دليل السفر السنوى الذى يقدم الطعام للمسافرين السود فى القرن العشرين؛ وهو نتاج الانقسامات العرقية
العميقة التى تسببها قوانين جيم كرو. ويبدأ الصراع الدرامى بين التكوينة الشخصية للبطلين مع تقدم الرحلة،واذا كان مورتنسن يسيطر على المشاهد فى بداية الفيلم، إلا أن دكتور شيرلى فى النهاية الشخصية الأكثر انخراطًا فى التعامل مع تعقيدات الرجل الذى لا يبدو مقبولًا تمامًا فى العالم الأبيض أو الأسود. ومع أن دكتور شيرلى علمه كيف يكتب خطابات أكثر رقيا وشاعرية لزوجته وبأسلوب أدبى مميز،إلا أن تونى ليب كان فيلسوفه الذى غير حياته عندما قال «أيًا كان ما تفعله، فافعل ذلك بنسبة 100٪»؛ لتصبح فلسفة ابطال «الكتاب الأخضر» وأجمل ما فى الفيلم أنه ينقلك إلى أدق التفاصيل فى الستينيات من القرن الماضى، من خلال الرحلة؛ ولقد حاول المخرج بنعومية ودون إقحام على الأحداث والسيناريو إظهار مدى براعة « دون شيرلى » التى أظهرت فى تسجيلاته فى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين مع التركيز فى الحوار على إبراز تأثير التدريب الكلاسيكى الذى تلقاه فى طفولته لينتج موسيقى جمعت أصواتًا شعبية وكلاسيكية.
واستكمالا لما حدث فى الجولدن جلوب والبافتا فازت الممثلة البريطانية أوليفيا كولمان بالجائزة عن فيلم The Favourite، متغلبة على كل من ليدى جاجا فى A Star Is Born، وجلين كلوزفى The Wife، وياليتزا أباريتشيو فى Roma، وميليسا مكارثى فى Can You Ever Forgive Me?.
الطريف أنها قالت إن جلين كلوز مثلها الأعلى لفترة طويلة ولم تكن تقصد الفوز بدلا منها وهى من كانت رائعة فى فيلم الزوجة.. أوليفيا كولمان ممثلة بريطانية حصلت على جائزة البافتا 4 مرات، مثلت فى فيلم المرأة الحديدية حيث مثلت دور الملكة إليزابيث الثانية وفازت بالجولدن جلون بجائزة أفضل ممثلة فى فيلم موسيقي/كوميدى والبافتا واخيرا الاوسكار هذا العام عن دور الملكة آنّ التى أصبحت ملكة إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا؛وحين توليها المنصب، فضّلت آن حزب المحافظين المعتدلين الأكثر قربًا لمشاركة آرائها وأفكارها الدينية عن معارضيهم فى حزب اليمينيين. وقد أصبح اليمينيون أكثر قوة خلال فترة حرب الخلافة الإسبانية إلى عام 1710م الذى استَبعَدَتْ فيه الملكة آن كثيرا منهم من منصبهم. وقد تدهورت صداقتها الوطيدة بسارة تشرشل، دوقة مارلبورو، نتيجةً للخلافات السياسية.ابتُليت الملكة آن بصحة معتلة طول حياتها، فبداية من ثلاثينيات عمرها وفيما فوق أخذت تعانى بشكل متزايد من العرج والسمنة. ومع أنها حمَلَتْ سبع عشرة مرّة من زوجها جورج، أمير الدنمارك، إلا أن أبناءها ماتوا جميعا فى حياتها.
وتوج BlacKkKlansman بجائزة أفضل نص سينمائى مقتبس وبذلك يمنح المخرج سبايك لى أول جائزة أوسكار بعد مسيرة ممتدة، أحداثه تقع فى سبعينيات القرن العشرين فى كلورادو سبرينجس، وتتبع أول محقق أسود فى شرطة المدينة أثناء محاولته اختراق وفضح الفرع المحلى من منظمة كو كلوكس كلان. هو اسم يطلق على عدد من المنظمات الأخوية فى الولايات المتحدة الأمريكية منها القديم ومنها ما لا يزال يعمل حتى اليوم ،تؤمن هذه المنظمات بالتفوق الأبيض ومعاداة السامية والعنصرية ومعاداة الكاثوليكية ومارست التعذيب كالحرق على الصليب لاضطهاد من يكرهونهم مثل الأمريكيين الأفارقة وغيرهم.
