قالت وزير مفوض الدكتورة هالة جاد، مدير إدارة المعلومات والتوثيق بجامعة الدول العربية، إن الجامعة نجحت في تقديم سلسلة من الندوات والفعاليات الهامة بمعرض الكتاب في يوبيله الذهبي لإبراز دورها الغير نمطي، وتعريف الجمهور أن الجامعة لها أنشطة في مختلف مجالات العمل العربي المشترك وليس فقط من الناحية السياسية. وأضافت جاد في حوارها ل"الوفد"، أن الجامعة أهدت زوار جناح ضيف الشرف كتب في إطار مبادرة كتاب لكل زائر، ولم تقم ببيع أية كتب لأنها منظمة دعائية وليست شرائية، فهي لا تسعى للربح، مناشدة الدول والشعوب العربية أن يتشبثوا ببيت العرب، فهو الملاذ والملجأ لنا جميعًا. وإليكم نص الحوار:- حدثينا عن مشاركة جامعة الدول العربية باليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب؟ مشاركة متميزة فقد حرصنا منذ البداية أن تكون لها شكل مختلف لإظهار صورة عن الجامعة غير النمطية والمعتاد عليها، ونحن نجحنا في تحقيق هذا الهدف من خلال محورين هم جناح جامعة الدول العربية كضيف شرف، وسلسلة من الفعاليات والندوات الثقافية التي عُقدت ونظمتها الجامعة على مدار فترة انعقاد المعرض في مختلف المجالات. وماذا عن جناح جامعة الدول العربية لأول مرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب؟ عملنا على إظهار تاريخ الجامعة العربية والظروف التي أدت إلى إنشاءها والأنشطة التي تعمل فيها الجامعة، ويتميز الجناح بمبادرتين هامين جدًا في المجال الثقافي والمعرفي، الأولى هي كتاب لكل زائر فالجناح سياسته دعائية وليست شرائية. ونحن فضلنا أن الجمهور العام ياخذ كتاب مجانًا، ولاقت نجاح كبير والزوار أقبلوا عليها وتنقسم المبادرة ل3 أقسام، الأول مجموعة كبيرة من التبرعات لبعض الدول العربية الأعضاء بالجامعة ساهمت بها في جناح ضيف الشرف، والثاني إصدارات متنوعة من مؤسسات العمل العربي المشترك وهم الأذرع الفنية للجامعة، والثالث من إصدارات الأمانة العامة للجامعة في مختلف المجالات، لأن هناك بعض الباحثين يبحثون عن كتب مُحددة في مجالات الاقتصاد والأعمال والزراعة والصناعة، وكل هذا يوجد لدينا. والمبادرة الثانية بالجناح، هي مكتبة لكل جهة نائية في الدول العربية النائية التي لا تصل لها مكتبات وكتب، لذا فكرنا في إنشاء مكتبات متنقلة أو ثابتة في هذه الجهات والمبادرة بالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب، وسيتم التبرع بعد الانتهاء من المعرض بعدد كبير من المجموعات المكتبية لتلك الجهات النائية بالدول العربية، وتحديدها من خلال دراسة مسحية هنقوم بها بعد المعرض. ما هي الأركان الرئيسية بجناح الجامعة العربية؟ يحتوي على ركن ذاكرة وثائقية للتعريف بذاكرة الجامعة كاملةً في إطار مشروع توثيق ذاكرة الجامعة العربية، تعرض الوثائق التأسيسية للجامعة والميثاق وتصديق الدول ال7 المؤسسة للجامعة عام 1945، وأيضًا ذاكرة بريدية لطوابع بريد منتقاه من متحف البريد العربي الكائن بمقر الجامعة بميدان التحرير من أهمها مجموعة إصدارات الدول المؤسسة للجامعة. ذاكرة فوتوغرافية تظهر منذ إنشاء الجامعة وتوقيع الميثاق حتى ما قبل الميثاق ومشاورات الوحدة العربية التي قام بها مصطفى النحاس واللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام