تحل اليوم الذكرى ال81 على ميلاد واحد من أبرز العلماء الابرار الذين حققوا العديد من الانجازات والاكتشافات العلمية الهامة في علم الفضاء حول العالم، حيث تقلد أرفع المناصب العلمية طيلة مشوار حياته حتى بلغ مكانة علمية مرموقة على المستوى الدولي إنه العالم الجليل "فاروق الباز". وترصد"بوابة الوفد"، في التقرير التالي أبرز المعلومات عن العالم المصري "فاروق الباز". ولد العالم فاروق السيد محمد الباز يوم 2 يناير عام 1938م في قرية السنبلاويين بمحافظة الدقهلية في كنف أسرة متوسطة الحال، حيث كان والده أول من حصل على التعليم الازهري في قريته، ووالدته كانت تتمتع بذكاء فطري جعلهما يدركان ما يتمتع به ذلك الطفل من نبوغًا حادًا وتوقعا له مستقبلاً باهرًا. وفي عام 1958م، حصل فاروق على شهادة البكالوريوس من كلية العلوم جامعة عين شمس، حيث كانت أمنيته الالتحاق بكلية الطب حتى يصبح جراحًا للمخ، ولكن التحق بكلية العلوم قسم (كيمياء – جيولوجيا) فقد كان الدافع الوحيد لهذه الكلية بأنها الأقرب إلى مسكنه. ونتيجة لتفوقه ونبوغه، حصل على منحة لاستكمال دراسته بالولاياتالمتحدةالامريكية، ثم حصل على شهادة الماجستير من معهد علم المعادن بولاية ميسوري الامريكية في مجال الجيولوجيا عام 1961م، ثم حصل على شهادة الدكتوراة في علم التكنولوجيا الاقتصادية عام 1964م. بدأ الباز رحلته العملية عام 1966م عندما سافر إلى الولاياتالمتحدةالامريكية، حيث عانى كثيرًا نظرًا لوصوله بعد بدء العام الدراسي فلم تقبله أي جامعة هناك حتى بعثت له وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" للانضمام لفريقها الجيولوجي، واستطاع خلال ثلاثة أشهر من خلال البحث والدراسة أن يعرف حوالى 4300 صورة للقمر وأكتشف ما يقرب من 16 مكانا تصلح للهبوط على سطح القمر. وكلت للباز مهمتين رئيسيتين فى رحلة إكتشاف الفضاء " أبوللو " عام 1967 م إلي 1972م ، هما إختيار مواقع الهبوط على سطح القمر، وتدريب طاقم رواد الفضاء على وصف القمر بطريقة جيولوجية علمية وجمع العينات المطلوبة وتصويره بالأجهزة الحديثة. وبعد نجاح تجربة "أبوللو" دخل" الباز" التاريخ من أوسع أبوابه، حيث تم اختياره عام 1973م، ككبير للمحققين في المراقبة الأرضية وتجارب التصوير الفوتوغرافي الخاص بالمشروع أبوللو سويز 1975م، والذي كان هدفه تصوير المناطق الصحراوية في العالم، وبخاصة صحراء شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية. وما بين عامي 1978م و 1981م عمل كمستشار علمي للحكومة في عهد الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، حيث تم تكليفه باختيار المناطق الصحراوية للتنمية. وفي عام 1982 م التحق "فاروق الباز" بمؤسسة آيتك التي تولى بها منصب نائب رئيس العلم والتكنولوجيا لاجهزة التصوير بمدينة لكسنجتون بولاية ماساتشوستس حتى أصبح مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطنبالولاياتالمتحدةالأمريكية، وقام بتطوير نظام الاستشعار عن بعد في اكتشاف بعض الآثار المصرية. تولى الباز العديد من المهام الأخرى منها العمل في الاستكشاف عن النفط في خليج السويس بقسم التنقيب في شركة بان أمريكان، وقام بتدريس علم الجيولوجيا في العديد من الجامعات منها جامعة أسيوط، وجامعة ميزوري في أمريكا، وجامعة هيدلبرج في ألمانيا. بلغت عدد الأوراق العلمية المنشورة للدكتور فاروق الباز حوالي 540 ورقة علمية، كما أنشأت الجمعية الجيولوجية في أمريكا جائزة سنوية باسمه أطلق عليها "جائزة فاروق الباز لأبحاث الصحراء. ومن أبرز مشاريع " الباز" المشروع الذي تقدم به تحت عنوان "ممر التنمية" والذي يتضمن طريقًا رئيسيًا يبدأ من غرب الإسكندرية ويستمر حتى حدود مصر الجنوبية بطول 1200 كيلو متر تقريبا، و12 محورا من الطرق العرضية التي تربط الطريق الرئيسي بمراكز التجمع السكاني، فضًلا عن شريط سكة حديد للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسي، وأنبوب ماء من بحيرة ناصر جنوبا حتى نهاية الممر على ساحل البحر المتوسط ، فضلاً عن خط كهرباء يؤمن توفير الطاقة، مما سيغير من وجه مصر ويفتح آفاقا جديدة للنمو العمراني والزراعي والصناعي. ألف فاروق الباز العديد من الكتب في مجال الجيولوجيا منها أبولو فوق القمر، الصحراء والأراضي الجافة، حرب الخليج والبيئة، أطلس لصور الأقمار الصناعية للكويت، ممر التعمير في الصحراء الغربية بمصر. كما حصل الباز على ما يقرب من 31 جائزة، منها جائزة إنجاز أبوللو، الميدالية المميزة للعلوم، جائزة تدريب فريق العمل من "ناسا"، جائزة فريق علم القمريات، جائزة فريق العمل في مشروع "أبوللو" الأمريكي السوفييتي، جائزة "ميريت" من الدرجة الأولى من الرئيس المصري أنور السادات، جائزة الباب الذهبي من المعهد الدولي في بوسطن، وبذلك حفر ذلك العالم الجليل اسمه بحروف من نور على مدار التاريخ.