عشت عمرى كله أحلم بهذه الثورة لأسباب ثلاثة..أولاً لكى تتخلص مصر من حكامها اللصوص العملاء موتى الضمير فتستطيع أن تنهض من جديد وتستعيد مكانتها بين الأمم وثانياً من أجل الأغلبية المعدمة من الشعب التى تعانى من أجل لقمة العيش بعد أن حرمهم النظام اللص من أبسط الحقوق كالعلاج والزواج وفرصة العمل وثالثاً لأنى أرفض أن أكون ساكتاً عن الحق كالشيطان الأخرس وأنا أعلم أن الله سيحاسبنى على ذلك يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، فا لفساد الذى ضيع عمرالشعب ومستقبل عياله ودمر مصر وخربها لايمكن أن يرضى به مؤمن بالله صاحب ضمير حى وفطرة سليمة ..وعندما انتفض شعب مصر شجاعاً غير خائفٍ من زبانية الظلام غير عابئ بسطوتهم وقسوتهم وسلاحهم أصبح الشرفاءعلى استعداد للتضحية بالروح من أجل أن تنجح الثورة ويصبح الحلم حقيقة..فما الذى حدث بعد ذلك ؟ لقد ضيع الأداء الردئ البطئ للمجلس العسكرى كل الفرص لتحقيق أهداف الثورة طوال عام ونصف العام كما قام باستدراجنا للمهاترات والصراعات والتشرذم والمعارك المفتعلة فحدثت المذابح والخسائر فى الممتلكات والأرواح ..ثم أنه لم يكتف بذلك بل وسمح لشفيق رجل النظام الذى ثارت مصر عليه بالاندساس فى انتخابات الثورة ليحول حلمها إلى كابوس جديد.. المجلس العسكرى وهو يفعل ذلك لم يكن يحمى الثورة بل يحمى النظام الذى قامت الثورة عليه. والمؤسف كل الأسف أن نسبةً من الشعب الذى قامت الثورة من أجل انقاذه من العذاب والهوان ومن أجل ان يحيا بعدل وكرامة تقف هذه النسبة التى لايستهان بها ضد الثورة والثوار وتؤيد أتباع النظام الفاسد الذى جوّعها وأذلها ..لا أكاد أصدق أن يدافع المذبوح عن ذابحه أو أن يقف الضحيه فى وجه من أراد أن يسترد له حقه..لقد ضيع هؤلاء على الثورة وقتاً وفرصاً كثيرة كما ضيعت الأنانية السياسية فرصة كبرى حين رفضت القوى الثورية أن تتوحد فخسرت وخسرت الثورة بسببها وليس أقل من أن يعملوا الآن على تدارك مافاتهم ويحافظوا على ماتبقى من الأمل قبل فوات الأوان ولا وقت لمزيد من الجدل العقيم فالثورة الآن أمام فرصتها الأخيرة ولابد من الوقوف صفاً واحداً فى وجه قوى الظلام ممثلة فى مرشح النظام الفاسد وأعوانه..فاختيار شفيق رئيساً هو قتل لحلم التطهير والتغيير لاتظنوا أن شفيق سيجلب لكم الاستقرار ..الحقيقة عكس ذلك تماماً فجلوس شفيق على كرسى الرئاسة كفيل باشعال مصر من أقصاها لأقصاها وهو الذى توعد الثوار بالقتل اذا ثاروا عليه وقال: "العباسية بروفة.. " مما يعنى أنه سيصب الزيت على النار فى وقت ترفضه الثورة وتكرهه كل الرفض والكراهية وهو جزء من النظام الذى ثارت عليه ، شفيق الذى ظل الثوار يُقتلون فى موقعة الجمل لمدة يوم كامل ولم يتحرك لانقاذهم وهو رئيس الوزراء وقال: كنت اظن أن الجمال والخيول ذهبت للميدان لتحتفل بالثورة كيف سيكون هذا الرجل قادراً على اعادة الأمن لمصر فى أربع وعشرين ساعة ..عندما سألوه كيف ستعيد الأمن فى 24 ساعة قال: سأعيد المرور وكأن الأمن هو المرور ؟ رجل هذا مفهومه عن الأمن كيف تتوقعون أن يعيد الأمن ؟ مالكم كيف تحكمون؟! أما الذين يفضلون اختيار شفيق رفضاً للاخوان فهم كمن خشِىَ خطراً غير مؤكد فاستغاث منه بخطر أكيد..على الأقل فالاخوان هم شركاء الثورة والهم والقمع والأحزان التى تعرضت لها مصر على مدى عشرات السنين عارضوا واعتُقلوا وشُوهوا واضطُهدوا وثاروا وقدموا الشهداء والتضحيات فلا يمكن لصاحب عقل أو انصاف أن يتركهم وينتخب النظام الذى أذاقهم وأذاقنا الأمرّين. دكتور مرسى هو خيارنا الثورى الوحيد فى هذه اللحظة من أجل حماية الثورة والحلم من الضياع..فهو شخص صالح ومحترم ومؤهَل قام بتدريس الهندسة فى جامعات العالم ويحفظ القرآن وسيتقى الله فى مصر وشعبها وهوليس مدمن كحول يخرج علينا عبر الشاشات مخموراً وليس لصاً.. وليس من أذناب النظام الفاسد وإذا صار شفيق رئيساً فسيدعمه العسكرى بقوته العسكرية التى دفع الشعب الفقير ثمنها من دمه وستدعمه الفلول بقدرتها المالية وستدعمه اسرائيل عدوتكم وستدعمه أمريكا لمصلحة اسرائيل وسيكون مثل المسمار الصدئ الذى يصعب خلعه إلابكسر اللوح كله .. يعنى إن حاد شفيق عن الثورة ومبادئها وهذا بالطبع ماسيحدث فسيكون ثمن خلعه باهظاً وانظروا الى مايحدث الآن فى سوريا ..أما دكتور محمد مرسى فسيجئ بلا ظهر أوسند الا من الشعب الذى انتخبه فإذا خاب الظن به فسيكون من السهل ابعاده فكروا فى حلم الثورة الذى أوشك أن تتحقق أهدافه وتذكروا ماذا فعل بنا النظام الغابر الذى تخلصنا منه بعد صبر طويل وتضحيات جسيمة فمن الحماقة بل من الخيانة بعد كل ذلك أن نعيد بأيدينا إحياء ذلك الظلم والفساد تذكروا وطنكم وأحلامه ..وحكّموا ضمائركم واعلموا أن صوتنا أمانة وشهادة سيحاسبنا الله عليها ..يرحمنا ويرحمكم الله.