تعتبر ظاهرة العنف الأسري، بمثابة تصرفات سلبية تؤثر على قيم ومبادئ المجتمع خاصة في الأوانة الأخيرة، حيث ظهر الكثير من المظاهر العدوانية داخل الكثير من الأسر، ومن هذه السلبيات التي وجدت في الأسرة ظهور فديو لسيدة دفعت طفلها عبر نافذة من الطابق الثالث ليفتح باب الشقة من البلكونة بعد ضياع المفتاح، وتداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى "طفل البلكونة". وفي هذا الصدد قال الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن المشكلات المجتمعية والأسرية وخاصة حادثة "طفل البلكونه" تدل على ضرورة إيجاد أساليب علمية تحارب العنف الموجود داخل بعض الأسر، مؤكدًا أن هذه الحادثة تصرف غير منطقي في تعامل أم مع أبنها. وأضاف "مجدي" في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن هناك أمور تكون في بعض الأحيان خارجه عن إرادة الأهل، فالأم بطبيعتها لا تريد ضررًا لأولادها، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات نتيجة لعدة مشكلات نفسية وأخرى مجتمعية. ولفت استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، إلى أن الأسباب المجتمعية تتمثل في غياب مفهوم الأمومة لدى بعض الأمهات، الأمر الذي أنتج تصرفات سلبية تجاه بعض الأبناء، مشددًا على وجوب عمل حملات توعية وتثقيف مجتمعي، حول استخدام أساليب التفاهم بين الآباء والأبناء ونبذ العنف. ومن جانبه أرجع الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، حادثة "طفل البلكونة" إلى عدة أسباب داخل المجتمع المصري، أهمها الانحدار الثقافي وغياب القيم الاجتماعية داخل الأسرة لكل من الأباء والابناء. وأضاف "فرويز" في تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أن هذه الحادثة نتيجة لإضرابات نفسية لدى الأم، لافتًا إلى أن الضغوطات المتوالية على الأسرة المصرية بداية من ثورة 25 يناير وما خلفته من انحطاط في قيم ومبادئ المجتمع أنتجت كل هذه السلبيات الموجودة في الوقت الحالي. وأشار أستاذ الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، الى أن الحل لمواجهة هذه الظواهر المجتمعية، هو التوجه لإصلاح الثقافة و إحياء القيم المجتمعية، بداية من حملات التوعية وانتهاءًا بتعديل السلوك الخاطئ لكل لأفراد داخل الأسرة. وفي نفس السياق قال الدكتور أحمد هلال، استشاري الطب النفسي، إن حادثة "طفل البلكونة" دليل على غياب التربية داخل العديد من الأسر، واصفًا الحادثة بأنها نوع من قسوة القلب في تعامل الأم مع أبنها. وأضاف "هلال" في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن القسوة في معاملة الطفل ومعاقبته بالضرب لا يجدي بالنفع بل يعود بالضرر علية، وفي كثير من الأحيان يترك هذا الفعل اضطرابات نفسية لدى الطفل، وهو أمر يجعل تعامله مع الآخرين عنيفًا، وهذه أحد السلوكيات الخاطئة التي نعانى منها في الفترة الحالية. وأوضح استشاري الطب النفسي، أن تعامل الأم بالعنف مع أولادها نوع من أنواع الجهل المجتمعي، مشيرًا إلى أن الأسرة المصرية تحتاج إلى توعية حقيقية عن طريق الاهتمام بالتعليم، وإقامة أندية ثقافية وأدبية تحث على عودة القيم والمبادئ للمجتمع المصري.