أبطال من حقن.. الوفد تكشف أسرار إمبراطورية "الجيم"

لياقة بدنية.. جسم متناسق بعضلات الكتف والصدر.. تلك هى أحلام الشباب، يبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى "فورمة رياضية"، في سبيل ذلك يسلكون العديد من الطرق سواء بتدريبات عشوائية داخل صالات الجيم الكثير منها غير مرخص، أو اللجوء لحقن الهرمونات غير مصرح بها صحيًا، فضلاً عن ممارسة تدريبات عنيفة دون توجيه متخصص.
وفي سياق ما سبق، حذر محمد عبد الله زين الدين، نائب البحيرة، ووكيل لجنة النقل بمجلس النواب، والذي تقدم بطلب إحاطة بسبب تلك الظاهرة الخطيرة التي تتجلى مساوئها خاصة بالنسبة للشباب الصغير.
فمنذ أن صدر القانون رقم 63 لسنة 2010 ، لم يكن هناك يد للنقابة العامة في ترخيص وتسجيل الأندية الخاصة، وعلى مدار سنوات طويلة ظلت صالات الجيم بلا مظلة تحميها وتقيمها وتراقبها، ويعد هذا القانون هو تعديل لقانون رقم 3 لسنة 1987 الخاص بإنشاء نقابة المهن الرياضية.
كما ينظم قرار وزيري الصحة ووزير الشباب والرياضة رقم 463 لسنة 2014 في المادة الثانية أن نقابة المهن الرياضية هي المسئولة عن فتح شهادات التسجيل للأندية وصالات الألعاب البدنية والرياضية، فيجب أن يكون المدير المسئول الرياضي عن الجيم من خريجي كلية التربية الرياضية أو من الحاصلين على الدورة التدريبية الأساسية التي تنظمها نقابة المهن الرياضية بعدد ساعات معينة على سبيل الحصر وهى 186 ساعة، ويعد مخالفة ما جاء بالقانون رقم 3 لسنة 1987 الخاص بانشاء نقابة المهن الرياضية والمعدل بالقانون رقم 63 لسنة 2010 يعرض المنشأة للغلق وللمخالف بالحبس مدة لا تجاوز ستة أشهر وبغرامة لا تزيد عن مائتي جنيه.
وبحسب بيان صادر عن الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص بوزارة الصحة، فإن المراكز المرخصة لا تتعدى 70 مركزًا ويجدد الترخيص بشكل مستمر، أما عن عدد صالات الجيم والنوادى الصحية غير المرخصة لايوجد عدد محدد.
وفي تقارير طبية أشارت إلى أن حقن النفخ تعمل على تنشيط الهرمونات الموجودة داخل الجسم، وتسبب العقم وفشل كلوي وتليف كبدي، ولهذا لابد من تعويض الجسم بالخضروات والفواكه والألبان بدلاً من الهرمونات والحقن المضرة بالصحة.
كما أشار التقرير إلى أن عملة التغذية السليمة وتناول كافة الأطعمة الصحية, و تناول الخضروات والفواكة والبروتينات في اللحوم والأسماك، وشرب الماء والعصائر والسوائل بكثرة، وتنظيم فترات النوم على ألا تقل عن 6 ساعات، والذهاب إلى الجيم 3 مرات في الأسبوع فقط وعدم تحميل الكتلة العضلية أكثر من طاقتها، والجري باستمرار.
جولة مدانية أجرتها "الوفد" لعدد من صالات الجيم في محافظة الجيزة، وتحدثت عن قرب مع بعض مدربي كمال الأجسام، الذين شرحوا مخاطر التدريب على الشباب داخل صالات الجيم غير المرخصة، فضلاً عن الأضرار النفسية والجسمانية التي تقع عليه لعدم وجود مدرب.
وحذّر المدربون من بعض حقن مثل "الديكا والدرايف والبولينون والساستانون"، والتي تحتوي على مادة السيوسيترون وهي المادة الفعالة في تنشيط العضلات وزيادة حجمها، وتكمن خطورة هذه الحقن يكمن في أن الجسم يمتص
70% منها وهو ما يسبب في تورم وتضخم العضلة بشكل كبير يستدعي التدخل الجراحي أحيانًا.
