أكد الكاتب الصحفى طارق تهامى سكرتير مساعد حزب الوفد،ومدير تحرير جريدة«الوفد» أن الزعيم سعد زغلول، كان يمتلك إمكانيات فكرية، وسمات شخصية، جعلته قادراً على قيادة ثورة 1919،أعظم ثورة فى تاريخ مصر. وأشار إلى أن الحديث عن سعد زغلول باعتباره الشخص الذى قام بتفجير الثورة، دون الحديث عن المقدمات التى جعلته يمتلك أدوات الزعامة،هو حديث غير كامل ومُصاب بعوار النقصان. جاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقاها «تهامى» فى مسقط رأس الزعيم سعد زغلول بمطوبس،تحت عنوان«سعد زغلول..المؤسس والزعيم» ونظمتها لجنة الوفد بمطوبس بكفر الشيخ،بنادى المعلمين،ضمن احتفالات الحزب بمئوية«الوفد» وثورة 1919. حضرالإحتفال عدد من أبناء مطوبس،وقيادات الأحزاب بالمدينة وأعضاء لجنة الوفد. وقال "تهامي" إن سعد زغلول نشأ فى قرية «إبيانة» بمركز مطوبس لعائلة ميسورة،ولكن والده كان حريصاً على تعليمه فى كُتاب القرية،ثم التحق بالأزهر الشريف،لينتقل إلى مرحلة جديدة لتطوير شخصيته،إنتهت بانتقاله إلى العمل الفكرى والثقافى والمدنى عندما التقى بالشيخ محمد عبده وتلميذه جمال الدين الأفغانى،ليعمل فى صحبفة الوقائع المصرية، ليبدأ مرحلة العمل العام، ومن هنا بدأت شخصية سعد زغلول فى الوضوح،حيث عمل بالمحاماة فيما بعد،ثم اصبح وزيراً،ليجتمع مع كبار السياسيين وصفوة المجتمع،وقادته،ليصبح سعد بعد ذلك وكيلاً للجمعية التأسيسية،فتصبح له صفة يتحدث بها فى القضية الوطنية،حتى بعد تجميد وإلغاء الجمعية. وأشار «تهامى» إلى أن حياة سعد زغلول التى سبقت اندلاع ثورة 19 كانت تتميز بمشاركته المستمرة فى العمل العام،فهو لم يولد زعيماً،بل شخص يسعى للنجاح فى حياته الشخصية وعمله،مع الإهتمام بالمشاركة فى العمل العام،فقد شارك فى تاسيس الجامعة الأهلية(جامعة القاهرة الآن) وكانت الإجتماعات التاسيسية تجرى فى منزله،كما أنه قام بالمشاركة فى تاسيس النادى الأهلى كاول نادٍ يتم تاسيسه للمصريين فقط بدون الأجانب. وقال "تهامي: "عندما تم القبض على سعد زغلول عقب مطالبته وزملاءه السفر لعرض قضية استقلال مصر على مؤتمر الصلح بباريس ،يوم 13 نوفمبر1918،بدا سعد فى تكوين وتنظيم الجهاز الإدارى لثورة 19 ،وبالفعل استغرقت هذه المهمة،أربعة أشهر،منذ نوفمبر1918 وحتى اندلاع الثورة يوم 9 مارس 1919،وتمت المهمة فى سرية تامة،وهذا مايفسر حكاية الطبقات الأربعة للتنظيم الثورى،حيث كان الإنجليز يعتقلون قيادات الوفد،ليفاجأوا باستمرار الثورة بقيادات أخرى،غير معلومة لهم". وأشار إلى أن التأسيس السليم والعبقرى للوفد،هو سر استمراره وبقائه لمائة عام كاملة،مؤكداً أن حرص سعد زغلول على أن يضم الوفد عناصر الأمة المختلفة،هو سر قوة هذا الكيان الوطنى الكبير، وقال :«الوفد فكرةغير قابلة للتكرار واستمراره مائة عام هونتيجة طبيعية لعملية تأسيس سليمة». وتحدث فى الإحتفال محمد نجيب زغلول رئيس لجنة الوفد بمطوبس،وأحد أبناء عائلة الزعيم سعد زغلول،مشيراً إلى أن سعداً كان مناضلاً من طراز خاص،ونموذجاً يحتذى به فى الصبر والإستمرار فى الكفاح من أجل حرية هذا الوطن.وقال أن لجنة الوفد بمطوبس تتبنى خطة للإهتمام بمنزل الزعيم سعد زغلول فى «إبيانة» للحفاظ على هذا التراث الوطنى المهم. ومن جانبه قال ماهر وهبان، سكرتير عام لجنة الوفد بمطوبس، إن المحاضرة التى تلقى اليوم تأتى في إطار الاحتفال بمئوية حزب الوفد، مؤكدًا حرصه على أن تبدأ احتفالات لجان الوفد بالمحافظات، من مسقط رأس الزعيم، ابن مطوبس وفخرها. وعقب انتهاء الإحتفال،تم تكريم طارق تهامى سكرتير مساعد الوفد،وحمادة بكر سكرتير الهيئة الوفدية،واشرف الحداد مراسل الوفد بكفر الشيخ. كان طارق تهامى سكرتير مساعد الوفد،وقيادات الوفد بمطوبس،قد قاموا بزيارة منزل الزعيم سعد زغلول بقرية «إبيانة» لمشاهدة وضعه على الطبيعة تمهيداً لتبنى الوفد لإجراءات ترميمه،وتحويله لمتحف خاص بالزعيم.