واستطاع فيلم First Man لداميان شازيل اقتناص جائزة أفضل مؤثرات بصرية من غريمه القوى Avengers: Infinity War. فيلم First Man قدم ليشاهد سُكان العالم الأرضى الحلم البشرى يتحقق على شاشات التلفزيون؛ حيث تقدّم آرمسترونج وسار بخطواتٍ على سطح القمر، حيثُ قال بعدَها مقولةً خالدةً توجّه بها فى بثٍّ حيٍّ ومباشر إلى جميع سكّان الأرض: «إنها خطوة صغيرة لإنسان، لكنها قفزة جبارة للجنس البشرى. لينضم فيلم أول رجل (First Man) إلى قائمة افلام الفضاء ولكن الجميل انها حقيقية.
واقتنص فيلم Period. End of Sentence جائزة أفضل وثائقى قصير،وهو يتناول أحوال النساء وتعاملهن مع فترة الحيض فى منطقة ريفية بالهند، فيما تركز مواضيع الأفلام الأربعة الأخرى على اللاجئين، والرعاية التلطيفية، والعنصرية، والأفكار النازية. وتوج فيلم Spider-Man: Into the Spider-Verse بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، ليصبح أحد مخرجيه بيتر رامسى أول صانع فيلم من أصحاب البشرة السمراء يفوز فى هذه الفئة.الفيلم مقتبس عن شخصية مايلز مورالس سبايدرمان من قصص مصورة لمارفل كومكس؛ وتقع أحداث الفيلم فى أكوان متعددة مشتركة تسمى بال «سبايدر-فيرس» (Spider-Verse)، والتى تتميز بعوالم بديلة مختلفة. والفيلم من إخراج بوب برسيتشيتى.
فازت المغنية والممثلة ليدى جاجا بأوسكار أفضل أغنية أصلية عن أغنية Shallow من غنائها مع برادلى كوبر فى فيلم A Star Is Born.شارك جاجا فى تأليف الأغنية كل من مارك رونسون، وأنثونى روزوموندو، وأندرو ويات.؛ أدت جاجا عرضًا للأغنية برفقة برادلى، وأصبح كلاهما الأكثر تداولًا على twitter عالميًا.ولقد فاجأنا برادلى كوبر بأول إخراج له مع رابع فيلم يبنى على الحكاية الكلاسيكية التى يبدو أن هوليوود مهووسة بها، لكن بشكل يمس روحك بكل عمق. كما يضيف كوبر مع شريكيه فى التأليف إيريك روث وويل فيتيرز اختلافًا آخر كبيرًا فى هذا الفيلم عبر إظهار البطلين كشخصين متعاونين، ويكتشفون علاقتهما بعمق أكبر من أى من الإصدارات السابقة لهذه القصة مما يحافظ على التوازن بين القصتين المتداخلتين على مدار الفيلم. يقدم الفيلم موضوعًا أساسيًا حول معنى أن تكون فنانًا، والذى يستخدم لتفسير السبب وراء كون آلى شخصًا مميزًا للغاية. وكما يقول البطل فى الفيلم: «الجميع فنانون، الجميع يملكون موهبة فى شيء ما. لكن ليس لدى الجميع ما يقوله».ويلعب كوبر دور النجم الذى ينطفئ نجمه ويعيش الدور بكل تفاصيله،. ومما يساعد فى إنجاح أدائه هو أنه فى الواقع مغنٍ جيد جدًا لدرجة مفاجئة، وأستطيع منافسة ليدى جاجا وجعلنا نصدق أنه يمتلك خبرة توازيها. ويركز الجزء الاخير بالكامل على ردود الفعل العاطفية وتتويج العلاقة المحورية للفيلم. وآلية كيف تتفاعل مع كل ما حدث لجاجا، ابتداءً من صعود حياتها المهنية وعلاقتها مع البطل، وتتوج بأفضل أغنية فى الفيلم والتى فازت بها بالأوسكار. وخاصة أن برادلى كوبر نجح فى جعل ال 20 دقيقة الأخيرة مفعمة بالحياة والجمال مع أداء موسيقى من ليدى جاجا محطم للقلوب يجعللك لا تتوقف عن البكاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.