عزيزي القارئ.. هل شاهدت مسرحية «سعدون المجنون» تأليف الكاتب الليبرالي الحقيقي لينين الرملي.. ابن الكاتب اليساري الحقيقي فتحي الرملي الذي قضي في السجون والمعتقلات أطول سنوات عمره أيام الملكية.. وحينما أصبحت الشيوعية «موضة» أيام خروشوف وعبدالناصر حتي فتحوا جريدة «المساء» برئاسة خالد محيي الدين كجريدة يسارية.. هنا اعتزل فتحي الرملي الحياة السياسية فقد رأي الموضوع تهريجا والمبادئ سبوبة لأكل العيش!!!! مسرحية «سعدون المجنون» بطولة يحيي الفخراني وأمينة رزق وأبوبكر عزت وأحمد راتب وهالة فاخر.. تتلخص في أن يحيي الفخراني من الشباب الذين خدعتهم ثورة يوليو وغسلت عقولهم واستغلت اندفاعهم الشبابي!!! وان جمال عبدالناصر سيلقي إسرائيل في البحر!!! وقامت حرب 1967 وأكمل أحمد سعيد في صوت العرب علي هذا الشاب لكي تطير باقي «أبراج عقله»!!! وتستمر المسرحية الكوميدية بان يحيي الفخراني مصر علي أننا حطمنا كذا مائة طائرة إسرائيلية واقتربنا من تل أبيب.. وخلال الحرب وبعدها بأيام وشهور طويلة يسأل يحيي الفخراني عن إلقاء إسرائيل في البحر!!! وسط جو من الحزن وخيبة الأمل وضياع سيناء والاستيلاء علي قناة السويس.. وفشلت كل المحاولات باقناعه بالحقائق.. وظل «يلبس قميص عبدالناصر» حتي دخل مستشفي الأمراض العقلية!!!.. انتجت هذه المسرحية في أغسطس عام 1993»!! تذكرت «سعدون المجنون» حينما وجدت أن برنامج أحد المرشحين للرئاسة هي مبادئ عبدالناصر!!!.. وأن كل تاريخه السياسي «المشرف»!!! الذي جمع حوله بعض الفنانين والفنانات وطبعا كل اليساريين الذين مثل أيضا سعدون المجنون لم يعلموا بعد أن الشيوعية فشلت وانتهت من العالم كله!!! هذا المرشح كل تاريخه السياسي «المشرف»!!! انه كان يحارب السادات وقاد مظاهرات ضده!!! ووقف ذات يوم في اجتماع عام يحضره السادات يهاجمه بشدة وبصراحة تامة!! وانه تم اعتقاله لاتصالاته بصدام ومعمر القذافي أعداء السادات الذي انتصر واستعاد أرض مصر وقناة السويس!!! تذكرت كل هذا وأنا أشاهد هذا المرشح الذي ظن نفسه سعد زغلول العصر الحديث!!! يحاول ان ينتهز فرصة موقف الناس عامة من مرشحي الإعادة ويريد أن ينتهك القانون فيتنازل له أحد المرشحين!!!.. ثم ينتهز فرصة أحكام القضية الكبري فينزل ميدان التحرير ليحملوه علي الأكتاف!!! ما هذا الذي يحدث في البلد؟؟ لقد كنا نخشي ان تعيدنا «الفلول» إلي الوراء ثلاثين عاما.. فإذا بهذا المرشح في غفلة من الزمن.. ولجهل بعض النجوم من الشباب الذين لم يعاصروا التاريخ.. مع انتهازية اليساريين كعادتهم دائما.. إذا بهذا المرشح يريدنا أن نعود إلي الوراء ستين عاما بدلا من ثلاثين!!! - ما الذي يخبؤه لنا القدر؟!! - اللهم لطفك بهذا الشعب الطيب المؤمن المسكين المغلوب علي أمره دائما.. رحماك يا رب.