كتب - حمدى مبارز: منذ 1 ساعة 38 دقيقة تحت عنوان "مواجهة سياسية جديدة فى مصر بعد حكم الدستورية"، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تعقيبا على الحكم الذى أصدرته اليوم المحكمة الدستورية العليا ببطلان البرلمان، وعدم دستورية قانون العزل السياسى. ورأت الصحيفة أن الحكم سيعيد الأمور فى مصر إلى نقطة الصفر، ووصفته بأنه حلقة جديدة فى إطار المواجهة المشتعلة بين التيار الإسلامى المتصاعد، وبقايا النظام البائد بزعامة الرئيس المخلوع والمسجون حاليا "حسنى مبارك" . الدستورية تشارك فى الهجوم على الإخوان وأضافت الصحيفة أن المحكمة الدستورية العليا التى يوجد بها متعاطفون مع نظام مبارك المخلوع، بدت وكأنها تشارك مباشرة فى هجوم قانونى وشرعى على جماعة الإخوان المسلمين التى استحوذت على البرلمان، ويقترب مرشحها "محمد مرسى" من الفوز بانتخابات الرئاسة فى جولة الإعادة المقررة يومى السبت والأحد المقبلين. نوايا العسكرى ونقلت الصحيفة ما كتبه" حسام بهجت" مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، على الإنترنت تعليقا على الحكم، حيث قال "إن ما حدث هو انقلاب عسكرى ولكن بشكل سلس". وأضاف أن الحكم بطلان مجلس الشعب يعنى أن الرئيس القادم أيا كان، سيحكم بدون وجود برلمان، كما أنه سيكون له نفوذ على انتخاب البرلمان الجديد فى المستقبل، كما أنه ،أى الحكم، يثير العديد من التساؤلات حول نوايا المجلس العسكرى تجاه الديمقراطية، خصوصا أن الجمعية التأسيسية التى تم تشكيلها لصياغة الدستور الجديد أصبحت محل شك". واشار إلى أن الحكم بحل أول برلمان منتخب بنزاهة وشفافية فى تاريخ مصر، سيشعل الصراع بين المحكمة التى قدمت نفسها بشكل متزايد على أنها أداة ضد الإسلاميين، وبين الإخوان المسلمين. شرعية مرسى وأضافت الصحيفة أن الحكم غير قابل للطعن كونه صادرا من أعلى سلطة قضائية فى مصر، ولكن المؤكد انه سيثير موجة من الغضب الشعبى، ولا زال الكل ينتظر موقف المجلس العسكرى الذى يحكم البلاد منذ تنحى "مبارك" . وقالت الصحيفة ان الحكم سيفتح باب الجدل حول شرعية ترشح "محمد مرسى" لانتخابات الاعادة ، خصوصا ان ترشحه مبنى على وجود حزبه فى البرلمان الذى أصبح باطلا. وأكدت الصحيفة أن الحكم واجه انتقادات كبيرة من قبل المدافعين عن الديمقراطية والحريات والحكم المدنى. الحكم إجهاض للديمقراطية ونقلت الصحيفة عن "شادى حامد" مدير الابحاث فى مركز "بروكنجز الدوحة" للدراسات قوله:" إن الحكم من منظور ديمقراطى، هو أسوأ نتيجة لا يمكن تخيلها"، حيث إن البرلمان المنتخب ديمقراطيا كان أفضل وأهم خطوة فى تحول مصر نحو الديمقراطية، والآن أصبح هناك شك فى إمكانية التحول الديمقراطى، ووصف الحكم بأنه ضد الديمقراطية". وقال "حامد"، إن الحكم يؤكد قوة قبضة الجيش واصفا ما حدث بأنه "انقلاب سلمى". الإخوان لازالوا يسيطرون ورغم أن جماعة الاخوان المسلمين هى المتضرر الأكبر من الحكم، حيث ستفقد 100 عضو من أعضائها البالغ عددهم 235 عضوا فى مجلس الشعب، إلا أنها ستظل صاحبة اكبرة كتلة برلمانية فى المجلس حتى بعد خروج ال 100 نائب، ويظل التيار الإسلامى مسيطرا فى ظل وجود التيار السلفى. وقالت الصحيفة إن جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، لم يردا بعد على الحكم، الا انه من المحتمل ان يتم رفض حل البرلمان فورا، باعتبار ان القرار لا اساس له من الشرعية . انسحاب مرسى ونقلت الصحيفة عن احد قيادات جماعة الاخوان المسلمين قوله:" إن الجماعة تدرس انسحاب مرشحها "محمد مرسى" من انتخابات الإعادة. واشارت الى ان الحكم سيبطل الجمعية التأسيسية التى تم تشكيها منذ ايام لصياغة الدستور ، ومن بينها اعضاء من مجلس الشعب . وتحدثت الصحيفة عن "احمد شفيق" وعلاقته بالنظام السايق والرفض الشعبى له ، خوفا من اعادة النظام السابق برموزه ورجال الاعمال الذين ساعدوه فى جولة الانتخابات الاولى ، الا ان مؤيدى "شفيق" يرون انه القادر على كسر قوة الاسلاميين المهيمنين على البرلمان وانه قادر على اعادة الاستقرار . تحديات شفيق وختمت الصحيفة بأنه حتى اذا فاز "شفيق" فى انتخابات الاعادة، فإنه سيواجه العديد من التحديات الصعبة، اهمها ارتباطه بالنظام السابق الذى يساعده حاليا فى الانتخبات، بالاصافة الى انه متهم فى نظر الكثيرين فى قضايا فساد وكذلك قتل الثوار.