سنة 1944، كل هذا نُظهره في شكل غير تقليدي. ويوجد ركن هام جدًا للأرشيف الصحفي نال استحسان كبير، يعرض كتاب ضخم لُقب في الصحافة المصرية بأضخم كتاب بالمعرض وهو يحتوي على 5000 وثيقة صحفية أرشيفية، كل ما نشر عن الجامعة من عام 1943 حتى 2015، تم إصداره من قبل الأمانة العامة للجامعة عام 2015 بمناسبة العيد ال70 للجامعة. وفي عام 2020 سنخرج كتاب أضخم منه يبرز تاريخ مسيرة العمل العربي المشترك منذ ظهور فكرة الوحدة القومية ومشاورات الوحدة العربية والمؤتمر العربي العام حتى عام 2020 العيد الماسي للجامعة. ماذا قدمت الجامعة العربية من خلال ندواتها بمعرض الكتاب؟ قدمنا سلسلة ندوات وفعاليات ثقافية نجحت في إبراز دور الجامعة الغير النمطي للجمهور العام البعيد عن البُعد السياسي، من ضمنها ندوات عن الشباب والمرأة والطفلة، ومكافحة الإرهاب والفساد والمعلومات، وندوة هامة عن قضية فلسطين والقدس عربية، فكل هذا يظهر للجمهور أن الجامعة العربية لها أنشطة وفعالية في مختلف مجالات العمل العربي المشترك وليس فقط من الناحية السياسية. لماذا لم تقوم الجامعة العربية ببيع الكتب بجناحها واقتصرت على إهدائها للجمهور؟ لأننا منظمة غير ربحية ولا نسعى للربح، وسياسة الجناح دعائية وليست شرائية. ما تعليقك على معرض الكتاب في دورته ال50؟ شهد نجاح غير مسبوق ونحن سعداء بحلول الجامعة العربية ضيف شرف هذا العام لعدة أسباب، أهمها تزامنه مع اليوبيل الذهبي لأهم معارض الكتاب الدولية بالشرق الأوسط، وإقامته في أرض المعارض الجديدة وهي نقلة حضارية كبيرة، فخورين أننا جزء من هذا النجاح ونهنئ جمهورية مصر العربية على انعقاد اليوبيل الذهبي تلك الدورة الاستثنائية بهذا النجاح المبهر، والإقبال الهائل للجمهور الذي انعكس بطبيعة الحال على إقبالهم على جناح الجامعة، فهذه الدورة نقلة حضارية كبيرة أخذت المعرض لأفاق أُخرى ونتمنى أن يظل على هذا المنوال. كيف تري مستقبل الثقافة في مصر؟ معرض الكتاب أظهر لنا إقبال الجمهور وأنه لا زال شبابنا بخير ومُقبل على القراءة وتثقيف الذات، وتجلى هذا في الجناح فكان هناك إقبال شديد على مبادرة كتاب لكل زائر، فنقل المعرض للمكان الجديد سيأخذ الثقافة لبُعد أخر ويرتقي بها. ما رأيك في مشاركة دور النشر العربية بالمعرض؟ فخورين أن المعرض يجمع عدد مهول من دور النشر العربية، ونحن لاحظناه ولمسناه ونتمنى استمرار العدد وزيادته في السنوات القادمة. هل هذه هي المرة الأولى التي تحل فيها الجامعة العربية كضيف شرف لأحد معارض الكتاب الدولية؟ لا، الجامعة شاركت كضيف شرف لمعرض فرانكفورت للكتاب عام 2004، وكانت مشاركة متميزة خاطبنا خلالها الغرب وعرفناه بالثقافة والحضارة العربية. ماذا عن الدور الثقافي للجامعة العربية؟ الجامعة لها دور ثقافي في التنوير ونشر المعرفة، وسيستمر بعدة أوجه ومستمرين في إهداء مجموعات كبيرة من الكتب سنويًا للدول العربية الأقل نموًا بالتالي الجامعة تشارك بدور ثقافي هام، وبيت العرب سيظل محتفظًا بدوره في نشر المعرفة وأيضًا أدوار كثير في كل المجالات الإنسانية الأخرى. في النهاية، وجهي كلمة للدول والشعوب العربية؟ تشبثوا ببيت العرب، فهو الملاذ والملجأ لنا جميعًا.