المنشطات الرياضية خطر يهدد صحة شبابنا. ويتسبب في إصابتهم بأمراض عديدة كالكبد والضغط والقلب والأورام. ويتم ترويجه بينهم في بعض صالات الجيم العشوائية بدعوي أنها تساعدهم في بناء عضلات أجسادهم بسرعة دون الالتزام بالتمرين المنتظم مع مدربين أكفاء وتغذية صحية سليمة وآمنة تستوفي عناصر المنظومة الغذائية المتكاملة في ظل ارتفاع أسعار المكملات الغذائية. صالات الجيم تنتشر بكثرة في المناطق العشوائية والشعبية تحت بير السلم وفي حجرات ضيقة لا تتوفر بها اشتراطات صحية وبيئية آمنة في غيبة الرقابة والوعي وهو ما يؤدي لتفاقم المشكلة. "المساء" استطلعت آراء بعض الخبراء والشباب في التحقيق التالي.. يوضح د. عادل فهيم - رئيس الاتحاد المصري والعربي والأفريقي لكمال الأجسام - أن 90% من صالات الجيم بمحافظات مصر غير مرخصة وهناك 1500 صالة مرخصة فقط بمعرفة الاتحاد الذي يفرض شروطا معينة حتي يتم منح الترخيص لها. منها مساحة الصالة وتوافر التهوية الجيدة وتعرضها لأشعة الشمس وأن يكون القائم عليها والمسئول عن التدريب ذا خبرة في مجال التدريب أو حاصلا علي بطولات رياضية ولا يستطيع الاتحاد غلق الصالات غير المرخصة أو غير المطابقة للمواصفات لعدة أسباب منها كثرة عدد الصالات وفتح صالات جيم في شقق أو حجرات أسفل بير السلم وضرورة وجود جهة أمنية تغلق الصالات وتحرر المحاضر ضد المخالفين. ولابد من سن تشريعات تجرم فتح صالات جيم بدون ترخيص خاصة أن هناك صالات تبيع المنشطات الرياضية للشباب بهدف تحقيق ربح بعد إيهام الشباب بأنها سوف تبني عضلات أجسامهم في وقت قصير ودون تدريبات مكثفة رغم ما تسببه من آثار جانبية خطيرة مثل زيادة الضغط وضعف القدرة الجنسية والإصابة بالأورام وأمراض القلب. أضاف د. فهيم أن المنشطات أشد خطرا من المخدرات وسوف يبذل الاتحاد المصري والعربي والأفريقي لكمال الأجسام كل جهده لإصدار تشريع يجرم بيع المنشطات الرياضية التي تتربح منها مافيا التهريب. كما أن بعض صالات الجيم تتورط في بيع وتداول هذه المنشطات خاصة صالات بير السلم في المناطق الشعبية. ويقول الكابتن عصمت صادق "بطل العالم في كمال الأجسام" لا توجد رقابة علي صالات الجيم وكثير من أصحاب تلك الصالات لا يعملون بالمجال الرياضي ولا يجد الشباب داخل هذه الصالات من يدربهم بطريقة صحيحة ولابد من منع فتح صالات الجيم بلا ضوابط مع ضرورة قيام الاتحاد المصري لكمال الأجسام باختبار المدربين بصالات الجيم وعدم السماح لهم بفتح صالات جيم إلا بعد اجتيازهم الاختبارات الرياضية اللازمة ولابد من مواجهة بيع المنشطات للشباب سواء كان البيع عن طريق صالات الجيم أو شركات بير السلم أو الأندية فالمنشطات تقوم بحبس الماء والأملاح في العضلات حتي تنتفخ الأنسجة العضلية. أضاف أن تناول المنشطات يرجع لعدة أسباب منها عدم قدرة كثير من الشباب علي شراء المكملات الغذائية لارتفاع ثمنها ورغبة بعض الشباب في بناء العضلات سريعا دون الانتظام في التدريب وتناول غذاء صحي والاستعانة بمدربين ذوي خبرة عالية بكمال الأجسام. أكد أن بناء عضلات الجسم يحتاج لمنظومة غذائية متكاملة وتمرين مكثف ومدرب ذي خبرة بكمال الأجسام ومكملات غذائية طبيعية وغذاء يحتوي علي جرامات معينة من اللحوم والبروتينات وهو ما يكلف نحو 150 جنيها يوميا للشخص المتدرب تحت إشراف علمي. أوضح ياسر فؤاد "صاحب صالة جيم بمدينة نصر" أن المنشطات الرياضية تضر بالصحة وتسبب أمراضا خطيرة كأمراض الكبد والكلي وارتفاع ضغط الدم والسكر