طارق عبد الكريم، مدرب كمال أجسام، قال إن الجيم وكمال الأجسام من الرياضات المنتشرة بين أوساط الشباب في جميع أنحاء العالم، والتي تهدف إلى التحسين من شكل الجسم وتعريضه من خلال تحفيز عملية بناء العضلات في مختلف مناطق الجسم وتحديداً الأكتاف، وبناء الثقه، ولكن بالرغم من نتائجها العظيمة على الشكل العام، إلا أنّه قد ينتج عنها بعض الأعراض الجانبيّة السلبية.
وأشار "عبدالكريم" إلى أن من ضمن أضرار لعب الجيم بدون مدرب إصابة بعض اللاعبين بالمشاكل النفسية والاحباط بالإضافة إلى الاكتئاب، وخاصة في حالة كانوا في بداية هذه الرياضة، وذلك لأنهم يرون المدربين أو الأشخاص المحترفين، ويبدؤون بعمل مقارنات في شكل العضلات والجسم بشكل عام، دون الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذه الرياضة تتطلب العديد من السنوات للحصول على الجسم المرغوب به، ولا تكفي بضعة أشهر، وقد يمتد هذا الأمر إلى أن يترك المبتدئون هذه الرياضة بشكل نهائيّ، ويفقدون الثقة بالنفس.
كما من ضمن أضرار التدريب بدون مدرب بحسب ما أشار إليه "أبوخطوة" فإن الشاب قد تحدث به إصابات في الجسم والعمود الفقري والتشنجات العضليه، ومن أكثر المشاكل الشائعة التي تصيب اللاعبين، وخاصة في حالة لم يقوموا برفع الأثقال بالتدريج من الوزن المنخفض إلى الوزن المرتفع، ولأنّ عضلات الجسم تكون غير معتادة على مثل هذا الوزن وهذه الرياضة، فسيؤدّي ذلك إلى الإصابة بالتشنّجات والآلام فيها.
وتابع: قد يصاب الشخص بتمزّق في الأوتار أو أربطة العضلات، وغيرها من المشاكل الأخرى والتي قد تكون شديدة الخطورة.
كما أشار مدرب كمال الأجسام إلى مخاطر أخرى على الأطفال وصغار السن حال تدريبهم في الجيم، بدون مدرب وقال إن في حالة بدء الشخص بممارسة هذه التمارين وهو صغير السن قبل سن البلوغ، ولم يصل جسمه إلى مرحلة النمّو الكامل، حيث يؤدي الرفع المتكرر للأثقال بدون مدرب مؤهل وبرنامج تتدريب مناسب في تأخير نمو العظام، الأمر الذي يؤثر على الشخص في المراحل المتقدّمة من حياته، لذلك ينصح ببدء ممارسة هذه الرياضة بعد البلوغ وبرفقه مدرب مؤهل لتأهل الشخص للبرنامج المناسب لعمره وحجم جسمه وطبيعة شخصيته وطبيعة حياته سواء كان في مرحلة دراسية أو في مرحلة الوظيفة.
وتابع: " لكل إنسان مننا نماط خاصه بيه في جسمه، فيه نماط نحيف وفيه نماط بادين وفيه نماط عضلي، لذلك لبد من وجود المدرب المؤهل لتوجيه المتدرب لأفضل البرامج المناسبة لجسمه وطبيعة حياه
للوصول بيه لأفضل النتائج في الرياضة وجعله مثلآ اعلآ يوقتاد بيه في الشكل والأسلوب والاخلاق و التوضع لان الرياضة أساسة الأخلاق قبل الأجسام وجميع الأديان السماوية تحس الأنسان على الرياضه والأخلاق, والرياضة تؤثر في شخصيه الإنسان وتجعل منه إنسان سوي ومتزن في المعملات في الحياه اليوميه في المدرس والجامعات و الوظايف والحياه العامة.
من جانبة قال عمرو عاطف، مدرب كمال أجسام، إن المدرب في صالات الجيم هو متخصص أكاديمى تربوى علمى وعملى فى مجال من مجالات الرياضة حسب التخصص أو اللعبة التى مارسها أو تخصص بها، مشيرا إلى أن وجود المدرب في الصالة الرياضية وخصوصا تمارين رفع الأثقال مثل وجود الجراح المتخصص في إجراء عمليه جراحيه.
