يختتم مجلس الحوار و العلاقات المسكونية التابع إلى الكنيسة الانجيلية المشيخية، بالتعاون مع كنيسة المجتمع العربي المهرجان الرياضي لهذا العام " الكل كسبان " الجمعة المقبلة , بحضور و مشاركة لفيف من الشخصيات العامة والرموز الإسلامية و القبطية في إطار نشر مبادئ السلام و التعاون و المحبة و التعايش المشترك التى تسعى الكنيسة الانجيلية لنشرها بين أطياف المجتمع المصري. تعود كلمة " المسكونية" من أصل يوناني و تعنى الدعوة إلى توحيد الصفوف المختلفة و قد أنشات بادئ الامر من أجل توحيد الكنائس المسيحية المختلفة تحت مبادئ الكتاب المقدس و تعاليم السيد المسيح و تحقيق التعاون وهو مصطلع مسيحي, يشير إلى تحقيق الوحدة الدينية و احترام الاختلافات الجوهرية و البارزة بين أبناء الطوائف و المذاهب و الديانات المختلفة و يسعى لتحقيق الوحدة عن طريق الدعوة إلى المشاركة الروحانية. واستخدم هذا المصطلح تاريخيًا للإشارة إلى الإمبراطورية الرومانية و قد تأسس أول المجالس المسكونية تحت مسمى " مجمع نيقية الأول " نسبة ً إلى مدينة نيقية التي تقع في الشمال الغربي لآسيا الصغرى و تم افتتاحه بحضور رموز العالم المسيحي آنذاك و الامبراطور قسطنطين الأول و بدأ أولى الجلسات في مايو عام 325م, بمشاركة أساقفة الشرق الاوسط و العالم العربي, وجاءت فكرة إنشاء المجمع "المسكوني الأول " بناء على تعليمات الامبراطور قسطنطين الأول لدراسة خلافات كنيسة القبطية بالإسكندرية بين آريوس واتباعه من جهه وبين الكسندروس الأول وأتباعه من جهة أخرى حول طبيعة يسوع وهى أبرز الخلافات بين مختلف الطوائف المسيحية آنذاك , نتج عن مجمع نيقية إصدار أول أشكال قانون الايمان المسيحي وبدأت علاقة الكنيسة بالسلطة بالتشكل بعد أن كانت كيانا دينيا خالصا, وبعد ثلاثة قرون من تطور الفكر المسيحي واختلاطة بالأفكار والأديان, برز عمل المسكونية او الحوار لتقريب العالم المسيحي ، وفتح باب التبادل الفكري والنقاش اللاهوتي بين الطوائف المسيحية بالاضافة إلى تقريب الفكر وكسر الحواجز التاريخية الموجودة بين الطوائف , وعلى الرغم من محاولات المجمع الأول في تحقيق الوحدة إلا انه لم يلقى نجاحًا و لا يحقق هذا الهدف آنذاك, على عكس المجالس المسكونية الحالية التى تحرص و تسعي لتحقيق المحبة و السلام من خلال تنظيم المهرجانات الثقافية و الرياضية و الروحية بين جميع المذاهب و الاديان. وفي نفس السياق فقد شهدت الكنيسة الانجيلية خلال الايام الماضية العديد من مراسم التعاون و الوحدة و لعبت دورًا بارزًا في تحقيق صور التعايش و المحبة من خلال الندوات و مجالس الحوار الوطني الذي يجمع الاختلافات على مائدة نقاش واحدة لابراز معاني الوحدة و ترسيخ مبادئ الوطنية فهذا العام منذ مطلعة شهد العديد من المحاولات الانسانية من أجل الوحدة و نشر السلام و تحقيق اهداف "المسكونية "الحوار مرورًا بلقاء مجلس الكنائس المصرية و أسبوع الصلاة من أجل الوحدة والحوار الديني الأبرز في التاريخ المعاصر بين البابا فرنسيس و فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب بالامارات التى من شأنها تعزيز الحوار الانساني في مواجهة الأفكار المتشددة و نشر المحبة و السلام.