[شفيق ولا مرسي ؟.. خناقة في كل بيت] كتب: عادل عبد الرحيم منذ 1 ساعة 30 دقيقة تسود الأجواء الأسرية في مصر حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي، مع هبوب عواصف سياسية رعدية تصل إلى حد السيول المحملة بالشتائم والاتهام بالخيانة واللكمات إذا لزم الأمر عفوا أعزائنا القراء لم يكن هذا تقرير الأرصاد الجوية عن حالة الطقس المتوقعة غدا، بل كان وصفا موجزا للخلافات الحادة التي تنشب داخل كل بيت حاليا بسبب عدم الاتفاق على اختيار رئيس مصر القادم. فبعد أن كان اختلاف أفراد الأسرة ينصب في أغلب الأحوال على تشجيع فريقي الأهلي أو الزمالك، وفي بعض الفترات حول تأييد موقف "ريدج" أم "كارولين" أبطال المسلسل الشهير "الجريء والجميلات"، تحولت اهتمامات أفراد الأسرة للشأن السياسي ،وهو الأمر الذي يعتبره الكثيرون أحد أهم تأثيرات ثورة 25 يناير 2011 التي أجبرت أبناء العائلة الواحدة على حذف أغلب قنوات الأفلام ، والالتفاف حول نشرات الأخبار وبرامج "المعارك السياسية" للوقوف على آخر أبعاد الموقف السياسي ومستقبل البلاد التي لا يعرف أغلبهم إلى أين ذاهبة . ومع انطلاق حرب "تكسير العظام" التي تشهدها الساحة السياسية حاليا في مصر، على خلفية اقتراب معركة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، دبت الخلافات بين أفراد "الغرفة الواحدة" بسبب اختلاف وجهات النظر حول اختيار من يتقلد عرش مصر. عصيان من منازلهم نهى، طالبة بالسنة النهائية بحقوق عين شمس، تقوم كل يوم بتجهيز "مرافعة ساخنة للدفاع عن وجهة نظرها المؤيدة لترشيح د. مرسي، وتستعين بشهود الإثبات من إخوتها الصغار الذين تستطيع أن تضمن ولاءهم ووقوفهم في صفها بسهولة في مواجهة رأي والدها المناصر لشفيق، فيما يبذل الوالدان جهودا مضنية ويحاولان استخدام كافة وسائل التأثير على القرار والتي قد تصل أحيانا للتهديد بقطع "المعونة"، أي المصروف، لإقناع ابنتهما، محامية المستقبل، بأن الفريق هو الأصلح . أما أحمد ياسين، خريج الاقتصاد والعلوم السياسية، فقد قرر رفع راية العصيان السياسي بإعلان مقاطعته لانتخابات الإعادة لتعاطفه الكامل مع د. عبد المنعم أبو الفتوح الرجل الذي يظهر في صورة المعتز بالقيم والأخلاق، في الوقت الذي تبدى شقيقته سها تأييدها للإخوان ومرشحهم د.مرسي، فيما يعارض الأبوان اختيارات أبنائهما لأنهما من وجهة نظرهما وجهان لعملة واحدة، ومصر في رأيهما لا يجوز أن يحكمها أشخاص يدينون بالولاء لجماعة ما أيا ما كانت كي يكون عملهم مخلصا لصالح الشعب وليس الانتماء الحزبي . تغيير بجد أما السيدة سهام فقد نشبت خلافات حادة بينها وبين زوجها المؤيد لترشيح الفريق أحمد شفيق، ولا تجد حرجاً في الصياح في وجه زوجها : "كفانا ما عانيناه من رموز النظام السابق.. فكلاهما يدين بالولاء الكامل للرئيس السابق الذي قامت الثورة لخلعه ، فيما تعلن الزوجة، التي تعمل بإحدى قطاعات وزارة الكهرباء، تأييدها لمرشح الإخوان بعد إعطائها صوتها لحمدين صباحي في الجولة الأولى الذي يعبر، في رأيها، عن نبض رجل الشارع المصري ولإحساسها بقربه أكثر من مشاكل المواطنين وانحيازه فيما يبدو للطبقة الكادحة، والتي ترى أن الإخوان هم الأقرب لنفس المنهج من مرشح النظام الذي ساهم على مدار 30 عاما في ظلم الفقراء وتهميشهم . وبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول الحكم على كل من المرشحين لخوض معركة الإعادة، تبقى حالة الجدل السياسي داخل أفراد الأسرة الواحدة كظاهرة اجتماعية إيجابية تستحق التسجيل والدراسة، وقبل كل هذا يجب أن يضعها الرئيس القادم لمصر أيا كان اسمه أو انتمائه في حساباته، فالشعب المصري تغير فعلا، والمواطنون بعد 25 يناير يختلفون تماما قبل هذا التاريخ الفاصل في حياة الأمة .