كتبت - رشا فتحي : منذ 1 ساعة 31 دقيقة مازالت اللجان الشعبية إحدى أيقونات الثورة، مع عودتها إلى ميدان التحرير مرة أخرى منذ السبت الماضي.. فمع المليونيات تتشكل بالميدان العديد من اللجان، فهناك لجنة تكون مسئولة عن دخول المتظاهرين شباب وفتيات، وأخرى تكون مسئولة عن القبض على أي من مثيري الشغب لتجنب حدوث مشكلات، وهناك لجنة متحركة بداخل الميدان لحماية المتظاهرين، ولجان أخرى لعمل ممرات بشرية لمرور السيارات، أو لجان مهمتها عمل حائط بشري لحماية بعض المنشآت.. (الوفد) اقتربت من شباب وفتيات اللجان، الذين تكونت لديهم خبرة في التعامل مع المواقف المتعددة التي تقابلهم في نقاط اللجان الشعبية.. خبير لجان شعبية في البداية يحكي أحمد توفيق، 22 سنة طالب عن تجربته في اللجان الشعبية في ميدان التحرير، قائلا: "أنا أحد أعضاء اللجنة الشعبية المسئولة عن تأمين مدخل شارع قصر العيني، والهدف من وجود اللجان الشعبية في الميدان هو حماية المتظاهرين المحتشدين والتأكد من هويات جميع الوافدين إلى الميدان وتفتيشهم لضمان عدم اندساس أى عناصر مخربة أو خارجة عن القانون بين المتظاهرين". ويبين أحمد أنها ليست المرة الأولى التي يشترك فيها كعضو في لجنة شعبية، لذا توفر لديه الكثير من الخبرة للتعامل مع مواقف متعددة، مثل أن يريد شباب دخول الميدان من أجل إحداث بعض الاحتكاكات وافتعال المشكلات بهدف تشويه سمعة الميدان، وهنا يكون احتواء الموقف بشيء من الحسم وفي نفس الوقت دون تصعيد. ويضيف عن أكثر المضايقات التي يتعرض لها هو وزملاءه: "يرفض بعض الشباب الخضوع للتفتيش أو إطلاعنا على بطاقتهم للتأكد من هويتهم، وهنا نضطر لعدم الموافقة على دخول هذا الشخص لأن كل الشباب المشاركين يعلمون بنظام التفتيش الذي يهدف في الأساس المصلحة العامة، وعدم تعرض أي أحد في الميدان لأي مضايقات أو مشكلات ومن أجل المحافظة على أخلاق الميدان". ملابس غير لائقة أما إيمان عبد الله، 23 سنة وهي مسئولة في لجنة شعبية في شارع مسجد عمر مكرم، فتحكي عن تجربتها: "أقوم مع مجموعة من الفتيات معي في اللجنة بتأمين الدخول والخروج من وإلى الميدان بعد تفتيش الفتيات والتعرف على هوياتهن، ونقوم بتفتيش الحقائب بهدف مصادرة أي ممنوعات، فهناك بعض الفتيات تحمل معها عصا كهربائية أو أي آلة حادة بهدف التأمين الشخصي، لكننا نرفض الدخول بمثل هذه الأشياء، كما نصادر أي زجاجات عطر أيضا".
وعن أكثر المضايقات التي تحدث لها، فتتمثل في رفض بعض الفتيات الخضوع للتفتيش أو رؤية محتويات حقيبتها، وأيضاً ارتداء بعض الفتيات لملابس غير لائقة بالاعتصام، وغالباً هذه الفئة تأتي من أجل دخول الميدان لإحداث بعض الاستفزازات والمشكلات بهدف تشويه سمعة الثوار. مشكلة الباعة الجائلين ويروي محمود علي، 24 سنة محاسب عن تجربته قائلاً: "أغلب الشباب الموجودين لا يسعون لأي مكاسب شخصية، بقدر إصرارنا على إكمال ثورتنا". وعن طريقة العمل في اللجان يقول: "نقوم بتحديد ساعات معينة لكل مجموعة، بحيث يتم تأمين الميدان على مدار 24 ساعة أي نقسم العمل على دوريات، ويتم اختيار أعضاء اللجان الشعبية من أعضاء في أحزاب أو حركات سياسية أو ائتلافات شبابية أو شباب متطوع غير مسيس، ويكون بين المجموعات أكواد معينة للتعارف فيما بينهم أو "بادج" معين للتأكد أنه أحد الأفراد المسؤولة عن التأمين في اللجنة". ويشير محمود إلى أن الباعة الجائلين هم أكثر مصادر المشكلات بداخل الميدان، لأنهم يصرون على الدخول برغم أننا نحدد مكانا لتجمع الباعة الجائلين إلا أنهم لا يلتزمون بذلك، ويحاولون تشويه الصورة السلمية للمظاهرات والإساءة للمتواجدين في الميدان.