كتبت - أسماء محمود: تعتبر رواية "كيميا" ضمن قائمة أهم 10 كتب بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لما تحمله من قصة شائكة، مستوحاة من قصة حقيقية، وتمس رمزا لطالما تحاكت عنه الأجيال، وتوارثت عباراته من زمن إلى زمن، فهو يكشف وفقا للمصادر التاريخية، أن جلال الدين الرومي لم يكن "العاشق الأكبر" كما هو معروف عنه. وشهد معرض الكتاب اليوم، حفل توقيع رواية كيميا، بدار الشروق، لمؤلفها وليد علاء الدين، الذي حاورته الوفد، وكشف لها كيف جاءت فكرة كيميا وما الهدف من سرد قصتها، وإلى نص الحوار... ما هو انطباعك عن معرض الكتاب بمقره الجديد؟ تعتبر هذه الدورة من أفضل دورات المعرض على الإطلاق منذ إنشائه، من حيث التنظيم والمساحة والنظافة والترتيب، ولا ينقصه سوى أشياء بسيطة للغاية، يمكن للقائمين على تنظيمه تداركها فيما بعد. ما هي النواقص غير المتواجدة بالمعرض التي تقصدها؟ هي ضرورة تدريب العاملين في الاستعلامات، والمتطوعين، بشكل أفضل، حتى يتمكنوا من الإجابة على أسئلة الجمهور بالطريقة الصحيحة، ويرشدوهم لما يبغوه، إذ كان لابد تدريبهم على أسلوب الرد، وكان عليهم دراسة المكان جيدا قبل بدئه. وتابع، أن أول انطباع يتوارد في ذهن غير المصريين، من العرب وغيرهم، هو الاستسهال عند الموظفين والشباب المصريين، ولكن حتى وإن كان هذا العمل تطوعي، فهو في النهاية عمل ويجب أخذه على محمل الجد. كيف ترى مقاطعة سور الأزبكية للمعرض هذا العام؟ كلما كثرت المعارض، كلما كان أفضل، ويكون في صالح القارئ، ولكن فكرة الغضب والتذمر مرفوضة، فلا شك أن هذا الجناح يتيح فرصة الإطلاع على الكثير من الكتب القديمة، ولكنه أيضا يعرض كتب دور النشر المزورة، ولكن لابد من أن يكون هناك معايير عامة حاكمة للجميع، ولم يكن يجدر بهم اتخاذ هذا الموقف نتيجة غلاء أسعار تأجير الأجنحة، خاصة وأنهم في النهاية تجار، ويعتبروا حاصلين على الكتب "ببلاش"، لذا كان عليهم الإلتزام بالقوانين مثل بقية الأجنحة، أو الوصول لحل وسط، حتى وإن كان هذا الحل هو تأسيس معرض منفصل بأسعار إيجار أقل. جاءت العديد من الشكاوى عن ارتفاع أسعار الكتب هذا العام.. فما تعليقك؟ أزمة ارتفاع الأسعار بشكل عام، يمكن تقبلها بسلاسة من منطلق أننا دولة غير منتجة تقريبا، ولذلك فإن العملة هي التي تنخفض قيمتها الشرائية، "الكتاب مبيغلاش الجنيه هو اللي بيرخص". ولابد من تغير ثقافة المجتمع الاستهلاكية ككل، لكي نصبح منتجين، ولكن لا نلقي باللوم على المواطن فقط، بينما على سوء تخطيط الحكومة أيضا، التي يجب أن تحدد ما على مصر أن تنتحه لتصدره للعالم بلا منافس، فيعاود الجنيه المصري الصعود، ومن ثم يقل الشعور بالغلاء. من هي كيميا؟ كيميا هي تلك الفتاة البريئة التي عاشت قبل 8 قرون في مدينة قونيا بتركيا، وتربت في بيت جلال الدين الرومي، صاحب المولوية الصوفية الشهيرة، وكان علاء الدين نجله تجمعه بها قصة حب، ولكنه خطفها منه و زوجها لشمس الدين التبريزي، وماتت مقهورة بعد أسابيع قليلة من زواجها، ولم يستدل على وجود قبرها، فهي قهرت باسم الدين والشهرة والحب وأشياء أخرى، فهي بمثابة "محاولة إعادة حق كيميا". وكيف جاءت فكرة كيميا؟ كنت في الأساس في رحلة ثقافية، مكلف بها، لزيارة ضريح جلال الدين الرومي بقونيا، في الاحتفال بمئويته الثامنة من منظمة اليونسكو، لكتابة رحلة عن الرومي، فبدأت الاستعداد لهذه الرحلة، بالقراءة عنه وعن التبريزي، حتى وصلت لشخصية كيميا، التي ظهرت في رواية قواعد العشق الأربعين، بمعلومات مغلوطة وأنها كانت عاشقة لشمس الدين، كما ظهرت أيضا في رواية بنت مولانا، التي ظلمتها أيضا، وعندما سافرت وسألت المرشد عن قبر كيميا، أخبرني بأنها لم تكن شخصية ذات أهمية ولا قبر لها، على الرغم من أن هذا المكان يضم أبناء جلال الدين وخدمه وتلامذته، ومن هنا كانت نقطة التحول للكتابة عن كيميا بدلا من جلال الدين. وهل اعتذرت عن كتابة رحلة جلال الدين الرومي؟ بالفعل اعتذرت عن كتابة رحلة له، وأخبرتهم، مثلما كتبت في الرواية، أنه قد فسدت علاقتي بجلال الدين الرومي تماما بسبب كيميا وما وقع في حياتها. وماذا عن المصادر التي اعتمدت عليها لكتابة الرواية؟ اعتمدت على 14 مرجع أساسي، ذكرتهم جميعا في نهاية الرواية؛ لأني ضد وضع أي معلومة تاريخية فير معروف مصدرها، ولا يصح أن يصل للقارئ معلومات تاريخية غير صحيحة، كما الحال في قواعد العشق الأربعين، فما هو إلا تزييف بإسم الإبداع، ويصعب تصحيح هذه المعلومات الخاطئة لدى القارئ فيما بعد. كما اعتمدت أيضا على كتابات جلال الدين الرومي ذاته، وكتب عنه، بعضها كان ضده وبعضها يؤيده، بالإضافة إلى كتب عن تاريخ هذه الفترة، كونها شديدة الصعوبة، إذ كان المغول على أعتاب العالم الإسلامي. وما هي المفاهيم المغلوطة التي تصححها الرواية عن جلال الدين الرومي؟ الرواية تثبت بالأدلة التاريخية، ومن واقع كتب الرومي نفسه، بأنه ليس "العاشق الأكبر" كما تم تلقيبه، فكيف يكون عاشق وهو يميز بين المسيحيين ويراهم سيئين، وبين اليهود ويراهم غير جديرين بأن يكونوا أسوياء، وبين البوزي، كما أنه يرى نفسه فقط صاحب الفكرة الصحيحة والجميع مخطئ، فضلا عن تسببه في موت كيميا. فإن الصورة التي تم تصديرها عن الرومي من المستشرقين غير صحيحة، ومشكلتنا أننا لا نقرأ سوى ما يختاره الآخرون، ويتن ترويجه عبر وسائل التواصل الإجتماعي. هل يعني هذا أن هدف الرواية هو كشف حقيقة جلال الدين الرومي فقط؟ سعيت من أجل كيميا أن أبين الحقيقة، فأنا لست ضد تنوع الفكر، ولكني ضد أن يسقط الإنسان ضحية لهذا الفكر، وعندما يسقط إنسان ضحية لفكر معين، فواجبي ككاتب أن أوضح الحقيقة وأصحح المفاهيم، فأنا حاولت أن أثبت أنه مهما جاء من أفكار وذهب، فإن الإنسان هو الأهم، فهذه الرواية أكتبها بإسم كيميا ضحية السلطة والدين وبإسم كل الضحايا المماثلين لها. وكم استغرقت من وقت للانتهاء من كيميا؟ 11 سنة مرت بالانشغال بكيميا، إذ كانت الرحلة إلى مقدونيا من 2007، وكان لابد من الرصد