وتابع مدرب كمال الأجسام أهمية وجود مدرب في الجيم قائلاً، من مهمام المدرب، أولاً التوجيه، والتعليم وإعطاء النموذج للمتدرب، والمساعده والأمان للمتدرب لتفادى الأخطاء والإصابات، عند دخول أي فرد للتمرين فى صالة الجيم، لابد أن يسأل: فين المدرب لكونة يجعل التدريب، وماذا يفعل مثل أنك تعطى سيارة لشخص لايعرف القيادة توقع ماذا يحدث.
وتابع المدرب: عدم وجود المدرب يؤدي إلى أضرار كثيرة جدا منها إهدار الوقت وعدم الفائده، وعدم معرفة أي جهاز وما فائدته لأى جزء عضلي في جسم الإنسان، والإصابة لعدم الأداء الصحيح وأى وزن يمكن له حمله أو أن يبدأ به وخصوصا فى حالة المبتدئين أو الأشخاص الذين يكون أول مرة تواجده داخل الجيم .
وأشار عمرو عاطف أيضًا إلى عدة أضرار جسيمة يتعرض لها المتدرب بدون مدرب، منها قد يصاب بخلع فى مفصل الكتف، وتمزق فى أربطة الكتف وهو من أكثر الإصابات الشائعة للتمارين الخاطئة وزيادة الوزن عن طاقة المتدرب أو حمله بشكل غير صحيح ، وإصابة العمود الفقرى ويمكن أن تؤدى لإنزلاق غضرفي، فضلاً عن إصابة مفاصل اليد مثل رسغ اليد والمرفق عند القيام بالتمارين بشكل خاطئ وغير صحيح، وإصابة الركبة من تمزقات والتوائات عند الحمل الزائد وعدم أداء التمرين بشكل صحيح، كما يصاب المتدرب بالتمزقات والشد العضلى وسبابها الرئيسى عدم الإحماء الجيد قبل التمرين وحمل الأوزان بما يفوق طاقة المتدرب.
كما قال باسل كامل، مدرب كمال أجسام، إن المدرب ببساطه مش بس مسؤل عن معالجه مشاكلك الجسدية من سمنه أو ضعف عضلاتك، فالمدرب بيحتويك حرفيا ودوره لن يتوقف داخل الجيم فقط، ولكنه بيمتد ويغير من أسلوب حياتك نفسه.
وتابع: "لا بد من وجود مدرب خاص يباشر عمليه تدريبك بالكامل، لأن لولا وجود المدرب هتقع في مشاكل أنت في غنى عنها، ومن أكتر المشاكل اللي ممكن تواجهك هي مشكله العشوائية، سواء عشوائيه في أسلوب تمرينك أو أدائك أو تغذيتك وللأسف العشوائية دايما هتأخرك ولو أنت تقدمت خطوه واحده بالعشوائيه فأنت كنت تقدر تتقدم بالتوجيه الصحيح 10 خطوات مش خطوة واحدة".
وأشار "كامل" إلى أن الجيم رياضة مثل أي رياضة أخري فيها إصابات، لذلك أنت معرض للإصابة في حاله عدم وجود توجيه أو إشراف علي عملية التدريب، والإصابة قد تكون وخيمه بسبب أداء أو مدي حركي خاطئ لتمرين معين أو اختيارك لأسلوب تمرين غير مناسب لحالتك الجسدية أو عدم مراعاه منك لإصابه قديمة، وهنا يأتي دور المدرب اللي هيقدر يوصلك لهدفك في أقصر وقت بعيدا عن العشوائية.
وأردف: المدرب كمان له دور قوي جدا علي العامل النفسي لانه بيوجهك للطريق الصحيح وبيشجعك علي ممارسة الرياضة وأنك تبعد عن بعض العادات الخاطئه زي التدخين أو الإدمان، لذلك نصيحتي تتلخص في حسن اختيارك لمدربك بحيث يكون قادر علي انه يوصلك لهدفك ويحافظ علي سلامتك ويكون قادر علي إحداث التغير فيك جسديا ونفسيا.