كتبت_ هدير إسماعيل: في لقائها ببرنامج صباح النور على قناة ctv، قالت الكاتبة الصحفية سمية عبدالمنعم، في حوار حول اللغة الأم في يومها العالمي، إن تسليط الضوء على اللغات الأم في أنحاء العالم، يعيدها إلى بؤرة الاهتمام ويجعلها تطفو على السطح، فاللغة العربية الفصحى والتي تمثل اللغة الأم في منطقتنا العربية إنما هي مهملة في كافة البلاد العربية، فقد طغت الكثير من اللهجات على ألسنة المتكلمين بالعربية، فأصبحت تلك اللهجات مشتقة من اللغة العربية والقبطية والهيروغليفية واللغات الأجنبية، فلا توجد لغة فصحى خالصة تستخدم نطقًا. وأوضحت "سمية" ، أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي مهما تعددت لهجاتها إلا أنها تقرب بين شعوب العالم، فاللغة العربية الفصحى وخاصًة الميسرة يتواصل بها العرب إذا ما تعثر عليهم فهم لهجاتهم بينهم. وأكدت "عبدالمنعم" أن أسباب عدم الاهتمام باللغة العربية الفصحى ترجع إلى: الإعلام والتعليم والأسرة ودورها في التنشئة، فالمناهج التعليمية تقدم اللغة العربية في نصوص جامدة تجعل الطالب ينفر منها، كما يقدم النصوص في صور صعبة ومعقدة وعقيمة، والمعلم نفسه غير مؤهل للتواصل مع الطالب ولا يملك ملكة إيصال المعلومة بوسائل متطورة وتتناسب مع طبيعة الطالب، مضيفة أن نفور الأطفال من دراسة اللغة العربية يعود إلى المناهج الدراسية العقيمة، التي لا تقدم لهم فائدة واقعية، فالطفل يحتاج لشغف حتى يستطيع أن يتعلم، وهناك بعض الوسائل التي يتعلمها المعلم خلال دراسته، ولكن عند عمله الفعلي لا يطبقها على الرغم من أهميتها لتوصيل المعلومات للطالب، مؤكدة أن الإعلام بكافة وسائله يؤثر بشكل كبير على لغة أولادنا،فتدني لغة الإعلام والسينما والتلفزيون وما يقدم من فن يحمل الكثير من الإسفاف الذي لا يراعي أطفالنا أو ضرورة رقي ما يقدم من ألفاظ ومواد إعلامية، أما الأسرة فهي لا تملك المقومات الأساسية التي تستطيع من خلالها غرس اللغة في أطفالها منذ الصغر. كذلك فإن طغيان التكنولوجيا في المجتمع العربي أدي إلى بُعد الشباب عن اللغة العربية، بالإضافة للمدارس الأجنبية التي ترفض الدراسة باللغة العربية، كما أن الأسرة المصرية والعربية لديها هوس بالغرب وبتعلم تقاليده ولغاته، فقد اعتدنا نقل القشور والشكليات عن الغرب دون محاولة منا لتطويره، ولهذا السبب أصبح المجتمع العربي مجتمعًا مستهلكًا ومقلدًا وليس منتجًا. وأضافت سمية عبدالمنعم أن هناك سببًا آخر وراء لهاث الأسر خلف اللغة الأجنية وإلحاق أطفالهم بالمدارس الأجنبية واستخدامها مع أطفالهم حتى في كلامهم اليومي، وهو المظاهر وفكرة أن ذلك شكل من أشكال التحضر، بالإضافة إلى متطلبات سوق العمل التي تفرض على الشخص تعلم أكثر من لغة، وهذا ما جعل خريجي دراسات عليا يقعون في بعض الأخطاء منها الأخطاء الإملائية، أبسطها وضع الهمزات، فانبهار المجتمع العربي بالمجتمع الغربي يؤدي إلى اختفاء الهوية العربية بأكملها. فيما قالت إن كل خبراء التربية يؤكدون أن الطفل حتى الخامسة يجب ألا يدرس سوى لغته الأم حتى يكتسبها بشكل كامل ثم يبدأ في إكسابه اللغات الأخرى وهو ما يجعل اكتسابه اللغات الأخرى أسرع وأسهل. وعن الحلول أكدت "سمية" أننا نحتاج لمشروع قومي ينهض باللغة بالفصحى تتشارك فيه كل مؤسسات الدولة . قائلة إن القراءة هي أهم وسائل التقرب إلى اللغة الفصحى وخاصة قراءة الأدب والشعر ، وهو ما يجب على كل أم فعلت مع نفسها ثم مع أطفالها، مستردة أننا بحاجة لإحياء مشروع القراءة للجميع من جديد، ذلك المشروع القومي رائع الذي كان يصدر الثقافة والمنتج الثقافي إلى كل بيت بأقل الأسعار. مضيفة أننا أيضًا نحتاج لعدد من المسابقات الأدبية والعلمية على المستوى المحلي والعلمي، تشترط كلها استخدام اللغة العربية الفصحى مما يعد حافزًا لناطقي اللغة العربية على اكتسابها وإحيائها من جديد، كذلك فإننا لابد وأن نحاول تحويل لغتنا إلى لغة عالمية وذلك بإجبار السياح على تحدث اللغة العربية ببلادنا مثلما تفعل الكثير من البلاد الأجنبية، وهو ما يجعل السائح شغوفًا بتعلم اللغة العربية.