وهي وهم خادع يستلزم فرض رقابة علي صالات الجيم التي يغفل بعضها عن توفير اشتراطات بيئية سليمة مثل التهوية الجيدة والمساحات المناسبة والاكتفاء بمحلات ضيقة أو شقق مغلقة. أشار إلي أن المكملات الغذائية بديل آمن للمنشطات لاحتوائها علي عناصر طبيعية وفيتامينات وسعرات حرارية لكنها تباع بأسعار مرتفعة لا يقدر عليها إلا عدد قليل من الشباب رغم أن بناء العضلات يحتاج لنظام غذائي علمي والتمرين المنتظم علي أيدي مدربين ذوي خبرة بالمتاعب الرياضية ومشاكل الرياضة وكيفية علاجها. أما سيد صابر "صاحب صالة جيم بحدائق القبة" فيقول: لا توجد أي رقابة علي صالات الجيم ورغم أن كل الصالات تضع لافتات واضحة فان معظم الصالات غير مرخصة ولا يعرف الاتحاد المصري لكمال الأجسام أي معلومات عنها لذلك تقوم بعض الصالات ببيع المنشطات الرياضية للشباب بهدف بناء الجسم في وقت قصير دون الالتزام بعناء التمرينات يوميا. أكد أن المنشطات كلها مستوردة من الخارج يتم تهريبها من الجمارك وهناك منشطات مصنوعة محليا في مصانع مجهولة تحت بير السلم ولابد من إصدار تشريع يجرم بيع وتداول المنشطات وفرض غرامات علي المخالفين وإغلاق صالات الجيم غير المرخصة والبعيدة عن الرقابة. يقول حسن سالم "طالب بتجارة عين شمس" ومحمد عبدالوارث "طالب بحقوق عين شمس" إن صالات الجيم انتشرت بشكل كبير. حتي ان المحلات والأدوار الأرضية تحولت إلي صالات جيم. ورغم وجود أجهزة رياضية مصنعة محليا فإن هناك أجهزة قديمة وغير صالحة لأداء التمارين الرياضية. وتتضاعف المشكلة بغياب المدربين الأكفاء ذوي الخبرة أو انعدام وجودهم من الأساس في صالات الجيم خصوصا في الفترة الصباحية وقيام بعض الشباب بالتدريب حتي ان أصحاب تلك الصالات لا علاقة لهم بالرياضة ولا بكمال الأجسام وقيام أحد المتدربين القدامي بتدريب الشباب الجدد بها. يؤكد أحمد عبدالرازق "طالب بالصف الأول الثانوي" أن المنشطات الرياضية تباع علي الأرصفة وفي الأسواق والصيدليات. وأنه يتدرب في صالة بالمطرية. وهناك إقبال علي صالات الجيم في ظل تخفيض قيمة الاشتراك إلي 150 جنيها وهي أسعار رخيصة إذا ما قورنت بالمناطق الراقية. أما ياسر فاضل "طالب بكلية الحقوق" فيقول: إنه يمارس رياضة رفع الأثقال منذ عامين في إحدي صالات الجيم ولم يشاهد منشطات تباع فيها ولا يري ترويجا لها. بل يجدها في إعلانات الصحف والأسواق وللأسف معظمها مجهول المصدر وذو آثار جانبية خطيرة. يطالب محمد صالح "طالب بكلية العلوم" بمنع بيع المنشطات وتجريم تداولها وبيعها لإضرارها بصحة الشباب وإيهامهم وخداعهم بأنها تبني عضلات وهمية لمجرد الشكل دون بذل جهد حقيقي وتدريب منتظم يقوم علي أساس علمي لبناء أجسام وعضلات قوية تدوم وتستمر بلا آثار جانبية خطيرة. بينما يؤكد مصطفي عبدربه "طالب بتجارة عين شمس" أنه يمارس رياضة رفع أثقال في صالة جيم مقابل 200 جنيه شهريا ولا يتناول أي منشطات رياضية لخطورتها علي الصحة. يشير سيد ناصر "طالب بالصف الأول الثانوي" إلي أن صالات الجيم منتشرة في الأحياء الشعبية. ومعظمها ضيقة ورديئ التهوية ويتولي التدريب فيها شباب بلا خبرة بكمال الأجسام أو رفع الأثقال ورغم ذلك فإن ثمة إقبالا كبيرا عليها من جانب الشباب بسبب رخص أسعارها وقربها من أماكن سكنهم. ويري كريم سيف الدين "طالب بالصف الأول الثانوي" أن صالات الجيم تفيد الشباب في بناء أجسامهم ولا تباع فيها أي منشطات وقد تم رفع قيمة الاشتراك الشهري من 150 جنيها إلي 200 جنيه شهريا.