طارق تهامى: سعد زغلول قام بإعداد تنظيم ثورة 19 خلال أربعة أشهر الوفد غير قابل للتكرار واستمراره مائة عام نتيجة طبيعية لعملية تأسيس سليمة أكد الكاتب الصحفى طارق تهامى، سكرتير مساعد حزب الوفد ومدير تحرير جريدة الوفد أن الزعيم سعد زغلول كان يمتلك امكانيات فكرية وسمات شخصية جعلته قادراً على قيادة ثورة 1919 أعظم ثورة فى تاريخ مصر، وأشار إلى أن الحديث عن سعد زغلول باعتباره الشخص الذى قام بتفجير الثورة دون الحديث عن المقدمات التى جعلته يمتلك أدوات الزعامة هو حديث غير كامل ومصاب بعوار النقصان. جاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقاها تهامى فى مسقط رأس الزعيم سعد زغلول بمطوبس تحت عنوان سعد زغلول.. المؤسس والزعيم ونظمتها لجنة الوفد بمطوبس بكفر الشيخ بنادى المعلمين ضمن احتفالات الحزب بمئوية الوفد وثورة 1919، حضر الاحتفال عدد من أبناء مطوبس وقيادات الأحزاب بالمدينة وأعضاء لجنة الوفد. وقال طارق تهامى إن سعد زغلول نشأ فى قرية إبيانة بمركز مطوبس لعائلة ميسورة، ولكن والده كان حريصاً على تعليمه فى كُتاب القرية، ثم التحق بالأزهر الشريف لينتقل إلى مرحلة جديدة لتطوير شخصيته انتهت بانتقاله إلى العمل الفكرى والثقافى والمدنى عندما التقى بالشيخ محمد عبده وتلميذه جمال الدين الأفغانى ليعمل فى صحيفة الوقائع المصرية ليبدأ مرحلة العمل العام، ومن هنا بدأت شخصية سعد زغلول فى الوضوح، حيث عمل بالمحاماة فيما بعد، ثم أصبح وزيراً ليجتمع مع كبار السياسيين وصفوة المجتمع وقادته ليصبح سعد بعد ذلك وكيلاً للجمعية التأسيسية، فتصبح له صفة يتحدث بها فى القضية الوطنية حتى بعد تجميد وإلغاء الجمعية. وأشار تهامى إلى أن حياة سعد زغلول التى سبقت اندلاع ثورة 19 كانت تتميز بمشاركته المستمرة فى العمل العام، فهو لم يولد زعيماً، بل شخص يسعى للنجاح فى حياته الشخصية وعمله، مع الاهتمام بالمشاركة فى العمل العام، فقد شارك فى تأسيس الجامعة الأهلية جامعة القاهرة الآن وكانت الاجتماعات التأسيسية تجرى فى منزله، كما انه قام بالمشاركة فى تأسيس النادى الأهلى كأول نادٍ يتم تأسيسه للمصريين فقط بدون الأجانب. وقال طارق تهامى: عندما تم القبض على سعد زغلول عقب مطالبته وزملاءه بالسفر لعرض قضية استقلال مصر على مؤتمر الصلح بباريس يوم 13 نوفمبر1918، بدأ سعد فى تكوين وتنظيم الجهاز الإدارى لثورة 19، وبالفعل استغرقت هذه المهمة أربعة أشهر منذ نوفمبر1918 وحتى اندلاع الثورة يوم 9 مارس 1919وتمت المهمة فى سرية تامة، وهذا ما يفسر حكاية الطبقات الأربعة للتنظيم الثورى، حيث كان الانجليز يعتقلون قيادات الوفد ليفاجأوا باستمرار الثورة بقيادات أخرى غير معلومة لهم. وأشار تهامى إلى أن التأسيس السليم والعبقرى للوفد هو سر استمراره وبقائه لمائة عام كاملة، مؤكداً أن حرص سعد زغلول على أن يضم الوفد عناصر الأمة المختلفة هو سر قوة هذا الكيان الوطنى الكبير، وقال: الوفد فكرة غير قابلة للتكرار واستمراره مائة عام هو نتيجة طبيعية لعملية تأسيس سليمة. وتحدث فى الاحتفال محمد نجيب زغلول، رئيس لجنة الوفد بمطوبس، وأحد أبناء عائلة الزعيم سعد زغلول، مشيراً إلى أن سعد كان مناضلاً من طراز خاص ونموذجاً يحتذى به فى الصبر والاستمرار فى الكفاح من أجل حرية هذا الوطن، وقال إن لجنة الوفد بمطوبس تتبنى خطة للاهتمام بمنزل الزعيم سعد زغلول فى إبيانة للحفاظ على هذا التراث الوطنى المهم. وقال ماهر وهبان، سكرتير عام لجنة الوفد بمطوبس، إن المحاضرة التى تلقى اليوم تأتى فى إطار وسياق الاحتفال بمئوية حزب الوفد، وقد كنا حريصين على أن نبدأ احتفالات لجان الوفد بالمحافظات من مسقط رأس الزعيم، ابن مطوبس وفخرها. وعقب انتهاء الاحتفال تم تكريم طارق تهامى، سكرتير مساعد الوفد، وحمادة بكر، سكرتير الهيئة الوفدية، وأشرف الحداد، مراسل الوفد بكفر الشيخ. كان طارق تهامى، سكرتير مساعد الوفد، وقيادات الوفد بمطوبس قد قاموا بزيارة منزل الزعيم سعد زغلول بقرية إبيانة لمشاهدة وضعه على الطبيعة تمهيداً لتبنى الوفد إجراءات ترميمه وتحويله لمتحف خاص بالزعيم.